محمد ميلاد – مونريال -كندا – في غياب شبه تام لأي مظهر من مظاهر الاحتفاء بالذكرى الثانية لثورة الشعب التونسي عقدت البعثة الديبلوماسية التونسية في كندا تجمعا بحضور عدد محترم من الجالية التونسية أغلبهم من رجال الاعمال التونسيين جاؤوا لمقابلة سفير تونسبكندا السيد رياض الصيد المعيّن حديثا من أجل تباحث شواغلهم في بلاد الهجرة وكذلك الدور الموكول لهم لدعم الاقتصاد الوطني. «التونسية» حضرت عشية الاحد الماضي اللقاء الذي جمع البعثة الديبلوماسية التونسيةبكندا بعدد من المهاجرين التونسيين الذين قدموا للاحتفاء بثورة الشعب التونسي. وقد استهل سفير تونسبكندا زيارته إلى فضاء دار التونسي بلقاء عدد محترم من رجال الاعمال التونسيين المقيمين بكندا لتباحث شواغلهم وكذلك العمل على ايجاد الاستراتجيات اللازمة للنهوض بالاستثمارات الكندية في تونس ودفع نسق التبادل التجاري بين البلدين وامكانية بعث بنك تونسي كندي. وكان أهم طلب لرجال الاعمال التونسيين هو بعث تنسيقية رجال الاعمال التونسيينبكندا توكل لها حل كل هذه الاشكاليات التي تعرقل نسق الاستثمار بين البلدين ويوكل لها دور تنمية الصادرات التونسية نحو كندا وأمريكا الشمالية عموما. وفي لقائه بعموم الجالية التونسية أعرب سفير تونسبكندا في بداية حديثه عن سعادته بمقابلة الجالية التونسيةبمونريال التي يقطنها أغلب المهاجرين التونسيين موضحا أنه يزور مونريال للمرة الاولى مؤكدا أنه قدم رفقة طاقم السفارة للاطلاع على أوضاع الجالية التونسية ومناقشة أهم شواغلها داعيا إلى ضرورة تكاثف الجهود من أجل تونس حاثا المهاجرين على مزيد البذل والعطاء من أجل رقي البلاد ومناعتها. و أكد السفير أنه يعمل على دفع التعاون الاقتصادي بين تونسوكندا وحث المستثمرين الكنديين على الاستثمار في تونس موضحا أن شهر مارس سيشهد العديد من اللقاءات مع الكنديين حيث سيتم عرض أفاق الاستثمار في تونس في مختلف المحافظات الكندية مع التركيز على محافظة الكيباك حيث يقطن معظم التونسيين من مهاجرين وطلبة ومستثمرين. السفير التونسي اختار أن يقوم بالتعرف على الحضور والتحدث عن شواغلهم كما تحدث مع بعض الباعثين الشبان من ذوي الكفاءات العليا والذين تمكنوا من ايجاد موطأ قدم لهم في كندا ودعاهم السفير التونسي إلى محاولة تطبيق هذه التجارب الناجحة في تونس وجلب المستثمر الكندي إلى تونس. اللقاء كان فرصة للحاضرين من الجالية التونسية للتعرف على البعثة الديبلوماسية التونسية في كندا وتبادل الاحاديث خاصة عن الاوضاع الحالية في تونس ومرور سنتين عن الثورة التونسية. أحداث السفارة الامريكية أضرت بالسياحة التونسية وعلى هامش هذا الحفل البسيط التقت «التونسية» السيد ناجي قويدر ممثل الديوان الوطني للسياحة الذي أكد في بداية حديثه أن أحداث السفارة الأمريكيةبتونس أضرت كثيرا بالسياحة التونسية وأثّرت على السياح الكنديين الذين يرغبون في زيارة بلادنا مؤكدا في ذات السياق أن وسائل الاعلام الكندية تعرضت بإطناب إلى أحداث السفارة مما ولد حالة من الخوف والخشية لدى السائح الكندي. وأكد ممثل ديوان السياحة في كندا أن عدد السياح الكنديين الذين زاروا بلادنا في سنة 2012 قدر ب 17 ألف سائح موضحا أن السائح الكندي معروف عالميا أنه أكثر السياح في