والدان يرميان أبنائهما في الشارع!!    بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الإعاقة: التونسية سمية بوسعيد تحرز برونزية سباق 1500م    طقس اليوم: أمطار بالمناطق الغربية والشرقية وحرارة أربعينية بالجنوب    طقس اليوم: أمطار و الحرارة تصل إلى 41 درجة    ضمّت 7 تونسيين: قائمة ال101 الأكثر تأثيرا في السينما العربية في 2023    قانون الشيك دون رصيد: رئيس الدولة يتّخذ قرارا هاما    إنقاذ طفل من والدته بعد ان كانت تعتزم تخديره لاستخراج أعضاءه وبيعها!!    جرجيس: العثور على سلاح "كلاشنيكوف" وذخيرة بغابة زياتين    5 أعشاب تعمل على تنشيط الدورة الدموية وتجنّب تجلّط الدم    بن عروس: اندلاع حريق بمستودع قديم وغير مستغل    رئيسة مكتب مجلس أوروبا بتونس تقدّم خلال لقاء مع بودربالة مقترح تعاون مع البرلمان في مجال مكافحة الفساد    مدرب الاهلي المصري: الترجي تطور كثيرا وننتظر مباراة مثيرة في ظل تقارب مستوى الفريقين    تونس تشارك ب14 مصارعا ومصارعة في البطولة العربية بالأردن    منوبة: إصدار بطاقتي إيداع في حق صاحب مجزرة ومساعده من أجل مخالفة التراتيب الصحية    قابس: تراجع عدد الأضاحي خلال هذه السنة مقارنة بالسنة الفارطة (المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية)    إرتفاع قيمة صادرات المواد الفلاحية البيولوجية ب 24،5 بالمائة    تفكيك شبكة لترويج الأقراص المخدرة وحجز 900 قرص مخدر    القيروان :الاحتفاظ ب 8 اشخاص من دول افريقيا جنوب الصحراء دون وثائق ثبوتية يعملون بشركة فلاحية    مدير معهد الإحصاء: كلفة انجاز التّعداد العامّ للسّكان والسّكنى لسنة 2024 تناهز 89 مليون دينار    الكاف: انطلاق فعاليات الدورة 34 لمهرجان ميو السنوي    وزير التشغيل والتكوين المهني يؤكد أن الشركات الأهلية تجربة رائدة وأنموذج لاقتصاد جديد في تونس    وزير الصحة يؤكد على ضرورة تشجيع اللجوء الى الادوية الجنيسة لتمكين المرضى من النفاذ الى الادوية المبتكرة    نحو 20 بالمائة من المصابين بمرض ارتفاع ضغط الدم يمكنهم العلاج دون الحاجة الى أدوية    الخارجية الألمانية.. هجمات المستوطنين على مساعدات غزة وصمة عار    رسميا.. سلوت يعلن توليه تدريب ليفربول خلفا لكلوب    اكتشاف جديد قد يحل لغز بناء الأهرامات المصرية    قيس سعيد يُعجّل بتنقيح الفصل 411 المتعلق بأحكام الشيك دون رصيد.    سعيّد يأذن بتنقيح فصولا من المجلة التجارية    تضمّنت 7 تونسيين: قائمة ال101 الأكثر تأثيرًا في صناعة السينما العربية    أولا وأخيرا ..«سقف وقاعة»    عاجل/ إسبانيا تتخذ اجراء هام ضد الكيان الصهيوني..    القدرة الشرائية للمواكن محور لقاء وزير الداخلية برئيس منظمة الدفاع عن المستهلك    دقاش: افتتاح فعاليات مهرجان تريتونيس الدولي الدورة 6    وزير الفلاحة: المحتكرون وراء غلاء أسعار أضاحي العيد    معلم تاريخي يتحول إلى وكر للمنحرفين ما القصة ؟    حاولوا سرقة متحف الحبيب بورقيبة الأثري...القبض على 5 متورطين    غدا..دخول المتاحف سيكون مجانا..    570 مليون دينار لدعم الميزانيّة..البنوك تعوّض الخروج على السوق الماليّة للاقتراض    عاجل/ أمريكا تستثني هذه المناطق بتونس والمسافات من تحذير رعاياها    اليوم.. حفل زياد غرسة بالمسرح البلدي    القصرين: وفاة شاب في حادث مرور    اتحاد الفلاحة: أسعار أضاحي العيد ستكون باهضة .. التفاصيل    مباراة الكرة الطائرة بين الترجي و الافريقي : متى و أين و بكم أسعار التذاكر؟    