اكد امس «عبد الستار المسعودي» عضو حركة «نداء تونس» ومحامي «الباجي قائد السبسي» ل«التونسية» ان حزب هذا الأخير سيرفع الأسبوع القادم شكوى الى المحكمة الجنائية الدولية حول الإعتداءات التي تعرضت لها قيادات حزبه ومقراته في كامل تراب الجمهورية وذلك بعد استكمال بعض الإجراءات الترتيبية والتقنية. وذكر المسعودي ان الملف جاهز ويحتوي على كافة الوثائق المطلوبة ويتضمن تسجيلات موثقة عن الإعتداءات التي تعرضت لها الحركة بدءا بأحداث العنف التي طالت مقر إجتماعها بصفاقس خلال شهر أوت من العام المنقضي مرورا بالاعتداء على بعض قياداتها في منزل بوزلفة اضافة الى محاولة حرق مقرات التنسيقيات الجهوية للحزب وصولا الى حادثة ولاية تطاوين التي اسفرت عن مقتل عضو الحركة «لطفي نقض» وأخيرا الاعتداء الاخير الذي تعرّض له اجتماع «نداء تونس» بجزيرة «جربة». الغنوشي على رأس القائمة وقال عبد الستار المسعودي إن حزب «نداء تونس» أعد ملفا موثّقا بعدة قرائن تُثبت تورط عدد من الأطراف في استهدافه، منها إثباتات كتابية وأخرى صوتية، فضلا عن أشرطة فيديو توثق الإنتهاكات التي تعرضت لها مقرات وتنسيقيات حركة «نداء تونس» بعدد من جهات البلاد, مبرزا ان المشتكى بهم في هذه القضية أطراف سياسية وأخرى أمنية، اضافة الى رابطات مجالس حماية الثورة بكامل تراب الجمهورية، وأن القائمة تضمّ عدة أسماء على رأسهم «راشد الغنوشي» زعيم حركة «النهضة» و«عامر العريض» رئيس المكتب السياسي للحركة، و«حسين الجزيري» الوزير المكلف بالهجرة، والقياديان «وليد البناني» و«الحبيب اللوز», اضافة الى بعض الأسماء من حزب «المؤتمر من اجل الجمهورية» في مقدمتهم «محمد عبو»، الأمين العام للحزب و«سمير بن عمر», اضافة الى «عبد الرؤوف العيادي» أمين عام حركة «وفاء». وأضاف المسعودي أن القائمة تشمل أيضا «محمد معالج» رئيس الرابطة الوطنية لحماية الثورة, ورؤساء مناطق الأمن العمومي بالجهات التي تعرضت فيها تنسيقيات وأنصار حركة «نداء تونس» لاعتداءات. من بيته من الزجاج لا يرمي الناس بالحجارة وفي رده على الشكوى الدولية قال «العجمي الوريمي» عضو المكتب التنفيذي لحركة «النهضة» ل«التونسية» ان «نداء تونس» حزب سياسي معترف به وأنه من حقه التوجه إلى القضاء للتظلم, لكنه اعتبر ان هذه القضية تندرج في اطار المزايدة السياسية التي ينتهجها هذا الحزب منذ تأسيسه حسب تعبيره, مضيفا ان «النداء» اصبح يستهدف الجميع لاجبار الخصوم السياسيين على الجلوس على طاولة الحوار واقتسام السلطة بالقوة رغم حداثته باعتباره من آخر الأحزاب التي اقتحمت الساحة السياسية قائلا: «حزب النداء يحب يا قاتل يا مقتول». وأبرز الوريمي ان «نداء تونس» في رصيده عديد القضايا هو بدوره قائلا: «من كان بيته من الزجاج لا يرمي الناس بالحجارة» مشيرا الى ان «النداء» ينتهج هذا الاسلوب للفت الانتباه واستقطاب الاهتمام والانظار إليه. وأكد الوريمي ان ما تقوم به حركة «نداء تونس» يذكره بالأساليب التي كان ينتهجها النظام السابق لإقصاء الأطراف السياسية واتهامهم بالإرهاب والظلامية والتطرف, موضحا ان غاية حزب السبسي من خلال هذه الشكوى لا تنبع من إيمانه بالقانون وإنما الإستعانة بالخارج لكسب معركة سياسية. واتهم الوريمي «نداء تونس» بتسميم الحياة السياسية ومحاولته تقديم نظام ديمقراطي غريب على الانسانية وبسعيه إلى التفرّد بالسلطة وتكريس نظام استبدادي. «النهضة» مرتاحة الضمير من جانبه ارجع «عبد الحميد الجلاصي» نائب رئيس حركة «النهضة» لجوء «نداء تونس» إلى رفع قضية دولية الى محاولته لعب دور الضحية, وتساءل عن سبب توجهه الى القضاء الاجنبي وتجاوزه القضاء التونسي. وبيّن الجلاصي ان حركة «النهضة» مرتاحة الضمير نائيا بها عن كل التهم الملصقة بها قائلا: «النهضة» ضميرها مرتاح امام الشعب وامام الله... وهذه ليست من عاداتنا ولا من أساليبنا...» مضيفا «نحن حركة سلمية مدنية ولن ندخل في هذه المهاترات... «والي عندو حاجة يتفضل»». وابرز الجلاصي ان القضية التي سترفع تندرج في اطار حملة تشويه واستهداف حركة «النهضة».