تتميز جهة القصرين بانها احد اهم مواطن تربية الماشية و انتاج " العلوش " ببلادنا فضلا عن انها تمثل ممرا هاما لعمليات تهريب المواشي من الجزائر بحدودها الممتدة على اكثر من 200 كلم كلها تقريبا مسالك جبلية صعبة المراقبة و لذلك فان اسعار " خروف العيد " في كامل اسواق الاغنام بالجهة تشهد منذ الاسابيع الاخيرة عرض كميات كبيرة من الخرفان المتعددة الاعمار و الانواع لكن رغم ذلك فان الاسعار ظلت الى حد بداية هذا الاسبوع مرتفعة بشكل غير مسبوق الى درجة ان بعض الجزارين العاملين بالسوق المركزية للخضر و اللحوم اضطروا الى اغلاق محلاتهم لانهم لم يجدوا البضاعة التي تتماشى مع تجارتهم و منهم محمد الهادي بن المولدي بن سليمان الذي قال لنا :" لقد اغلقت محلي منذ اكثر من اسبوعين لان اسعار " العلوش " مرتفعة جدا و لا يمكن لي اقتناء بضاعة تبلغ تكلفة الكيلوغرام من لحمها بعد ذبحها 20 دينار لبيعه مقابل 16 دينارا بسبب عمليات المضاربة التي يقوم بها بعض " القشارة " الذين سيطروا على كل اسواق الجهة و جشع بعض المربين .. و وضعيتي تكررت مع عدد اخر من زملائي الذين خيروا غلق محلاتهم الى ما بعد العيد " .. هذا و من خلال جولة في " رحبة الاغنام " التي انتصب بها باعة الخرفان قبل حوالي 10 ايام ( مقابل مستودعات شركة النقل و السجن المدني على الطريق الرئيسية للمدينة ) لاحظنا اقبالا كبيرا من المواطنين على شراء اضاحي العيد لكن اغلبهم يعودون دون اقتناء ما يرغبون فيه لان الاثمان من نار و سجلت ارتفاعا تجاوز في بعض المرات 150 دينارا مقارنة بعيد السنة الفارطة .. لكن منذ صبيحة يوم امس الاربعاء و مع اقتراب عيد الاضحى بدات الاسعار في تراجع بعد ان وصلت " خرفان رومانيا " و جعلت العشرات من المواطنين يتحولون الى الجهات التي تباع فيها هذه الخرفان ذات الاسعار المناسبة و يشترون اضحياتهم من هناك .. حيث بدات المخاوف تسيطر على " القشارة " من كساد بضاعتهم فخفضوا من الاسعار الى درجة كبيرة و يعتقد عدد من المترددين على " رحبة الاغنام " بالقصرين من الذين تحدثت اليهم " التونسية " امس الاربعاء و صباح اليوم الخميس ان الاثمان ستتراجع اكثر في اليوم الذي يسبق العيد مثل كل سنة و لذلك فانهم اجلوا اقتناء اضاحيهم الى ظهر الخميس .. من جهة اخرى امتلات شوارع وسط المدينة بالباعة المنتصبين في كل مكان لبيع لوازم عيد الاضحى من سكاكين و " مشاوي " و فحم و غيرها فيما تحولت محلات الحدادة و بعض فنيي الصناعات التقليدية الى ورشات لشحذ ادوات ذبح الخرفان من سواطير و سكاكين و اصبحت هذه المهنة الموسمية تجد رواجا كبيرا .. و كانت السوق الاسبوعية للمدينة التي تنتصب كل ثلاثاء امس قبلة الالاف من الاهالي لشراء لوازم " العصبان " و خاصة " المعدنوس " و " السلق " و " البصل " و " التوابل " و بقية الخضر التي عرفت اثمانها ارتفاعا واضحا حيث بلغت " ربطة المعدنوس " 400 مليم و وصل كلغ البصل الى 800 مليم و قفز كلغ الطماطم من 300 في الاسبوع الماضي الى 800 مليم..