لم تكد تمضي قرابة 10 أيام على تسجيل حالة الإصابة الأولى بداء مرض الكلب لبقرة بمنطقة الدفيلاية بحاجب العيون والتي فرضت التدخل العاجل للقيام بتلقيح مجموعة من الأشخاص الذين تعاملوا مع البقرة المذكورة حتى وقع تسجيل حالة جديدة لكلب مسعور بعمادة الشواشي. الشيء الذي أدخل حالة من الفزع على متساكني المعتمدية لتسليط المزيد من الأضواء حول هذا الموضوع كان ل«التونسية» اتصال بالسيد النصراوي بصفته ناظر الدائرة الصحية بحاجب العيون الذي أفادنا أنّ الطبيبة البيطرية قامت بقطع رأس الكلب وإرساله إلى المخبر الوطني بمعهد باستور. وقد أظهرت التحاليل إيجابية الحالة لذلك تمّ القيام بإجراء وقائي أوّلي يتمثّل في حصر الأشخاص الذين لامسوا الحيوان وعددهم 23 شخصا. توافدوا جميعهم على المستشفى المحلي بحاجب العيون للقيام بالتلاقيح الوقائية خشية أن تطالهم عدوى الإصابة بداء الكلب حيث قدمت لهم الإسعافات الأوّلية، وأضاف السيد النصراوي أنه على جميع الأجهزة المختصة (وزارة الفلاحة والداخلية والصحة العمومية) العمل على تكثيف الحملات التوعوية وخاصة تفعيل ورقة العمل المنبثقة عن الملتقى الوطني التاسع لمكافحة داء الكلب المنعقد يومي 27 و28 نوفمبر المنقضي بمدينة الحمامات والتي جاء في أهمّ توصياتها مزيد تدخل الجميع للمشاركة في استراتيجية البرنامج والحث على تكليف خلية يقظة دائمة ومتعددة الأطراف بكل ولاية تحت إشراف السلط الجهوية مع مزيد إحكام التصرّف في الفضلات المنزلية وإنجاح حملة تلقيح الكلاب المملوكة وذلك في الوقت الذي تشير آخر الإحصائيات الصادرة عن إدارة الصحة الأساسية بوزارة الصحة أنّ الحالة الوبائية لداء الكلب قد بلغت إلى موفّى أكتوبر ما عدده 216 مؤكدة عند الحيوان على مستوى جميع جهات البلاد بينما كانت لا تتعدّى 80 حالة فقط لدى الحيوان سنة 2011. وفي سياق آخر تحدّث السيد الصّحبي الرابحي الكاتب العام لبلدية حاجب العيون ل«التونسية» الذي بشّر الأهالي أنّ بداية من منتصف شهر جانفي القادم سوف تنطلق حملة كبرى لمقاومة وإبادة الكلاب السائبة داخل الدائرة البلدية وذلك بدعم كبير من بلدية المكان وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية المختصة في محاولة للتقليل من مخاطر هذه الظاهرة المزعجة.