قد يغضب مني السيد محمد المديوني مدير أيام قرطاج السينمائية ولعلّه ومن معه سيعتبرني من «الآخرين» المعادين له وربما عدّوني من جماعة وزارة الثقافة(؟)، ولذلك أرجو منهم بكل لطف أن يسبّوني-إن أرادوا- بما فيّ دون افتراء أو يعاتبوني كما فعل النجم العربي تونسي النشأة فتحي الهداوي (حين إلتقيته في كواليس الأيام) بسبب ما كتبته في شأنه بخصوص توتر علاقته بالوزير وتراجع أداء المركز الثقافي الدولي بالحمامات منذ أوكل إليه في عهد وزير الصدفة باش شاوش. كان فتحي عاتبا على من يظنه صديقا دون أن يسمح لنفسه ولو تلميحا بتجاوز ذلك وهو موقف أحييه عليه. أقول للسيد محمد المديوني الذي يفترض أن تستمر عهدته دورتين على رأس أيام قرطاج السينمائية إجمع أغراضك بنفسك حتى لا يتكرر الموقف ذاته الذي حدث زمن وزير الصدفة باش شاوش الذي أمر بجمع متعلقاتك من المكتب الذي وضع على ذمتك أيام رؤوف الباسطي لإدارة مائوية المسرح التونسي (بالأمارة فوق إدارة السينما بقيادة فتحي الخراط ) ووضعها في كراتين في الممر وهو ما حدث بشكل مرّ عاينته شخصيا، واستهجنته-أنا لا أنت- على أعمدة «التونسية» فبحيث(المعذرة لسي الباجي) إجمع أدباشك وارحل لا عداء لك بل حبا في أيام قرطاج السينمائية .. فعلى الرغم من اعتراف الحبيب والعدو بكارثية حفل الإفتتاح في حضبة الكوليزي فإن السيد المديوني وجد الجرأة في اللقاء الإعلامي الدوري بالوزارة الأولى قبل يومين ليؤكد نجاح أولى فقرات المهرجان وأثنى على منظمي المهرجان وهو على رأسهم في جعل شارع بورقيبة فضاء ثقافيا ثم زاد عن ذلك بالقول إن حفل الإفتتاح كان ناجحا بشهادة وسائل الإعلام الأجنبية (فبحيث آش نعملوا أحنا؟ هل نحرق للامبيدوزا مادام رأينا الشكارة والبحر؟) وقدم السيد المديوني حجة لا تدحض على نجاح حفل الإفتتاح وهي أن بدنه إقشعر لترديد «أرتو آم» للنشيد الوطني أما عن الفوضى فعزاها المديوني إلى الحضور الكثيف للجمهور(؟) وأما عن النجوم فقد جاء البعض والبقية في الثنية وخص بالذكر منة شلبي (ومن غيرها يذكر فهي فعلا تقشعر منها الأبدان تأثرا وتحمسا) وثالث الحجج أن مشكل التجهيزات والتقنيات ليس جديدا لأن المهرجان طول عمره يعاني في نظر السيد المديوني .. لكل ما تقدم أقول للسيد المديوني إجمع أدباشك وارحل، فمن الواضح أنك حين جلست على كرسي الإدارة - الذي سمح لك بالسفر مجانا إلى حيث شئت من مهرجانات العالم(كان، أبو ظبي.. ) وتربعت في إحدى مقصورات المسرح البلدي لم تعد ترى من عليائك ما يحدث وحتى ما بثته أكثر من قناة تلفزية تونسية وما كتبته أكثر من صحيفة محلية فإنه لم يعكر صفو رؤيتك للأحداث الوردية الزاهية .. راجع التسجيلات التلفزية لوقائع الإفتتاح، ألستم توثقون تفاصيل المهرجان؟ وإستعن بصديق حقيقي وإسأله أن يصدقك القول، هل ما حدث في إفتتاح الأيام يليق بتظاهرة محلية في الوردانين على سبيل المثال؟