في كل فترة انتقالات تتعدد الأخبار من هنا وهناك في خصوص الإنتدابات والصفقات الجديدة وانضمام أسماء إلى هذا الفريق أو خروجهم منه وغالبا ما يكون الترجي الرياضي محور الحديث في هذا الموضوع باعتباره من ابرز الفرق التي تستغل فترات الإنتقالات لتعزيز مجموعته بلاعبين جدد. في «الميركاتو» الحالي يرتكز الحديث في أوساط أحباء الأحمر والأصفر عن عودة بعض اللاعبين إلى حظيرة النادي بعد نهاية أو فشل مغامرة احترافهم الشيء الذي جعلنا نبحث في هذا الموضوع لنخرج بتأكيد رسمي ينفي عودة أي لاعب إلى فريق باب سويقة لأسباب فنية بحتة تتعلق باحتياجات المجموعة بعيدا عن العاطفة وأي اعتبارات أخرى يمكن أن تمس من مصلحة الفريق... في هذا الصدد علمت «التونسية» أن الترجيين رفضوا سد الطريق أمام حارسهم المتألق معز بن شريفية بانتداب أو إعادة حارسا آخر إلى المجموعة ونفس الشيء بالنسبة لخط وسط الميدان الذي يضم عددا كبيرا من اللاعبين ولا حاجة للفريق بتعزيزه بأي كان خصوصا على المستوى الدفاعي لأن ذلك يعد تكديسا وبالتالي اختيارا غير مدروس لا جدوى ترجى من ورائه. في كلمة الترجي الرياضي لن يعود خلال الميركاتو الحالي أي لاعب سابق إلى صفوفه لأن التوجه واضح في النادي ويتمثل في أن الفريق ليس حكرا على بعض الأسماء ولن يعود إلى الوراء لاستقطاب لاعبين اختاروا الإحتراف في وقت سابق وتركوا الترجي الرياضي في فترة كان في أمس الحاجة خلالها إليهم وفضلوا مصلحتهم الخاصة وهنا يطرح مثال يوسف المساكني نفسه بحكم الفرق في طريقة الخروج من حديقة الرياضة «ب» والعلاقة مع الهيئة المديرة هذا إلى جانب الرفض القاطع في سد الطريق أمام العناصر الحالية التي تضاعف من مجهوداتها من أجل افتكاك مكانها في التشكيلة وفرض نفسها من خلال تقديم الإضافة. عندما لا تأتي المشاكل فرادا: المولهي يهدر أول ركلة جزاء في تاريخه كانت ضربة الجزاء التي لم ينجح خالد المولهي في استغلالها وافتتاح النتيجة بفضلها أول أمس ضد مستقبل المرسى منعرج المباراة حيث كان الترجي الرياضي سيجد نفسه أمام انتصار عريض لو توفق متوسط ميدانه في مغالطة الجبالي في بداية اللقاء... وبما أن المشاكل لا تأتي فرادا على حد المقولة المعروفة فإنها المرة الأولى في تاريخه التي يفشل فيها خالد المولهي في تنفيذ ركلة جزاء وكان السبب الذي منع الأحمر والأصفر من تحقيق فوز كان في أمس الحاجة إليه قبل فترة الراحة التي ستشهدها البطولة. بن شريفية ورسالة جديدة مضمونة الوصول إلى سامي الطرابلسي مرة أخرى كان الحارس معز بن شريفية حاسما في إنقاذ الترجي الرياضي من هزيمة بدت محققة حيث وقف أسدا في عرينه في الذود على فريقه بتصديات لا يأتيها إلا الحراس الكبار والعمالقة ... المستقبل الرياضي بالمرسى كاد أن يختطف أمس الأول انتصارا أمام الترجي الرياضي في نهاية اللقاء بالفرصتين الذهبيتين اللتين أتيحتا للمستقبل في الدقائق الأخيرة وخاصة الكرة التي توفرت لجميل خمير في الوقت بدل الضائع والتي تألق معز بن شريفية في إيقافها بكثير من الخبرة والفطنة دون القيام بمخالفة وهو ما يزيد هذا التصدي امتيازا. ليست المرة الأولى التي يلعب فيها هذا الحارس دور المنقذ وبالتالي المساهم الأساسي في نتائج فريق باب سويقة وهذا التألق نرغب جميعا في أن يستغله المنتخب الوطني في نهائيات كأس إفريقيا للأمم أفضل استغلالا تمهيدا للنجاح في هذه التظاهرة القارية الكبرى. لقد بلغ بن شريفية مستوى مرموقا ممزوجا بالكفاءة وكذلك بالخبرة بعد سنتين في أعلى مستوى قاري في كأس رابطة الأبطال كان خلالهما عنصرا أساسيا وفعالا في تتويج الأحمر والأصفر في السنة المنقضية ثم في بلوغه الدور النهائي هذه السنة وأضحت مصلحة المنتخب تقتضي إذن استغلال نقطة القوة هذه والفترة الزاهية التي يمر بها حارس الترجي الرياضي للنجاح في نهائيات كأس إفريقيا. تواصل إبداعات بن شريفية تعد رسالة مضمونة الوصول إلى المدرب الوطني سامي الطرابلسي الذي لا نشك لحظة في مساعيه الرامية إلى وضع كل ممهدات النجاح لفائدته وتركيزه فقط في مصلحة وتألق المنتخب في تظاهرة كبرى مثل كأس إفريقيا للأمم. يوسف المساكني : خروج من الباب الكبير ... وتكريم في المستوى يعد يوسف المساكني من أبرز عناصر نجاحات الترجي الرياضي في السنوات الأخيرة حيث ساهم بقسط كبير في انتصارات الأحمر والأصفر وبالتالي تتويجاته على مختلف الأصعدة انطلاقا من دوري أبطال العرب وصولا إلى كأس رابطة الأبطال الإفريقية ومرورا بالألقاب المحلية المتتالية في المواسم الأخيرة. إضافة إلى ذلك كان يوسف المساكني وراء واحدة من أكبر صفقات الترجي الرياضي عبر تاريخه حيث غنم فريق باب سويقة من صفقة تحوله إلى لاخويا القطري 9 مليارات من المليمات مع التذكير هنا إلى أن عقده مع الأحمر والأصفر ينتهي في موفى هذا الموسم وكان بإمكانه التحول حرا إلى الفريق القطري في شهر جويلية القادم وحرمان الترجي الرياضي من أي مبلغ من هذه العملية وهذا ما زاد في احترام الترجيين ليوسف المساكني وحملهم على تكريمه بالطريقة التي يستحقها ليكون خروجه فعلا من الباب الكبير على عكس بعض اللاعبين الآخرين الذين تنكروا لفريق باب سويقة وخرجوا من الشباك. يوسف المساكني الذي جاء إلى تونس خصيصا بمناسبة حدث تكريمه أمس الأول في فترة ما بين الشوطين في لقاء القناوية من طرف رئيس النادي حمدي المؤدب نفسه تحول مباشرة من المطار إلى ملعب رادس ليكون في الموعد ويشارك في حفل خروجه من اوسع الأبواب تاركا ذكريات لا تنسى لدى كل الترجيين وكذلك أبواب العودة إلى فريقه مفتوحة في أي وقت يريد فيه إعادة التجربة بعد نهاية مغامرة احترافه.