عقب اللقاء الذي جمع أمس «الباجي قائد السبسي» بأرملة المرحوم «لطفي نقّض» عضو «نداء تونس» والكاتب العام السابق للاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بولاية تطاوين، نظمت أمس حركة «نداء تونس» بمقرها المركزي بالبحيرة لقاء إعلاميا حضره عدد من أعضاء الحركة وممثلو لجنتها القانونية (الطيب البكوش، رضا بلحاج، بوجمعة الرميلي..) ومحاميا الدفاع في قضية مقتل المرحوم «نقض» (عز الدين بو قراص وحسين الزرقي)، كما ركز المتدخلون اهتمامهم في هذا اللقاء على ظاهرة العنف السياسي «التي باتت من أكثر الظواهر تفشيا واستشراء في البلاد، وتستهدف كل الأطراف وخاصة حركة «نداء تونس» بدرجة أولى»-على حد تعبير الطيب البكوش امين عام الحركة-. وقد وضع «البكوش» اللقاء الإعلامي في إطار «الكشف عن ملابسات وتطورات جملة من القضايا التي رفعتها حركة «نداء تونس» للنظر في أمرها وعلى رأسها قضية الشهيد لطفي نقض، وللكشف أيضا عن حقيقة جملة من القضايا المرفوعة ضد الحركة». وذهب «البكوش» في بداية حديثه عن ظاهرة العنف السياسي، إلى تعداد عمليات العنف والاعتداء التي شملت أعضاء حركة «نداء تونس» ومقراتها، قائلا: «إن العنف السياسي يمس الجميع وفي صدارة الترتيب نجد حركة «نداء تونس» التي بدأت حكايتها الطويلة مع التعرض للاعتداء بالتهجم على اجتماع نسائي للحركة بصفاقس، ومحاولة حرق منزل عضوة في قصر هلال، إلى الاعتداء على عدد من أعضاء الحركة وقياداتها ومقراتها الجهوية.. وصولا إلى تجاوز الخط الأحمر من خلال استهداف المنسق العام الجهوي للحركة بولاية تطاوين الشهيد «لطفي نقض» واغتياله». «لا يمكن السكوت عن..؟» كما أوضح «البكوش» أن «افتعال القضايا في حق «نداء تونس» وفي حق رئيسها يندرج تحت مظلة العنف السياسي الموجه ضد الحركة»-على حد تعبيره-، مضيفا: «فلنأخذ على سبيل المثال اتهام أحد مستشاري رئيس الجمهورية لحركتنا بتبييض الأموال، صحيح أن البلاد بلغت من الانحطاط الأخلاقي الشيء الكثير ولكن أن تصدر مثل هذه الاتهامات عن مسؤول سام في السلطة فهذا أمر لا يمكن السكوت عنه وهو مطالب بتقديم الدليل عما يدعيه». وبالعودة إلى الحديث عن قضية «لطفي نقض»، أكد «البكوش» أنه لن يخوض في تفاصيل الواقعة ولا في جزئياتها «حتى لا نتدخل في عمل القضاء الذي يتناول هذه القضية»-حسب قوله-، مرتئيا ضرورة التنبيه إلى «الضغوطات التي تتعرض لها المحكمة ومحامو الدفاع والشهود، الأمر الذي قد ينحرف بالقضية إلى اتجاه مخالف للواقع»-حسب قوله دائما-، مطالبا بنقل ملف القضية من محكمة تطاوين إلى محكمة تونس قصد التخفيف من الضغوطات وتوفير ظروف المحاكمة العادلة. «ميليشيات إجرامية يجب حلها !» وبيّن أمين عام حركة «نداء تونس»، أن محاولات القتل التي يتعرض لها أعضاء الحركة لم تقف عند حد ما وصفه أغلب قيادة الحركة بأول عملية اغتيال سياسي منذ الثورة استهدفت «لطفي نقض»، مؤكدا على استمرارايتها. كما دعا «البكوش» كل أفراد المجتمع المدني والجمعيات والأحزاب إلى بذل الجهد لحل رابطات حماية الثورة التي وصفها ب«الميليشيات الإجرامية»، متهما في الآن ذاته الأحزاب الحاكمة بتوجيهها والتحكم فيها، قائلا: «لا نبالغ عندما نصفها بالميليشيات التي تتحكم فيها أحزاب بسدة الحكم، إنها حقا ميليشيات إجرامية تمارس العمل اللاقانوني بغطاء قانوني.. يجب حل هذه الرابطات التي لم يعد هناك موجب أو مبرر لوجودها»، خاتما بالقول: «لا يجوز لأي طرف كان الادعاء بحماية الثورة ومن يلجأ إلى العنف لا يمتلك إرادة الانتقال الديمقراطي السلمي ولذلك يتحتم على الحكومة الحالية تقديم دليل واضح يثبت تحليها بهذه الإرادة». «عنف ممنهج» من جانبه أعرب المدير التنفيذي للحركة «رضا بلحاج» عن اسفه من تكرار اللقاءات التي خصصت لتناول قضية العنف السياسي، قائلا: «كنا نتمنى أن يدور الحوار حول استحقاقات المرحلة القادمة والتحضير للانتخابات.. ولكن للأسف نجد أنفسنا مجبرين على خوض الحوار في موضوع العنف السياسي الذي انطلق بهتك الأعراض لينتقل إلى حشر القضاء في الخلافات السياسية والتقدم بقضايا لخدمة أطراف سياسية والحال أن العديد من هذه القضايا موجهة ضد حركة «نداء تونس» إذ يعمد رافعوها إلى تلهية الرأي العام والزج به في حلقة بعيدة عن خدمة الانتقال الديمقراطي وهو ما نعتبره عنفا ممنهجا». أما بخصوص قضية «نقض»، فقد أكد «بلحاج» أن فريق الدفاع عن القضية تقدم بطلب إلى الوكيل العام لمحكمة التعقيب اعتمادا على الفصل 294 من مجلة الاجراءات الجزائية للإذن بنقل القضية من ولاية تطاوين إلى ولاية أخرى تتوفر فيها حسب رأيه الظروف الملائمة للمحاكمة وتبعد عنها الضغط الذي تلقاه في تطاوين من قبل رابطة حماية الثورة. «التلفزة الوطنية آخر الحضور» ! مع إعلان «البكوش» عن انتهاء اللقاء الإعلامي، سارع مصور القناة الوطنية الأولى بوضع المصدح المميز للقناة مما أثار ضحك الحضور ودفع بصحفي القناة إلى الدردشة الجانبية مع الطيب البكوش لتبرير الموقف خاصة أن التلفزة الوطنية كانت قد تعرضت لنقد لاذع بخصوص الريبورتاج الذي قدمته يوم الأحد الماضي في تغطيتها للقاء شعبي لحركة «نداء تونس» أيضا.