افتتحت مساء الأحد الماضي الدورة التاسعة لمهرجان دبي السينمائي الذي يعد رائد مهرجانات الخليج السينمائية إذ حذا حذوه مهرجان أبو ظبي السينمائي سنة 2007 ومهرجان الدوحة تريببكا سنة 2009 بفيلم «حياة باي» المقتبس عن رواية يان مارتل وهو فيلم ثلاثي الأبعاد من إخراج الحائز على الأوسكار آنغ لي، أما بالنسبة إلى المشاركة التونسية فتتمثل في فيلمي «نسمة الليل» لحميدة الباهي إبن رضا الباهي في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة وفيلم «يا من عاش» لهند بوجمعة- الحاملة للجنسية البلجيكية أيضا - وقد تم تصوير هذا الفيلم الوثائقي على مدار عام ونصف خلال الثورة التونسية وبعدها، وتتتبّع هند بوجمعة مسيرة عايدة، وهي امرأة مطلّقة تكافح مصاعب الحياة اليومية وتحاول البقاء على صلة بأولادها الذين تم نقلهم إلى دار رعاية. وكما اهتزت تونس إثر ثورة 14 جانفي تزعزعت حياة عايدة، إلا أنها بقيت متفائلة ورحّبت بأحداث الثورة التونسية معتبرةً إياها فرصة جدية لتغير مصيرها . كما تحضر السينما التونسية في المهرجان من خلال المخرجة مفيدة التلاتلي التي تم إختيارها لعضوية لجنة تحكيم مسابقة المهر العربي للأفلام الروائية الطويلة في إنتظار عودة مفيدة إلى عالمها السينمائي الجميل بعد غيبة طويلة منذ فيلم «موسم الرجال»، ويذكر أن مفيدة التلاتلي عينت وزيرة للثقافة بعد 14 جانفي غير أنها إستقالت بعد أسبوع بعد جدل واسع إذ هاجمها البعض لأنها ناشدت بن علي الترشح للرئاسية سنة 2014 وإن كانت هي تنفي بشدة أن تكون وقعت على أي عريضة في الغرض –ومهما يكن من أمر فإن التلاتلي سينمائية مهمة في تونس «ما عناش منها إثنين» ولا يعقل أن يكون رصيدها من الأفلام الطويلة مقتصرا على «صمت القصور» و«موسم الرجال» . ومنح مهرجان دبي جائزة الإنجاز الفني لكل من المصري محمود عبد العزيز الذي لا يمكن الوصول إليه لأن السيدة الفاضلة زوجته بوسي شلبي -وهي مقدمة تلفزيونية -تفرض جدارا سميكا على زوجها ولا تسمح إلا لمن رضيت عنهم بالإقتراب من عالمه ويظل محمود عبد العزيز رغم حصار زوجته له ممثلا كبيرا بأفلام تعد من كلاسيكيات السينما العربية مثل الكيف والكيت كات ونهر الخوف والساحر ...كما أسند المهرجان ذات الجائزة للبريطاني مايكل أبتيد لتاريخه الطويل في الوثائقيات والسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية بأعمال مثل «نمو56» و «الصدى الثلاثي» و«إبنة عامل المنجم» و«حديقة غوركي» و«غوريلا في الضباب» وكرم «ابتيد» بمناسبة عيد ميلاد ملكة بريطانيا سنة 2008 ضمن قائمة الشرف بجائزة «السي ام جي» عن مجمل إسهاماته في السينما والتلفزيون . نجوم حفل الإفتتاح ....المصريون كالعادة... من أبرز نجوم السينما العالمية التي حضرت في ليلة المهرجان الافتتاحية الممثلة كيت بلانشيت الحائزة جائزة الأوسكار ورئيسة لجنة تحكيم جائزة IWC للمخرجين الخليجيين، وفريدة بينتو، والمخرج البريطاني مايكل أبتيد. ومن مصر كان الحضور بالجملة بمشاركة نيللي، شيرين، أمير كرارة، كارولين خليل، غادة عادل، مجدي الهواري، بوسي شلبي، هاني رمزي، حسن حسني، خالد النبوي، محمد سعد، نرمين الفقي، صلاح السعدني، شيرين عادل، والمخرجين محمد خان الذي تشارك إبنته في المهرجان بفيلم «هرج ومرج» و خيري بشارة، و إبراهيم البطوط. يذكر أن عدد أفلام المهرجان الذي كان قد تم الإعلان أنه يضم 161 فيلماً، قد تقلص بعد قرار إدارة المهرجان باستبعاد ثلاثة أفلام سورية، وهو ما يؤكد من جديد تماس الفن مع السياسة في كثير من المهرجانات السينمائية وعلى رأسها مهرجان كان . سوق دبي السينمائي... يعقد مهرجان دبي سوقا تضم ثمانية أجنحة عالمية يطغى عليها الحضور الأسيوي والكوري على وجه التحديد كما تعرض اكثر من 350 فيلما بما يتيح فرص توزيعها في جهات مختلفة من العالم ويبقى السؤال لماذا تغيب أفلامنا عن مثل هذه المنصة المهمة لتوزيع السينما العربية وإقتحام أسواق غير تقليدية بالنسبة إلينا فلا شيء يمنعنا من المحاولة وأفلام مثل «ما نموتش» و«السراب الأخير» و«ديما براندو» ....قادرة على افتكاك بقعة تحت الشمس ... من جهة اخرى أعلن صندوق « إنجاز» التابع لمهرجان دبي الخاص بدعم المشاريع السينمائية خلال مرحلة الإنتاج عن اختيار ثلاثة عشر عملا سينمائيا لمخرجين عرب وسيتم عرض خمسة اعمال منها قيد الإنجاز في سوق الفيلم، وتتضمن قائمة الأفلام التي تم اختيارها للعرض خلال المهرجان «زينب تكره الثلج» لكوثر بن هنية و«نسمة ليل» لحميدة الباهي. يذكر ان صندوق إنجاز بعث سنة 2009 وتبلغ منحته 100 الف دولار امريكي لمشاريع المخرجين العرب في مرحلة الإنجاز ويقدم سنويا دعما لخمسة عشر مشروعا .