(ذكرت مسقط رأسي حتى لا يحتج عليّ أحد). يا سيد مديوني، قبل سنة علا صوتي في وهران (بمناسبة مهرجان وهران للفيلم العربي) محتجا خانقا على ما رأيته من سوء تنظيم وقلت في ما قلت إننا في تونس لا نملك الأموال التي تملكون (يا سيدي يخصصون لنا معشر الصحافيين سيارات فارهة بحراسة أمنية في ذهابنا وإيابنا)، بصراحة بعد الذي عشته ورأيته في مهرجان قرطاج تحت إدارتك الكريمة أجد نفسي مدعوّا إلى الإعتذار لأشقائنا الجزائريين الذين خسرت بعض صداقتهم بسبب ما قلت وما كتبت .. ساعتان ونصف في المطار.. هل تعلم سي محمد المديوني أن محمد بكري صاحب رائعة «المتشائل» على المسرح، وأحد أكثر المتوجين في أيام قرطاج السينمائية قضى ساعتين ونصف في مطار تونسقرطاج الدولي -ولم يرفّ لك جفن- لأنه لم يجد التأشيرة الضرورية لدخوله والحال أن جماعتك أرسلوا له بريدا إلكترونيا فحواه إن الفيزا جاهزة وفي انتظارك وما عليك سوى القدوم إلينا.. أكثر من ذلك، لقد طلب محمد بكري من إدارة المهرجان أن ترافقه زوجته – كما حدث معه قبل سنتين – على أن يتكفل هو باقتناء تذاكر السفر، فجاء الرد أن لا .. ألا يستحق محمد بكري صديق أيام قرطاج السينمائية وأحد قلاع النضال الثقافي ضد الصهيونية أن نستضيف زوجته بيننا ؟ كم ستكلف إقامتها في الفندق؟ هل هذه هي الصورة التي تريدون تقديمها عن تونس بعد أن أزاحت الدكتاتور ولا أظنك سي محمد ممن همس يوما ببنت شفة لا تلميحا ولا تصريحا بما يسيء لبن علي حتى لو كان ذلك يوم 14 جانفي 2011 في الساعة السادسة مساء.. تكريم صمبان عصمبان غصبا عن الجمهور.. في عرض السادسة، غص المسرح البلدي أول أمس بجمهور جاء لمشاهدة فيلم الإيراني أصغر فرهادي «إنفصال نادر» وبعد تأخير بربع ساعة صعد المسمى محمد شلوف ليعلن عن بث فيلم «صمبان» للمكرم في هذه الدورة السينمائي المالي سليمان سيسي هكذا ودون أي كلمة اعتذار .. ودعا سيسي ليلتحق به على الركح ثم أعطى إشارة بداية العرض فعلت هتافات من جوانب القاعة «وفيلم أصغر فرهادي؟» وقتها تدارك شلوف الأمر وتفضل بإخبارنا بأنه سيعرض بعد فيلم «سيسي» عن أحد مؤسسيي أيام قرطاج السينمائية عصمان صمبان .. إني أسألك يا مدير الأيام، يا من أدرت قبلها أيام قرطاج المسرحية وأيام تونس الدولية للفيلم القصير(ذات النفس القصير) والجامعة التونسية لنوادي السينما ومائوية المسرح التونسي، من أعطاك الحق لتغير البرنامج دون أي إعلام لا في إعلامنا المحلي ولا في الإعلام الأجنبي - الذي يعز عليك في ما يبدو- ولا في نشرية المهرجان (أي أن عرض الفيلم تقرر في الوقت بدل الضائع) ولا حتى ببلاغ مكتوب على أحد جدران نزل الأفريكا حيث رواد المهرجان ومراوداته ولا أيضا في موقع المهرجان على النات الذي لا يتضمن أي متابعة لهذه الدورة وكأنه منقطع عما يحدث فيها( لا بالباهي ولا بالخايب) ونحن نسألك «فاش قام تعملوا فيها أصلا؟» هل فقط من أجل وضعه على بطاقات الزيارة Carte visite ؟ ألا تشعر السيد المديوني بالمسؤولية والجمهور يصفق محتجا معبّرا عن ضجره من فيلم «سيسي» الذي غادر المسرح البلدي مستاء قبل أن تتم إعادته؟ هل هكذا يكّرم سليمان سيسي أحد أكبر أصدقاء مهرجان قرطاج ؟ وهل بهذه البرمجة القائمة على الرؤية لا على الحساب يتم الوفاء لروح عصمان صمبان؟ أين الخطة الإعلامية التي بشرت بها؟ السيد المديوني، لقد تحدثت في ندوتك الصحفية وقبلها وبعدها عن خطة إعلامية تم إعدادها ستيسر وصول المعلومة إلينا، وأنا منذ البدء أقول لك إنه لم تصلني شخصيا أي معلومة عدا المتصلة بتنظيم لقاء الصندوق الإفريقي للسينما والسمعي والبصري ومن مكتب نجيب عياد المنتج الذي تعهد في ما يبدو بالسهر على تنظيم الملتقى، حينئذ من الواضح أن الخطة الإعلامية التي بشرتنا بها تقليدية أي أنها تنتظرنا نحن لنتسلم المعلومة يا سيدي لا مشكلة فليكن، قل لي بالله عليك ماذا يوجد في مكتب الصحافة عدا صداقتنا - نحن عموم الصحافيين - لنبيل الباسطي وحاتم بوريال وردّ تلك الفتيات بالنفي عن كل ما قد تطلبه: دعوة وخاصة متى اتصلت بحفل إستقبال أو عشاء أو برنامج أو دليل ورشة المشاريع؟ أين خطتك الإعلامية السيد المدير؟ هل يعرف احد من الصحافيين –اللهم إلا إذا كان هناك جماعة فرض وجماعة سنّة- من هم ضيوف المهرجان وأين يقيمون؟ هل تشجعون المرابطين وخاصة المرابطات في فندق «أفريكا» على القعود في حانة الطابق الأرضي وربما التسلل إلى ما هو أعلى وأعمق- ليتعرفوا عيانا وبمحض الصدفة على من حضر؟ أي إعجاز في إعداد قائمات بضيوف المهرجان وتواريخ وصولهم ومغادرتهم؟ أي عبقرية في إيجاد صيغة لتسهيل التواصل معهم كما يحدث في أكثر من مهرجان قريب وبعيد؟ لقد درست قليلا في معهد الصحافة في تخصص الاتصال وأتيحت لي فرصة حضور أكثر من مهرجان شرقا وغربا ولم أر خطة تشبه خطتك الاتصالية التي ذكرتني بالأوراق المخفية لسمير السليمي حين إنهزم فريقه (النادي الإفريقي) برباعية أمام الترجي .. الوزير العدوّ.. حين حاورت وزير الثقافة، كان الرجل دبلوماسيا وهو يصرح بأن له تحفظات على تنظيم المهرجان، ما لم يقله الوزير أنه جاءكم الأحد الماضي أي صباح اليوم الموالي لحفل الإفتتاح الكارثة (رغم إعجاب وسائل الإعلام الأجنبية، وهو منطق وكالة الاتصال الخارجي التي وصفها أحد الصحافيين العرب بوكالة البلح إذ كانت متخصصة في إهداء التمور التونسية لضيوفها الأجانب، وللذين يقاتلون من أجل كشف القائمة السوداء للصحفيين أدلهم على عنوان يملك الحقيقة أو جزءا كبيرا منها وهو السيد المنجي الزيدي آخر مدير عام للوكالة فهو يحتفظ بقائمات الرواتب والمنح وأسماء الصحفيين