لاشكّ أنّ الانتصار الثاني على التوالي للنادي الإفريقي والذي جاء على حساب الأولمبي الباجي في مباراة الأحد الفارط بهدف مقابل صفر في ملعب بوجمعة الكميتي بباجة يهيّئ الأجواء للتحضير طيلة الأسبوع في أحسن الظروف قبل مواجهة صاحب الصدارة الترجّي الرياضي التونسي في قمّة الجولة السادسة عشية السبت القادم في ملعب رادس. الملاحقة مستمرّة على المتصدّر.... بثلاثة تعادلات وانتصارين، ينفرد ابناء الكوكي بمركز الوصيف في منافسات المجموعة الأولى بعد بداية مثقلة بالتعادلات المتتالية والتي مكّنت منافس الإفريقي من الهروب بفارق 6 نقاط إلى حدود الجولة السادسة. ويبدو أنّ السلسلة السلبية الأولى لزملاء العيفة حتّمت على الإطار الفنّي للفريق إجراء ما يلزم من تغييرات على جميع المستويات بحكم الرصيد البشري الهام الذي يملكه والذي يخوّل له اللّعب بأكثر من خطّة محددة على عكس المواسم الفارطة والتّي ألزمت الفريق على اللّعب بما يلائم الجناحين (الذوادي والمويهبي) في ذلك الحين مما يجعل ضرورة تأقلم المدرّبين مع الخطّة شرطا أوّليا للعمل في الإفريقي. وقد تحدّث المدرّب نبيل الكوكي بعد مباراة باجة بأنّ الانتصار جاء نتاجا لروح اللاعبين فوق الميدان وهو سيساعد المجموعة على العمل بعيدا عن الضغط وبعيدا عن غضب الأحبّاء، فيما شدد الكوكي على ضرورة اجراء بعض التغييرات في اواخر ديسمبر لسدّ بعض النقائص التي لا يمكن أن تحجبها الانتصارات. انتصار ولكن... رغم المصاعب التي عاشها الاولمبي الباجي منذ بداية البطولة، فإنّه لا يخفى على عاقل بأنّ الإفريقي يجد صعوبة كلّما تنقّل إلى عاصمة اللقالق بحكم شراسة الأولمبي الباجي على ميدانه والحالة السيّئة لملعب بوجمعة الكميتي التي لا تسمح باللّعب الجميل أو تطبيق العمليات التي تعتمد على التمريرات القصيرة وهذا ما جعل الإفريقي ينال علامة الرضى من جماهيره ومن المحللين بما أنّ صنع الفرص في المباراة الأخيرة هو إشارة إلى تقدّم الأسلوب الهجومي للفريق ولولا الفرص المهدرة من قبل ماكس والقصداوي لعاد الإفريقي بنتيجة عريضة من ملعب باجة. لكن في نفس الوقت على الإطار الفنّي للفريق أن يعمل على تفادي ضياع الفرص في مثل هذه المباريات التي كاد يلحق بالإفريقي تعادل آخر كما هو الحال في مباراة المرسى. الكرات الثابتة خارج الحسابات... كما سبق وأشرنا، فإنّ طريقة لعب الإفريقي في المباريات الأخيرة لا تعتمد كثيرا على الاستغلال الناجع للكراة الثابتة وقد تبدو هذه النقطة من أهم استنتاجات جماهير الفريق بحكم أنّ منافسه في الجولة القادمة «الترجّي الرياضي التونسي» يملك العلامة الكاملة في استغلال هذا العامل لإحداث الفارق وكسب النتيجة كلّما تطلّب الأمر ذلك وخاصّة أمام الفرق التي تعتمد الأسلوب الدفاعي. فعلى الإطار الفنّي للإفريقي أن يأخذ بعين الاعتبار هذه النقطة ويعمل على استغلال المخالفات والركنيات ومختلف الكراة الثابتة التي تعتبر من أبجديات الكرة العصرية وتدرّس من قبل مختصّين في جلّ النوادي الأوروبيّة بحكم تطوّر الأسلوب والخطط الدفاعيّة في العالم. أطراف دفاعية فقط... في نفس سياق الحديث عن الكرة العصريّة والعالمية، فإن المتابع لعمليات التدرّج الهجومي للإفريقي يلاحظ عدم وجود النفس الهجومي للظهيرين اللذين يقتصر دورهما على التغطية الدفاعية دون التقدّم واحداث التفوقّ العددي على المستوى الهجومي وهذا يعتبر نقطة أخرى يخسرها الفريق في استغلال امكانياته الهجومية الكاملة، ومن المؤكّد انّ الميركاتو المقبل سيفتح مجالا للقائمين على النادي لتعزيز هذه المراكز ليكسب الإفريقي من جهة عودة السويسي لمحور الدفاع ورفع نسق المنافسة على المراكز الدفاعية من جهة أخرى. هل تكون المفاجأة في الدربي؟ «لا تغيير لفريق ينتصر»، هذا المثل الفرنسي طبّقه المدرّب نبيل الكوكي في المباراتين الأخيرتين، وقد كان له ذلك، وقد فسّر الإطار الفنّي للفريق الاستمرارية على مستوى الحفاظ على التشكيلة الفائزة في أنّه يساعد من جهة أخرى على تأقلم اللاعبين لحديثي العهد في قلعة النادي ومزيد التفاهم على الميدان. فهل يواصل الإطار الفنّي للإفريقي العمل على الحفاظ على نفس التركيبة لمواجهة الترجّي لا سيما وأنّ المجموعة الموجودة على ذمّته متكاملة ولا تشهد اصابات أو غيابات أم أنّه يخفي مفاجأة لنبيل معلول في المواجهة القادمة؟ هذا ما سنكتشفه يوم المباراة لكن تبقى كلّ الاحتمالات واردة في الإعداد لقمّة الجولة القادمة بين الجارين الغريمين. الرياحي غاضب... من جهة أخرى لم يكن رئيس النادي حاضرا كعادته في المباراة الأخيرة للنادي بسبب بعض الالتزامات المهنية خارج حدود الوطن، هذا وقد أعرب سليم الرياحي عن استيائه الكبير في الفترة الأخيرة ممّا يشاع عنه وما يتعرّض له من حملات تشويه – حسب قوله- وهذا ما جعل اللاعبين والإطار الفنّي يعقدون العزم على الانتصار في دربي الأجوار لإسعاد الجماهير من جهة وخفض شدّة الغضب التي يعيشها الرئيس من جهة أخرى.