تسبب برلماني مغربي ينتمي لحزب «الاستقلال» المعارض في موجة غضب واحتقان في الإقليمالجنوبي للملكة المغربية بعد أن دعا السكان المنحدرين من شمال المملكة الى مغادرة إقليم «بوجدور» أحد الأقاليم المغربية جنوب البلاد. ودفع هذا المطلب فعاليات المجتمع المدني إلى إصدار بيان شديد اللهجة لمواجهة هذا التصرف الذي اعتُبر عنصريا وماسا بالوحدة الترابية للمملكة من «طنجة» الى «الكويرة»، فيما جابت مسيرات احتجاجية أمس شوارع المدينة وصولا إلى وسطها تنديدا بهذه الدعوة العنصرية التي تعد سابقة في تاريخ المغرب. وأشارت تقارير مغربية أمس الى أن تصريحات النائب غير مسؤولة موضحة أنه أطلق دعوته نهاية الأسبوع الماضي، على إثر حفل عشاء نُظِّم على شرف المشاركين في الأيام الثقافية لمدينة «بوجدور»، وذلك بحضور رسمي في شخص عامل الإقليم وقائد الموقع العسكري والمنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية وكذلك برلمانيين ومسؤولين. وحسب المصادر ذاتها تحول الحفل إلى جلسة سياسية عرفت احتجاجات كبيرة من طرف رئيس جماعة «الجريفية» المحجوب دادة ورئيس جماعة «لمسيد» وأحد برلمانيي المنطقة الذين احتجوا بشدة على عضو الفريق الاستقلالي بالغرفة الثانية الذي تسبب في أزمة محلية بين متساكني الاقليم،فيما اعتبر مراقبون أن ما صدر عن النائب مجرد حسابات انتخابية ، مدعما بأحد أقطاب الانتخابات الجماعية بالمنطقة، والذي أصبح يتضايق من اتساع رقعة الفعل المدني في «بوجدور» والمناطق المجاورة مما يهدد هيمنته الانتخابية على المنطقة. وحسب مصدر مطلع من المنطقة، فإنها ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها هذا الشخص إلى الطعن في مغربية مغاربة منحدرين من خارج الأقاليم الصحراوية والمطالبة بترحيلهم، وهي اتهامات رخيصة لا تمت للواقع بصلة، إذ يتعايش عدد كبير من متساكني الاقليم في ما بينهم، كما هو الشأن في باقي المناطق المغربية،و لم تسجل أية مشاكل بين الجنوبيين والشماليين. وذهبت مواقع إلكترونية محلية عديدة، ممن حضرت الحفل، إلى إدانة هذا السلوك الغريب وهذا الاستفزاز المجاني في حق متساكني اقليم «بوجدور»، وطالبت السلطات بإتخاذ إجراءات قانونية في حق هذا الشخص ومن يدعمه.