المنتفعين بالكثير أو بالقليل وأنا أستحلفه «براس العزوزة» أن يكشف عما يملك حتى ننتهي من هذه الاسطوانة ويكف المزايدون عن الحديث وكثير منهم مورط للعنكوش)، أعود إلى وزير الثقافة الذي جاء إلى «أفريكا» مقر المهرجان لإبداء تعاطفه ومساندته للهيئة المديرة بعد افتتاح نموذجي في الفوضى فإذا بأحد أفراد هيئة التنظيم يتوجه للوزير يسأله بأي حق يأتي إلى الفندق ويعقد إجتماعا في غياب الهيئة الشرعية للمهرجان (يلعن بو الشرعية) حتى كدت أتوقع استنجاد هذا العضو برابطة حماية الثورة ؟ بصراحة، لقد غبطت وزير الثقافة على طول صبره وإن بدا لي في كثير من المناسبات متحفزا متوثبا، إذ قابل هذا الخطاب بكثير من ضبط النفس رغم هتافات «ديقاج» الموجهة له قبل ليلة وهي هتافات يتردد أنها ليست بريئة .. وهذا موضوع آخر قد نضطر إلى العودة إليه .. أين بطاقة فنان تونس وهواة فن ؟ السيد المدير دفاعا عن أيام قرطاج السينمائية التي حذرت في ندوتك الصحفية من اندثارها إن لم تصبح دوريتها سنوية، أسألك كم فنانا منح بطاقة «فنان تونس» ؟ هل يمكن أن تعلموا الصحافة المحلية والعالمية بعدد المنتفعين ببطاقة «هواة فن»؟ وهل صحيح أنها منحت للمساندين من أبناء المسرح مقابل حضور ضعيف لافت للسينمائيين؟ هل يمكن لكم عبر موقع المهرجان على النات وفي إطار الخطة الاتصالية الموعودة أن تفيدونا بعدد الاشتراكات التي بيعت؟ هل تصدق أني رغم حجي اليومي للمركز الإعلامي بين الفيلم والفيلم لست متأكدا من حضور الممثل الأمريكي داني غلوفر خلال هذه الدورة وهل قدّم درس السينما أو لا؟ هل يمكن لكم وضع بعض صور فعاليات هذه الدورة على موقعكم أو حتى على صفحة الفيسبوك؟ من الجلي أن الخطة الإتصالية التي بشرتم بها تبشير الفاتحين نجحت بإمتياز في تحقيق الإنفصال التام بين الإعلام المحلي والمهرجان وهذا سبق يحسب لكم. جمهور الأيام؟ لا يكاد يغيب ذكر الجمهور عن أي متحدث عن أيام قرطاج السينمائية ولكن الظاهرة الغريبة أن هذا الجمهور لم يعد بتلك الصورة الملائكية، جمهور هذه الدورة لا يتردد في الإبقاء على الهواتف الجوالة مفتوحة برنات متنوعة عالية الصوت داخل قاعات العرض ولا يتردد في الرد على ما يصله من مكالمات، جمهور هذه الدورة يرفع صوته محتجا «شنوة هذا ؟ هذا فيلم توة؟» وكأنه في صالون بيته وقد حدثت لي مشادة مع أحدهم ممن التبس عليه الأمر فخلط بين أريكة بيته وهو متكئ على فخذ زوجته وبين فضاء عام له ضوابطه ؟ السيد محمد المديوني، أنت تعرف أننا كنا من أول من حاورك (تذكر لقاءنا في مهرجان قليبية الدولي للسينمائيين الهواة) ولم نكتب عنك سوى ما يشد الأزر، ولأننا نقدرك كجامعي ومرب ودفاعا عن أيام قرطاج السينمائية ووفاء لذلك الرجل المجنون بحب (الأيام الطاهر شريعة) نقول لك: آترك المكان لغيرك فذلك أصلح لك وللمهرجان..