تبشر المؤشرات للسنة الحالية بنجاح الموسم السياحي بجهة نابل حيث سجل تطور في عدد الوافدين من السياح الأجانب فاقتربت الأرقام المحققة هذه السنة من أرقام سنة 2010 السنة المرجعية المعتمدة لحساب النمو أو الزيادة في عدد الوافدين.حيث صرح المندوب الجهوي للسياحة بنابل وحيد بن يوسف أن عدد الوافدين للولاية سجل تحسنا كبيرا بالمقارنة مع السنة الفارطة واستقر النقص خلال العشر أشهر الفارطة في حدود 7 بالمائة. لكن الأرقام المسجلة يمكن تحسينها نظرا لأن الوطن القبلي جهة واعدة على المستوى السياحي لخصوصياتها الجمالية من شواطئ نظيفة إضافة إلي التنوع البيولوجي والبيئي والإرث الحضاري والتاريخي. فمناطق الحمامات الكبرى والمرازقة ونابل ودار شعبان الفهري وقربة وقليبية والمنصورة وقليبية البيضاء والهوارية تضم 116 نزلا بها 41 ألف سرير أي عشرين بالمائة من طاقة الايواء الوطني . ويؤمن قطاع السياحة بالجهة 17 الف موطن شغل مباشر و50 الف غير مباشر. كما تستقطب النزل في المواسم العادية معدل مليون سائح يقضون 6 ملايين ليلة. ومن أبرز المؤشرات الواعدة المسجلة خلال الموسم الحالي والتي تؤكد القدرات الهائلة للجهة في شد السياح من ذلك العودة التدريجية للسوق الألمانية وتطور عدد السياح الإنقليز والروس والألمان الذين تراجع عددهم إلى الربع بعد حادثة الغريبة في أفريل 2002 وعادت أعدادهم للارتفاع. و لتدعيم هذه النتائج وجب على الهياكل المهنية المعنية بهذا النشاط ان تعمل على مزيد الاحاطة بالقطاع وتنمية وتحسين آدائه وتنويع انشطته بتفعيل السياحة الثقافية وتوظيف الارث الحضاري والتاريخي للجهة وذلك عن طريق مزيد التعريف بالمواقع الأثرية العديدة والمتميزة وإدراج منتوجات سياحية جديدة تخرج بالسياحة في الولاية من إطار السياحة الشاطئية وبالتالي تمديد الموسم السياحي الذي لا يتجاوز ستة أشهر حاليا. كما يمكن ادراج السياحة الايكولوجية في برامج الرحلات نظرا لان الجهة تزخر بالغابات والجبال والبحر والمياه المعدنية على غرار مدينة قربص التي ستشهد انجاز مشروع سياحي مندمج يتزامن انجازه مع تهيئة البنية التحتية بالجهة وهو ما يمكن الجهة من أن تكون وجهة للسياحة الايكولوجية نظرا لخصوصيات المنطقة. لذلك فمراجعة المناطق المدرجة ضمن المسالك السياحية للوفود التي تزور الجهة ضروري لكنه أيضا رهين هيكلة شاملة للجهة تنطلق من الاهتمام بالنظافة وتطوير البنية التحتية. وهذا لا يمكن أن يتم إلا في إطار إستراتيجية جديدة للتنمية السياحية بالجهة يمكن ان تحدد ملامحها خلال استشارة جهوية يتم فيها تشريك المهنيين وممثلي مؤسسات التمويل ومنظمات المجتمع المدني للنظر في تنمية القطاع والترويج للسياحة المستدامة.