كأس أوروبا 2024: كانتي يعود لتشكيلة المنتخب الفرنسي    طارق مهدي يفجرها: أفارقة جنوب الصحراء "احتلوا" الشريط الساحلي بين العامرة وجبنيانة    فرنسا: الشرطة تقتل مسلحا حاول إضرام النار بكنيس يهودي    بطاقة إيداع بالسجن في حق مسؤولة بجمعية تُعنى بمهاجري دول جنوب الصحراء    منبر الجمعة .. المفسدون في الانترنات؟    ملف الأسبوع...المثقفون في الإسلام.. عفوا يا حضرة المثقف... !    خطبة الجمعة...الميراث في الإسلام    البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يدعم انتاج الطاقة الشمسية في تونس    محيط قرقنة اللجنة المالية تنشد الدعم ومنحة مُضاعفة لهزم «القناوية»    روعة التليلي تحصد الذهبية في بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة    التحدي القاتل.. رقاقة بطاطا حارة تقتل مراهقاً أميركياً    منها الشيا والبطيخ.. 5 بذور للتغلب على حرارة الطقس والوزن الزائد    التوقعات الجوية لهذا اليوم…    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«عادل الفقيه» (سفير تونس بفرنسا) في أول حوار لجريدة تونسية:لهذه الأسباب غيّرت تونس والجزائر موقفيهما من الحرب في مالي
نشر في التونسية يوم 22 - 01 - 2013

لا بد من تسوية وضعيات الأعون المحليين ببعثاتنا الديبلوماسية
هولاند قد يزور تونس
في الربيع
استرجعنا كل مقرات «التجمّع» بفرنسا
منذ عُيّن عادل الفقيه سفيرا لتونس في فرنسا صيف العام الماضي، اتصلت «التونسية» بسعادة السفير عن طريق أحد مستشاريه من ذلك الصنف الذي يندر ان تلاقيه، فهو من الذين لا تسمع منه سوى الكلمة الطيبة، ولئن اعتذر سفيرنا عن الإدلاء لنا بتصريح شامل في تلك الأيام فقد وعدنا بأن يبادر هو بالاتصال بنا في الوقت المناسب..
والسيد عادل الفقيه من مواليد طبلبة بالساحل التونسي متزوج وأب لياسمين وكنزة، تلقى تكوينه كرجل اقتصاد بجامعة «أوهيو ستايت» بالولايات المتحدة الأمريكية وفي المدرسة العليا للتجارة بباريس، قضى سنوات من حياته متنقلا بين دول إفريقية والولايات المتحدة الأمريكية بحكم عمل والده في منظمة الأغذية والزراعة «الفاو».
عمل عادل الفقيه في وطنه تونس بوزارة الصناعة في اول فريق عمل في برنامج التأهيل الشامل لتنمية تنافسية الشركات الصناعية والخدمات وفي إدارة عدة شركات تونسية وأخرى متعددة الجنسيات، ويعتبر أول من أطلق خدمة m Dinar في تونس ولبنان ويعتبر عادل الفقيه مهندس علاقات حزب «التكتل» الأوروبية والفرنسية بوجه خاص.
في ما يلي لقاؤنا بسعادة سفير تونس بفرنسا...
أصدرت السفارة الفرنسية في تونس بيانا دعت فيه رعاياها إلى ملازمة الحذر وعدم التنقل إلى الجنوب الصحراوي مهما كانت الظروف، وبثت «فرنسا 2» في برنامج «مبعوث خاص» تحقيقا عن تونس يظهرها وكأنها واقعة في أسر السلفيين. سؤالي سعادة السفير كيف هي العلاقات الفرنسية التونسية بناء على هذين المؤشرين؟
- ما بثته قناة «فرنسا 2» ليس جديدا فقبلها بثت «كنال +» تحقيقا في الإتجاه ذاته وهو ما يبرز ان وسائل الإعلام الفرنسية «موش فاهمة» ماذا يحدث في تونس بالضبط وهي متخوفة من وقوعها في دوامة العنف.
صحيح ان وسائل الإعلام هذه تنطلق من وقائع حدثت فعلا ولكنها تصوغ إستنادا عليها وجهة نظر قد لا نتفق حولها في كثير من الأحيان.
