دخل أمس إضراب المعلمين النواب داخل المندوبية الجهوية للتربية بالقيروان أسبوعه الخامس ويتواصل معه إغلاق المندوبية منذ أكثر من شهر. هؤلاء المحتجون يبلغ عددهم حوالي 320 معلما ومعلمة. «التونسية» وفي متابعة لها لهذا الملف باعتبارها كانت حاضرة مع المعتصمين منذ البداية ونقلت مطالبهم تواجدت مرة اخرى أمام مقر المندوبية ورصدت أراء كل الأطراف من معتصمين وموظفين ورجال تعليم ومديرين. السيد حسين العكروت (موظف بالمندوبية) طالب بضرورة إيجاد حل ناجع يريح الجميع على اعتبار أن الموظفين لا ذنب لهم في ما يحصل .بليغ الزايري (موظف بالمندوبية ونقابي ) أشار إلى ضرورة تحمل وزارة التربية المسؤولية الكاملة عما يحصل وأن المعتصمين من حقهم المطالبة بالتشغيل ويعتبرون أنفسهم اكبر المتضررين. بدوره أكد وليد زائري( معلم نائب) من جهته على أن مطلبهم شرعي وأنهم غير مستعدين للتنازل عنه. أحد مديري المعاهد الثانوية الذين تم منعهم من الدخول إلى المندوبية عبر ل«التونسية» عن استيائه من هذا الاعتصام الذي يعتبره لا يراعي مصالحهم التي تعطلت وأنهم لا يتحملون المسؤولية في ما يحصل وطالب كغيره من زملائه بضرورة تعليق الاعتصام وفتح المندوبية من جديد. هنا تدخل العائش الغلابي (معلم نائب معتصم) وأكد على تواصل اعتصامهم وأنّ حياتهم معطلة منذ سنوات ويقيمون منذ أكثر من شهر داخل المندوبية وأنّهم تعرضوا لمتاعب صحية ونفسية جراء سوء التغذية والنوم على البلاط و«الكردونة» في الطقس البارد. هذا وقد علمت «التونسية» بأن المعلمة النائبة المحتجة والتي تدعى نجاة بلارة وهي امرأة حامل اتهمت المعلم محمد الشابي بتعنيفها ودفعها وقد قامت بالصياح وأغمي عليها ما استوجب نقلها إلى المستشفى أمام غياب كلي للأمن والجيش ووسط حالة كبيرة من الغضب والاحتقان في صفوف المعلمين النواب المعتصمين الذين استنكروا هذه الحادثة وأكدوا على تمسكهم بمطالبهم ومواصلة الاعتصام وغلق المندوبية والتصعيد والاستعداد إلى كل الاحتمالات مؤكدين رفضهم للحوار وأنهم ملوا الوعود الوهمية والتسويفية ولن يعلقوا الاعتصام إلا عند الانتداب الرسمي. كما أكّد المعتصمون أنهم سيقومون بمنع الإعلام من التغطية وعدم الإدلاء بأي تصريح كخطوة تصعيدية وطالبوا الجميع بضرورة تحمل مسؤولياتهم كما اتهموا «ميليشيات» بمحاولة إفشال اعتصامهم مما تسبّب في تراشق بالتهم والتلاسن. «التونسية» تحدثت أيضا مع المندوب الجهوي للتربية السيد نجيب عبان الذي قال بأنه بصدد البحث عن حلول عبر الحوار مع المحتجين وهو يتابع هذا الملف مع وزارة الإشراف وكذلك السلط الجهوية وقال إنه ينتظر ما ستكشف عنه القائمة الثانية (بعد صدور القائمة الأولى التي تضم 139 اغلبهم من ولايات مجاورة وفيها 33 فردا فقط من القيروان) رغم أن الجهة تعاني من عدد كبير من الشغورات. أما التدخل الأمني فانه لم يحصل وفقا لما أكده المندوب الجهوي ل«التونسية» وهو يعول على تفهم الجميع بالحوار حتى تتم تسوية الوضعية بصفة نهائية. وختم السيد نجيب عبان بان الإدارة الجهوية نجحت – والحمد لله – في إتمام وتسوية وضعية الأجور الخاصة بهذا الشهر وتحديدا في جامعة القيروان. صابر الجبلاوي وعبد المجيد الجبيلي