بقلم الأستاذ مختار الحجلاوي المحامي لدى التعقيب بسيدي بوزيد [email protected] دى التلفزات، ونذر نفسه لقتال إخوانه... وأهل حارته وجيرانه... بل في وجه من تبنّى كثيراً من أفكاره وما اختلج في وجدانه... لا يهمّني إن كانا للصواب أم للخيبة هما أقربان... وحرّض الناس على التقاتل.. والتباغض ..و زرع الخوف في نفوس الأطفال الحالمين باللعب واللهو والرقص على نغمات الموسيقى العذبة... والشباب الطامح للانطلاق نحو النجاح.. والارتقاء في سلّم المعارف... والكهول اللاهثين وراء لقمة العيش.. الذين هم بديونهم محاصرون.. وبطلبات زوجاتهم والبنين مثقلون... والشيوخ المنهكين.. وبالأسحار مستغفرين ( جمع سَحَر وليس سِحْر).. الركع الساجدين . الى المعدّين العُدّة.. للتفجير جاهزون.. أملاً في لقاء ثنتين وسبعين.. من بنات حور عين... عفواً أويوجد أفضل من لقاء الله ورضوانه ؟ ! بلى.. فعندهم حور العين ليس كمثلها شيء... إذا أقبلتْ.. بشعرها الأسود ووجهها الأبيض.. سبحان من جمع الليل والنهار.. شَعْر.. نحر.. خدّ.. قدّ.. نهود.. فخوذ.. سيقان.. بياض.. نعومة.. بدون كريمات ولا «نيفيا» ولا «وازلين»... كيف إذا لمستَ بناناً بالجِنان نُعِّم آلاف السنين... إذا دخلتَ الجنّة فرأينك، أقبلن عليك.. يرمينك على كثبان المسك.. منهن من تضع فمها بفمك.. ومن تضع خدّها بخدّك.. ومن تضع صدرها بصدرك.. والباقيات.. لدورهن منتظرات... هي التي تقدّم لك كأس الخمرة بيدها.. ونكتفي بهذا، هو نزر قليل مما فاضت به كتبهم.. والروايات. إلى عابدي أصنام التاريخ... ألا إن أصنام التاريخ لا زالت باقية تُعبد إلى الآن.. شيخٌ صنمٌ.. إمامٌ صنمٌ.. فقيهٌ صنمٌ... أقوالهم قرآن لا يُردّ.. وفهمهم للدين والإنسان والحياة وكل شيء مدد مددْ.. هم – فقط – يقرّبونا إلى الله زلفى... ومن سواهم جاحد أو كافر.. أو زنديق.. دمه مباح.. عِرضه متاح.. كأنّما لا صلّى ولا زكّى ولا اتقى. إلى التائقين للسير إلى الخلف.. وبالنصف الأسفل من البدن هم يفكّرون.. المرأةَ يكرهون.. فيحقدون.. وعلى كتاب الله يتقوّلون.. وإياها في الجنة يتمنّون.. وبها يحلمون.. وفي الدنيا هم إيّاها يسبّون.. ويسترقّون.. هي عورة.. وبها يستمتعون.. عندهم ما خُلقتْ إلاّ لذاك . أمّا بعد : ألم تجد مَن تُحِلُّ فيه الجهاد غير أهلك.. وخلاّنك.. وشباب هتفوا، وهرولوا، ولآلة القمع يتصدّون.. صدورهم عارية.. وهاماتهم عالية.. مات من مات وجُرح من جُرح.. فأهدوك ما لم يكن في الحلم يراودك.. أهدوك الحرية . أفبالكفن يُعترف بالجميل ..؟! ليتك فعلتَ فعلتكَ أو تجرّأتَ على مجرد التفكير فيها أو أدنى منها قبل ذلك اليوم الأغرّ.. يوم أن دارت الدوائر على زمرة الفساد والاستبداد ففرّ زعيمها.. ولازال أعوانها لزعيم جديد يتحسّسون.. ويلهثون... أنسيتَ.. أذكّرك.. ساحة الجهاد بحق واستحقاق.. فلسطين.. إليها وحدها بالجهاد يُشَدُّ الرحال.. ألا شددتَ رحالك.. فأشدّ معك.. إليها نحمل أنا وأنت كفنينا.. ألا هل لبّيت.. فاشهد اللهم أنّي قد بلّغت .. أمّا ونحن ها هنا قاعدون.. فالجهاد.. حتى تعلم.. فتعمل: الجهاد الذي يرضاه الله.. وإليه يحرِّض.. ويُفترَض بك إليه تحرّض.. وأحرّض.. وأنفسنا وأبناؤنا ووطننا في أمسّ الحاجات إليه.. جهاد النفس.. فلا نترك لشياطيننا منفذا منه ينفذون.. ومنه علينا يسيطرون.. فالشرَّ إلينا يزيّنون.. والفتنةَ منّا يقرّبون.. وهم في الآخرة منّا يتبرّؤون.. جهاد كسب العلم.. كل العلم.. فبه يستعيد الإنسان إنسانيته.. ويعي كيانه.. وواجبه وحقه.. وبآيات الله يحيط... وبه ينفع إخوانه.. ولا يجرِمَنَّه شنآن قوم على ألاّ يعدلَ معهم.. فالعدل عند الله أقرب للتقوى.. علم به تؤثث الساحات والميادين فيلعب الأطفال ويمرحون.. وبأهازيجهم يترنّمون.. وتُبنى المدارس والمعاهد والكليات.. ليطلب شبابنا العلم ذكوراً وإناثاً ومن كل الجهات.. فهم سواء عند الله في التكليف لا فضل لأحد على الآخر ولا تفضيل.. إلا بالتقوى والسعي النبيل.. ومصانع تُبنى وموارد رزق للكهول توفَّر فالله يحمدون.. وعليه يُثنون.. قياماً وقعوداً.. أطراف النهار وآناء الليل.. لا يكلّون، ألا هل بلّغت .. الله رب العالمين.. بنا رؤوف رحيم.. فكيف بالخير والعطف والرحمة والإيمان والعلم والعمل وبالحرّية لا نهيم..؟ كيف.. أليس الله قائل «لا إكراه في الدين قد تبيّن الرشد من الغي»؟؟.. أليس هو القائل وقوله الحق «قل الحق من ربّكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر».. ؟ فكيف بعبده الضعيف الذي ما ضمِن الجنّة لنفسه.. ونفسه بما كسبت رهينة.. في الناس يصيح، هذا مؤمن صديق.. وذاك كافر زنديق.. فاقتلوه.. الجديد قبيح والقديم صحيح.. تقبّلْ نصيحتي.. فالدين نصيحة.. انكبّ على العلم ثم انكب على العلم حتى تعلم أنّك ما علمت شيئاً، واعلم أنّ عماد الدين حريّةٌ.. وسبيل الجنّة إيمان بالله وعمل صالح ينجّي.. فدع عنك ما لا ينجّي.. وإن أنت على الجهاد مصرٌّ.. وهو فرض على كل مسلم مقتدر.. فإلى فلسطين المستقرّ.. والمجد لتونس.. والعزة لشعبها.. فحيّ على الجهاد.. الجهاد الحق.. وحيّ على الحرية والإيمان.. إيمان نعيش به عصرنا لا عصر غيرنا.. الذي ولّى ومضى.. وحيّ على العلم.. علم نسمو به ونُسْمِي قيم الإنسان فينا.. فالنور واحد والظلمة ظلمات.. هكذا قال ربّي.. هو حسبي.. وبه أستعين.