وأصدقك القول نشعر احيانا بأن معالجة وسائل الإعلام الفرنسية للشأن التونسي اقرب إلى تقديم حكايات تعجب الجمهور، حكايات مشوقة قابلة للتسويق، مقابل هذا تغيب النقاط الإيجابية وهنا يأتي دورنا لنفسر ونبرز ما تحقق منذ 14 جانفي، وعلينا ان نهتدي إلى les actions justes لتفسير بعض الوضعيات خاصة أننا لسنا في وضع مريح باعتبار التأخر في إتمام الدستور وبطء الحسم في عدد من الملفات من اهمها هيئة مستقلة للانتخابات وهيئة للإعلام السمعي البصري وهيئة مستقلة للقضاء... وكلها عوامل لا تدعم موقفنا في مواجهة رواية بعض وسائل الإعلام لما يحدث في تونس وتعقّد دورنا في الإقناع بأننا على وشك مغادرة النفق.
كيف تبدو أفاق العلاقات؟
- «قاعدة تتقدم»، هناك حيوية في زيارات المسؤولين في البلدين في مجالات التعاون الإقتصادي ولا ننسى زيارة الرئيس المرزوقي إلى فرنسا في شهر جويلية الماضي وهي زيارة مهمة.
أين تكمن أهميتها؟
- الرئيس المرزوقي هو اول رئيس دولة اجنبية يلقي خطابا أمام البرلمان الفرنسي منذ ثماني سنوات وهذا يعدّ رسالة اعتراف قوية بقيمة الثورة التونسية.
كما أن مجريات الزيارة وأهمية اللقاءات الثنائية التي تناولت مواضيع في غاية من الأهمية كملف استرجاع الأموال المنهوبة ومسألة إعادة استثمار الديون وملف الهجرة أعطت زخما وأهمية للزيارة.
يبقى السؤال هل فرنسا اليوم في وضع اقتصادي يسمح لها بأن يكون دعمها المادي في مستوى إنتظاراتنا؟ علينا أن نعترف بأن فرنسا كما اوروبا تمر بظرف اقتصادي صعب هدد حتى استقرار منطقة الأورو، كما أن إهتمام الحكومة الفرنسية منصبّ على حل مشاكلها الداخلية وهي مشاكل «موش ساهلة».
ما قراءتك سعادة السفير للتمثيل الفرنسي الضعيف في احتفالات 14 جانفي؟
- لست مع هذه القراءة، لا بد من إدراك طبيعة الوضع في فرنسا وخاصة مع ما يحدث في مالي فضلا عن التحديات الداخلية التي إختار الرئيس هولاند أن يفتحها في الشهور الأولى لولايته الرئاسية واغلب الوزراء لا يغادرون فرنسا لإدارة هذه الملفات.
ثانيا في فرنسا، لا يوجد هذا التمييز «وزير كبير ووزير صغير» ومساندة فرنسا ليست مرتبطة بإسم الوزير الذي يحضر 14 جانفي أو بعدد الوزراء، المهم هو الفعل، هذا هو تصوري، نحن وجهنا لهم الدعوة والطرف الفرنسي قبل الدعوة.
ما حقيقة الموقف التونسي من الحرب في مالي؟
- بيان الرئاسات الثلاث كان واضحا وانا تحدثت مع عدة مسؤولين كانوا حاضرين في الإجتماع المنعقد بالرئاسة.
مع من تحدثت تحديدا؟
- مع وزير الدفاع السيد عبد الكريم الزبيدي، والبيان كما قلت لكم كان واضحا إذ عبرت تونس عن دعمها لسلامة مالي ووحدة ترابها الوطني وإدانتها لكل أشكال التهديد الذي تتعرض له من طرف مجموعات إرهابية مسلحة.
كما عبرت عن تفهمها للقرار السيادي الذي اتخذته الحكومة المالية لمواجهة المخاطر الأمنية المحدقة بالبلاد وخصوصا على العاصمة «باماكو» داعية إلى احترام مقتضيات الشرعية الدولية.
ودعت تونس وفق ذات البيان إلى معالجة سياسية بالتزامن مع هذا الجهد العسكري بما من شأنه أن يدرأ المخاطر ويدمج القوى الوطنية التي لا تلجأ إلى استخدام السلاح في الحياة السياسية. علينا ألا ننسى أن التدخل الفرنسي جاء ليضع حدا لسيناريو سقوط كل البلاد تحت سلطة الحركات المتشددة.
