احتفاء بالذكرى الثانية لثورة الحرية والكرامة، نظم أمس حزب حركة «النهضة» ببورصة الشغل بالعاصمة «مهرجانا خطابيا» حضره جمع غفير من المواطنين وعدد من الضيوف يتقدمهم الشيخ «عبد الفتاح مورو» ومدير ديوان رئيس الجمهورية «عماد الدايمي» و«محمد بنور»، الناطق الرسمي باسم حزب «التكتل»، وعضو تنسيقية «الترويكا»... وشدد «عماد الدايمي» مدير ديوان رئيس الجمهورية،في كلمة ألقاها وسط الحضور على ضرورة اعتراف الحكومة بأخطائها وعلى أن يعمل مسؤولوها على مراجعة أنفسهم «حتى نتمكن من الخروج من هذه الحالة ونعطي للتونسيين برهانا على أننا الأفضل وأننا من يسعى إلى تحقيق مطالبهم لا الآخرون» حسب قوله ،مضيفا: «يجب أن نعترف بأننا أخطأنا في بعض المسائل ويجب أن نؤكد الآن أننا ماضون في التحوير والتغيير وبأننا نعمل على دعم حكومتنا بروح جديدة ندخل بها مرحلة جديدة». وأكد «الدايمي» أن هذه المرحلة تمتزج بالخوف والأمل «حيث هناك تخوف اليوم من ثورة جديدة من داخل الثورة ومن غضب شعبي مبرر مردّه المشاكل العديدة والمتعددة والنقائص التي ورثناها والتي ارتكبناها في اطار عملنا» على حدّ تعبيره ،معربا في الآن نفسه عن قلقه من «المساعي التي يبذلها البعض من الذين رفضهم التاريخ والشعب ليعودوا ويتموقعوا في الساحة السياسية ويطرحوا أنفسهم كبديل للتحاف الحاكم اليوم» حسب قوله دائما . وبخصوص أحداث الفوضى والعنف والحرق التي ارتفعت وتيرتها خلال الاونة الأخيرة ،قال «الدايمي»: «إن ما يحدث من تعمد لحرق النقابات والزوايا وبث الفوضى فيه نية واضحة على تعمد البعض إدخال البلاد في دوامة من العنف والفتنة وضرب وحدة التونسيين ولكنه رغم ذلك ثمة أمل في إنجاح هذه الثورة التي تعتبر نموذجا». الشيخ «عبد الفتاح مورو»: «المرحلة القادمة صعبة جدا» من جانبه،أكد الشيخ «مورو» أن عملية البناء التي تقدم عليها البلاد تفترض من جميع التونسيين المشاركة،داعيا إلى تنظيم «حوار وطني» تشارك فيه كل الأطراف في سبيل إعداد «أجندة عمل واضحة»،كما طالب «مورو» السياسيين بأن يضعوا المصلحة العامة نصب اعينهم للخروج بالبلاد مما هي عليه اليوم. ووصف الشيخ «مورو» المرحلة القادمة في تاريخ البلاد ب«الصعبة جدا»،مردفا: «ولتجاوزها ينبغي على الحكومة ان تتعامل معها(المرحلة القادم) بحيلة وذكاء كبيرين ولكن ينبغي على الشعب ان يتحلى بالصبر أيضا». وبشأن بعض الخلافات في «الترويكا» بسبب موضوع التحوير الوزاري، قال: «لا ضرر في ان يحصل خلاف بهذا الصدد خاصة أن التحوير لم يعلن عنه بعد». أما بخصوص بعض الشروط الجديدة التي طرحها كل من حزبي «المؤتمر» و«التكتل» على حزب «النهضة» لمواصلة العمل داخل الائتلاف الحاكم، فقد قال «مورو» : «نحن الآن متزوجون ولسنا في مرحلة ما قبل الزواج لوضع شروط جديدة». كلمة «محمد بنور» تثير حفيظة البعض ! وفي كلمته التي أشار فيها الى أن حزب «التكتل» يرفض التعامل بمنطق اقصائي ودعوته إلى عدم التعرض لاجتماعات أي حزب كان، واجه «محمد بنور» بعض المعارضين له من الذين قاطعوا كلمته وأعربوا عن امتعاض وحنق شديدين مما قاله.