العالم إنفاقا حيث قدرت الارقام أن معدل إنفاق الكندي يعادل إنفاق ثلاثة سياح أوروبيين. من ناحية أخرى أوضح ممثل السياحة التونسية أن عدم وجود خط مباشر يربط تونسبكندا جعل السوق الكندية تراوح مكانها داعيا السلط التونسية إلى تفعيل الاتفاقية بين البلدين والتي كانت قد أمضيت قبل اندلاع الثورة والتي تم الاتفاق فيها على بعث خط جوي مباشر بين البلدين. وأكد قويدر أن السياح الكنديين كانوا الوحيدين خلال الثورة الذين لم يغادروا تونس وكثير منهم أعرب عن انبهاره بجمال تونس وعراقة تاريخها وجودة الخدمات السياحية فيها موضحا أن السائح الكندي هو سائح يحبذ في الغالب القيام بجولات كبيرة والبقاء قرابة الشهرين في البلد الذي يزوره للتعرف على كل ما يتعلق بالبلد من ثقافة ومعالم اثرية وطبيعية. و أكد ممثل السياحة التونسية في كندا أن الديوان الوطني للسياحة يسعى للحضور في مختلف صالونات السياحة في كندا كما يعمل على ارسال وفود إعلامية كندية للاطلاع على السياحة في تونس والقيام بريبورتاجات في الغرض وأنّ الديوان يعمل على تكوين مختصين في الرحلات في تونس خاصة من الكنديين وذلك قصد توضيح الرؤية للمجتمع الكندي الذي عادة ما يتأثر بما تقدمه وسائل الاعلام وخاصة منها الكندية مؤكدا في ذات السياق ان العديد من وكالات الاسفار عبرت عن اعجابها بتونس كوجهة سياحية إلا أنهم لا يفضلونها الان وذلك بسبب تدهور الامن على حد تعبيرهم. بعث رابطة الفنانين التونسيينبكندا كما شهدت زيارة السفير التونسيبكندا السيد رياض الصيد إلى مدينة مونريال تدشين معرض رسوم ولوحات زيتية لرسامين تونسيين معظمهم من الجامعين المهاجرين الذين جمعهم عشقهم للرسم إلى تخطي كل الحواجز والعراقيل لعل أهمها عدم توفر أي فضاء يجمعهم لممارسة هوايتهم وتمكنوا في ظرف وجيز من جمع عدد لا بأس به من اللوحات للقيام بهذا المعرض وقد اختاروا له من الاسماء «شتاء مونتريالي بألوان تونسية». وفي حديثه ل«التونسية» قال السيد علي المرزوقي كاتب عام الرابطة أن الهدف من هذا الهيكل هو جمع الفنانين التونسيين في هيكل موحد يساعدهم على التعريف بانتاجاتهم ويمهد لهم طريق النجاح في ديار الغربة ويساعدهم على ربط الجسور مع الفنانين الغربيين وكذلك العرب المقيمين بكندا. من جهته أوضح أنيس بن عمار شاعر تونسي مقيم بكندا أن الهدف الموكول لهذه الرابطة الفنية علاوة على دعم الفنانين التونسيين يبقى التعريف بالثقافة التونسية وما تزخر به من ابداع في مختلف المجالات الفنية. كما أكدت أميرة الفخفاخ أمينة مال الرابطة أن المشكل الرئيسي يبقى عدم توفر فضاء يجمع الفنانين التونسيين وكذلك غياب الدعم المالي والاقتصار على الدعم الذي تقدمه حكومة الكيباك للجمعيات ومبيعات بعض اللوحات التي سترصد للبحث عن فضاء يجمع الفنانين التونسيين المهاجرين بكندا ويكون منبرا لهم من أجل نشر الثقافة التونسية في ربوع أمريكا الشمالية. وتجدر الاشارة إلى أنه وكما أسلفنا ذكره في بداية المقال غابت كل مظاهر الفرحة والاحتفاء بالذكرى الثانية لثورة الشعب التونسي ثورة الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية. كما غاب ممثلو الاحزاب الوطنية عن هذا اللقاء الاول الذي جمع السفير التونسي الجديد بكندا بالجالية التونسية بمونتريال.