سبق لوزير الخارجية أن أعلن أن تونس لا تساند التدخل الفرنسي؟
- موقف تونس كموقف الجزائر كان يحبّذ الحل السياسي قبل اللجوء إلى العمليات العسكرية. تطور الأوضاع بسرعة هو الذي حتّم علينا وعلى الجزائر أيضا تغيير موقفينا.
متى سيزور الرئيس هولاند تونس؟
- كلّما سألته إلا وردّ علي بأنه سيزور تونس في فصل الربيع، الأسبوع الماضي إلتقيته وسألته ذات السؤال فأجاب «comme prévu au printemps».
ما أؤكده لكم أن الرغبة موجودة ولكن تدركون أن أجندا الرئيس الفرنسي لا يمكن التحكم فيها بدقة خاصة بعد تدخل فرنسا العسكري في مالي لأنه وحكومته مطالبون يوميا بتفسير التدخل للشعب الفرنسي، ثم إن زيارة الرئيس الفرنسي لتونس لا تحدث كل يوم، ولذلك علينا ان نعدّ الملفات التي سيتم تباحثها بين الطرفين خاصة أن لدينا عدة اقتراحات من بينها تحويل الديون الفرنسية إلى استثمارات في الجهات الداخلية المحرومة وهو طلب تقدم به الرئيس المرزوقي و السيد حسين العباسي الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل في زيارته الأخيرة إلى فرنسا.
هناك ملفات أخرى مهمة بالنسبة إلينا مثل سياسة هولاند في ما يتعلق بالهجرة وخاصة مع التونسيين وما هي القرارات التي يمكن اتخاذها بالنسبة لحرية العبور وخاصة بالنسبة للشباب.
هل الزيارة ممكنة في مارس؟
- «صعيب شوية» الرغبة موجودة والإرادة السياسية ايضا ولكن الظروف الموضوعية لها مقتضياتها.
من المعروف انك تحتفظ بصلات شخصية وطيدة بالسيد هولاند قبل أن يصعد إلى سدة الحكم فكيف هي علاقتكما اليوم بعد أن أصبح رئيسا؟
- الحرارة موجودة لكن «ماعادش نشوفو برشة» باعتبار مهامه العليا ولكن المهمّ أني في تواصل مستمرّ مع مستشاريه وأعضاء الحكومة الفرنسية وخاصة وزارة الخارجية لمزيد تطوير العلاقات بين البلدين في جميع المجالات.
من المعروف أنك توليت سفارة تونس في باريس في إطار محاصصة حزبية بإعتبارك منتسبا ل«التكتل»، سؤالي مع من تنسق في مهامك على رأس السفارة ؟هل مع وزير الخارجية رفيق عبد السلام أو مع رئيس الدولة أو مع رئيس حزبك مصطفى بن جعفر؟
- أولا أريد أن أؤكد لكم انه حين منحت لي الثقة لأكون سفيرا، نظرا لتوفري على مؤهلات (Profil) رأت الرئاسات الثلاث في تونس أنها تتماشى مع متطلبات البعثة وتستجيب لمقتضيات المرحلة، أعلنت عن استقالتي من مسؤولياتي الحزبية في «التكتل»، ولا أتحدث هنا عن عضويتي في الحزب.
وسفير تونس في اي مكان ينوب الدولة لا الأشخاص مهما كانوا. كانت رسالتي من وراء الاستقالة هي أني امثل تونس الكل، أما ردا على سؤالك فانا انسق مع السيد رئيس الجمهورية ومع وزير الخارجية ومع كاتب الدولة للشؤون الأوروبية سي التوهامي العبدولي الذي أدقق معه في عدة جزئيات باعتبار مسؤوليته في الخارجية كما أن هناك ملفات تقتضي التواصل مع السيد رئيس الحكومة.
كيف هي علاقتك بوزير الخارجية؟
- علاقة احترام.
هل فيها حرارة ؟
- نتبادل الآراء دون أدنى إحترازات.
