في ظل لامبالاة شاملة من الصحافة والصحافيين، انطلقت يوم الأربعاء العروض السينمائية لمهرجان قرطاج الدولي التي اتخذت تسمية «ليالي قرطاج السينمائية» من 22 أوت إلى 4سبتمبر، بفيلم «هوليو» بطولة جمال دبوز وفلورنس فورستي. وعلى الرغم من غياب ذلك الفيلق من أعوان وزارة الثقافة والاكتفاء بعدد محدود منهم فإن لا شيء تغير في الدورة 48 من حيث التعامل مع وسائل الإعلام، فقد جوبهنا بأن «بادج» المهرجان غير صالح للعروض السينمائية، فسألنا لماذا؟ قيل لنا إن العروض تنتظم خارج إطار المهرجان فأشرت إلى مخاطبي بأن أنظر إلى معلقة العروض الحاملة لشعار المهرجان ؟ ولكن صاحبنا تمسّك بموقفه. قلت له: لا عليك، لنترك «البادج» جانبا، هاهي بطاقة صحفي ثقافي التي كتب على ظهرها أنها تخول لحاملها حضور كل التظاهرات الثقافية التي تنظمها وزارة الثقافة، فكان الرد «حتى هذه البطاقة لا تصلح، التعليمات هكذا» ولأني عاهدت نفسي بأن لا أكون طرفا في أي مشادة مع أي كان في ما يسمّى مهرجان قرطاج هذا العام بعد الذي حدث معي سابقا ، سألت هذا العون هل يوجد واحد من الذين أصدروا التعليمات بمنع الصحافيين من الدخول بشارة مهرجان قرطاج؟ فأجابني: «لا، مازالوا ما جاوش» كانت الساعة آنذاك تشير إلى الثامنة والنصف ليلا . لا أخفي عليكم بأني صدّقت الرجل فلا شيء كان يدعوه للكذب أو المناورة، وحين هممت بالعودة نحو شباك التذاكر لاقتطاع تذكرتي حتى لا يفلس مهرجان قرطاج ووزارة الثقافة من ورائه لو دخلت مجانا، وجدت أمامي السيد سمير بلحاج يحي المدير السابق لمهرجان قرطاج والكاتب العام السابق للجنة الثقافية الوطنية و مدير عام العمل الثقافي ،الذي أدرك دون أن يحتاج إلى شرح أنه تمّ منعنا من الدخول، وبابتسامة لطيفة منه امتصّ غضبنا، وبحركة من يده سمح لنا ذلك العون الذي كان مستأسدا في قول لا بالدخول. وأنا أسأل السيد فتحي الخراط – مدير مهرجان قرطاج الدولي- الذي كان منشغلا ليلتها بإجراء المقابلات التلفزيونية، أي حكمة من وراء إنهاء صلاحية شارة المهرجان بمناسبة العروض السينمائية؟ هل خوفا من الاكتظاظ والتدافع الجماهيري؟(العرض الافتتاحي حضره عدد لا يتجاوز المائتين) ولماذا أعطيتم تعليماتكم برفض بطاقة صحفي ثقافي؟ وأسأل الملحق الصحفي للوزارة وللمهرجان العائد بعد محنة الإيقاف لماذا لم نر أثرا لأي كان من المكتب الصحفي للمهرجان باستثناء الزميل نجيب قاصة الذي حلّ في حدود الساعة العاشرة إلا ربع ليلا؟ وعودة إلى السيد فتحي الخراط مدير مهرجان قرطاج الدولي ومدير عام إدارة السينما بوزارة الثقافة، نسأله عن سرّ عدم برمجة أي فيلم تونسي في ليالي قرطاج السينمائية والحال أن بلادنا تحتضن أيام قرطاج السينمائية بعد أسابيع قليلة؟ ماذا كان يمنع وزارة الثقافة من برمجة فيلم محمد الزرن «ديقاج» عن يوميات الثورة ؟ ولماذا لم يعرض فيلم النوري بوزيد «ما نموتش؟» ولماذا لم تحرص الوزارة على إنهاء نضال شطا لفيلمه «آخر سراب» وتقديمه في عرض أول في هذه المناسبة؟ أليس ذلك أفضل وأجدى من مزيد التضييق على المخرج وتهديد منتجه بالخطايا والغرامات والعقلة على الممتلكات على الرغم من تجاهل الوزارة لكل مراسلاته منذ شهور طويلة؟ أما فيلم افتتاح ليالي قرطاج السينمائية «هوليوHollywoo» فكوميديا رومنسية من إخراج فريديريك بارث وبطولة جمال دبوز وفلورنس فورستي وتدور أحداثه حول «جانات» الممثلة المغمورة التي تقوم بدبلجة صوت ممثلة أمريكية ذائعة الصيت «جنيفر» قررت إنهاء مسيرتها بسبب انهيار عصبي(بسبب خيانة صديقها لها؟) وذلك يعني قطع رزق «جانات» والاستغناء عن خدماتها فتقرر السفر إلى لوس أنجلوس لمقابلة «جنيفر» لتثنيها عن قرارها لتنطلق أحداث غريبة الأطوار في عالم نجوم السينما العالمية. يذكر أن الفيلم الذي عرض بفرنسا في ديسمبر الماضي قد أثير حوله جدل واسع بعد تقدم السيناريست «دودين هاري غريمالدي» بشكوى ضد كاتب سيناريو الفيلم بتهمة الاستيلاء على فكرتها التي قدمتها في سيناريو لم ير النور .