على غرار الندوة الصحفية والتي أطنب فيها المدربين التونسي والفرنسي في شكر المنتخب التونسي. أشادت الصحافة العالمية وتحديدا صحيفة «ليكيب» الفرنسية و«مارك» الاسبانية بالمستوى المرموق الذي ظهر به منتخبنا في أول ظهور له في مونديال اسبانيا، حيث عنونت صحيفة «ليكيب» «Victoire dans la douleur» بما أن زملاء كرابانيس لم يتسن لهم الفوز إلا في الأربع دقائق الأخيرة بعد فترة فراغ دامت أكثر من 50 دقيقة. أما صحيفة «مارك» الاسبانية فقد نوّهت بزملاء مروان مقايز الذي كان حسب نظرهم كسب جائزة المقابلة. من جهتها خصّصت قناة « +Canal» حصّة كاملة للقاء تونسفرنسا الذي انتهى لصالح الفرنسيين ب3 نقاط فقط. حسب أحد المدرّبين الكبار برنار كونسنار، فإنّ لتونس الفضل في الرفع من مستوى الجولة الأولى بعد المستوى الفني المتوسط لا غير في المباراة الافتتاحية بين اسبانيا والجزائر (27/14) وفي الجولة الثانية عموما ودائما حسب القناة الفرنسية التي أعادت بث المقابلة في الليلة الفاصلة بين السبت والأحد. فقد صحّحت تونس مسار كرة اليد الذي يستمد قوته من الذكاء والحضور الذهني، وهي تعدّ في الحقيقة من نقاط قوة المنتخب الفرنسي بطل العالم 4 مرات والبطل الأولمبي 3 مرات، 1992 باسبانيا بالذات و2008 بالصين و2012 بلندن. خلاصة القول ما قدمته العناصر التونسية أمام 5 آلاف متفرّج يضمن لنسور قرطاج الثلاث أماكن الأولى للمجموعة «أ» وبالتالي الترشح الى الدور المقبل. الروح الرياضية الممتازة لمروان مقايز في تصريح لكافة وسائل الاعلام لم يتوان حارس المنتخب التونسي الأول في تهنئة اللاعب الفرنسي لوك أبالو على اختياره كأحسن لاعب في المقابلة التي جمعت منتخبنا بنظيره الفرنسي. في الحقيقة وبشهادة كل الفنيين الحاضرين، فإنّ مروان مقايز هو الحائز الحقيقي على لقب أفضل لاعب لما قدمه من مجهود متميز طيلة ردهات المقابلة . نسبة التصدّيات ب38 بالمائة كفيلة وحدها بابراز مؤهلات هذا الحارس رغم اصابته البليغة قبل أسبوع من موعد انطلاق هاته التظاهرة الهامة. من ناحية أخرى فقد أختير الظهير الأيمن للمنتخب أمين بنور كأحسن هداف في هاته الجولة بتسجيله سبعة أهداف كاملة أمام الدّيكة الذين يعدّون من أحسن الدفاعيين على غرار نرسيس وديد دينار وكرابانيس. تحليل فني للمقابلة الاقصاءات المتعدّدة أثرت على المنتخب سلبا أمام ما يقارب ال 5 آلاف متفرج فاجأ المنتخب التونسي نظيره اللفرنسي بحسن استعداده طيلة أكثر من 55 دقيقة إلاّ أنه انهار في الدقائق الأخيرة فماهي الأسباب يا ترى؟ لا بدّ من الاشارة الى أنه يجب وضع المباراة في اطارها وهي التي تأتي لحساب المجموعة أمام منتخب بطل الألعاب الأولمبية الأخيرة وبالتالي فالبنسبة للفرنسيين فهو بالأهمية لأنه مقياس استعداد الدّيكة لمشوار البطولة العالمية باسبانيا. خلال المقابلة برز وجهان: الأول يتمثل في حسن استعداد الدفاع التونسي بالمقارنة مع التحضيرات والمشاركات الأخيرة في دورة ايزلندا والدنمارك والوجه الثاني هو تغيّر النسق في الخمس دقائق الأخيرة لأسباب بدنية. التحكيم في نظري كان قاسيا على عناصر المنتخب التونسي فكل ما وجد المنتخب التونسي متفوّق في النتيجة وخاصة تلك التي أخذ بها 3 نقاط (22/19) كلما اخرج عنصر أو عنصرين لأتفه الأسباب. النتيجة هي 7 اقصاءات في كامل ردهات اللقاء وبالتالي لعب منتخبنا 14 دقيقة على 30 وهو ناقص العدد. الشيء المثلج للصدر هو العطاء دون حساب لمنتخب في حاجة الى كامل عناصره غدا الثلاثاء أمام منتخب جبل الأسود. في المقابل مراجعة بعض من التصرفات والتعامل مع الحكام بكل انضباط لأن تونس ليس لها أعضاء في الاتحاد الدولي لكرة اليد!! الحكمة تتطلب من هنا فصاعد الحفاظ على الزاد البشري الذي هو على ذمة المنتخب والأخذ بعين الاعتبار اصابة تاج وقلّة خبرة بعض الشبان أمام نظرائهم في المنتخبات الأخرى. أحسن الهدافين تونس: أمين بنور (7) مصباح الصانعي (5) كمال العلويني (4) ووائل جلوز (4). فرنسا: جيروم (6) لوكي كابولا (6) ياواشي (4). غياب التحكيم التونسي يطرح أكثر من سؤال؟ 1 غياب التحكيم التونسي: بقرائتنا للصحيفة اليومية «لمونديال اسبانيا 2013» لاحظنا غياب كلّي للتحكيم التونسي. أكثر من سؤال يطرح خاصة وأن حكام أكثر من بلد ليست له تقاليد في كرة اليد متواجدون كالتحكيم القطري والتحكيم الاماراتي والتحكيم البرتغالي والبرازيلي والتحكيم المقدوني. وفي ما يلي عدد الحكام الذين تم اختيارهم من طرف لجنة التحكيم صلب الاتحاد الدولي لكرة اليد: 2 من قطر 2 من البرازيل 2 من ساحل الحاج 2 من كرواتيا 2 من التشيك 2 من ايزلندا 2 من مقدونيا 2 من البرتغال 2 من رومانيا 2 من صربيا 2 من الامارات 2 من سلوفاكيا و4 من اسبانيا. 2 غياب العلم الكبير: أقل من 100 محب تونسي في قاعة تتسّع الى 60 ألف متفرج! سؤال يطرح نفسه بعد أن ساهمت الجماهير التونسية في انجاح مسيرة منتخب كرة اليد في الماضي القريب من المغرب الى السويد وهو ما قد يؤثر على مشوار المنتخب التونسي بالسلب بين أعلام الأمم التي تنتمي الى المجموعة «أ» لا بدّ من تواجد علم تونس المفدّى بأكبر حجم. هذا راجع حسب رأي المتواجدين في «اقرانولارس» الى غياب كلّي للتأطير والفاهم يفهم.. حتى الأحباء التقليديين للمنتخب أمثال خالد الحلاق ولطفي زيدان لم يأتيا بعد. 3 غياب التنظيم: حسب كريم الهلالي، رئيس الجامعة التونسية لكرة اليد هناك قلة تنظيم مقارنة بدورة تونس في 2005 وألمانيا في 2007 وكرواتيا في 2009 و السويد في 2011 . فقليلا ما وجد أعضاء الوفد سيارات لتنقلهم من القاعة الى النزل والعكس بالعكس.. وحتى الاعلاميين أصبحت تنقلاتهم على نفقاتهم. بمساهمة :le matériel