هل اكتشفتم مظاهر فساد في السفارة؟
- هناك ملف فيه شبهة فساد تمت إحالته على القضاء للبت فيه قبل قدومي إلى السفارة وهو ملف تجديد إقامة السفير التونسي الذي امتدت أشغاله ثلاث سنوات بإذن وتسيير مباشر من قبل رئاسة الجمهورية آنذاك وتردد انه سيتم وضع الإقامة على ذمة بن علي وزوجته وأصهاره، عدا هذا كانت المؤاخذات تتعلق بعدد من الأعوان والموظفين المنتمين ل«التجمع» المحل غادروا منذ 2011 مختلف بعثاتنا في فرنسا، «توة تصفّات الأمور»، ما يؤسف فعلا هو وضعية الأعوان المحليين وبعضهم يعمل منذ أكثر من عقدين ولا يتقاضون حتى الأجر الأدنى واعتقد ان وزارة الخارجية مدعوة لإعادة النظر في شبكة الأجور لتنظير اجور الأعوان المحليين مع ما يتقاضاه زملاؤهم من أعوان الإدارة فضلا عن ضرورة مراجعة القوانين المنظمة لمسارهم المهني (carrière) لم لا في اتجاه إدخال قاعدة التدرّج المهني.
وموقف الوزارة؟
- الوزارة متفهمة للمشكل ولكن تعلمون ان الوزارة نفسها مرت بظرف انتقالي بحركة السفراء والقناصل وتغيير عدد من المديرين، ومشكل الأعوان المحليين لا يمكن ان ينظر إليه بإعتباره شأنا خاصا بسفارتنا في فرنسا بل باعتباره قضية عامة تقتضي حلا في كل بعثاتنا الديبلوماسية.
آمل أن يحل المشكل هذه السنة بعد «ما شدّ والمديرين بلايصهم» هناك أيضا مشكل الملحقين الإجتماعيين الذين لا يتمتعون بتغطية اجتماعية وهي وضعية لا يقبلها أحد.
ماذا عن دوركم في ضبط ممتلكات العائلة الحاكمة؟
لا يمكننا ان نتدخل في الموضوع بشكل مباشر باعتباره من مشمولات القضاء في البلدين، دورنا سياسي بالضغط على الطرف الفرنسي لتخصيص إمكانات اكبر لضبط الأموال المنهوبة والتعجيل في استعادتها، وأذكّر هنا بأن الرئيس المرزوقي طالب خلال زيارته إلى فرنسا من نظيره الفرنسي المساعدة في استعادة الشعب التونسي لأمواله المنهوبة، كما استقبلنا وفودا من وزارة العدل والسيد عميد قضاة التحقيق الذي التقى نظيره الفرنسي وقد كلفت تونس مكتب محاماة في سويسرا لمتابعة الموضوع وله ممثل في فرنسا يتابع الملف.
ومقرات «التجمع» بفرنسا؟
- «استرجعناها الكل» عدا مقرين خصص أحدهما للبعثة العسكرية والثاني الواقع بنهج روما وضعناه على ذمة وزارة الشؤون الاجتماعية.
ماذا تغير في أسلوب عمل السفارة التونسية بباريس التي كانت في نظر الكثيرين وكرا أمنيّا يلاحق معارضي النظام؟
- نحن نجتهد لتتغير هذه الصورة، لا يمكنني أن أجزم بماذا يشعر التونسي المقيم في فرنسا إزاء مجهوداتنا لأن هناك تاريخا ليس من السهل نسيانه او القفز عليه «احنا قاعدين نخدمو».
فريقنا من الشباب وانا كما ترى لست متقدما في السن ونؤمن بالعمل الجماعي، هدفنا أن تنفتح السفارة أكثر على الجالية التونسية وعلى محيطها والقطع مع تلك الصورة القديمة وكأنها قلعة شديدة الحراسة وقد تنقلنا ميدانيا إلى أكثر من منطقة في فرنسا.
ذهبنا إلى مرسيليا وغرونوبل وتولوز وبوردو وليون كما تمّ بعث مجلة اخبارية شهرية للتعريف بأنشطة السفارة وأحدثنا صفحة فايسبوك للرد على استفسارات التونسيين ومزيد الانفتاح على أبناء جاليتنا بالخارج خاصة من الجيلين الثاني والثالث.
سعادة السفير هل انت من يرد على الاستفسارات على الفايسبوك ؟
- نعم في أكثر الأوقات، وأين الغرابة في ذلك ؟ جددنا أيضا موقع «واب» السفارة منذ شهر سبتمبر الماضي ونعمل على تحسين خدمات الموزع الهاتفي وإحداث خلية للعلاقات مع المواطن لتوجيه التونسيين وتيسير خدمتهم كما حاولنا برمجة عدد من التظاهرات الثقافية.
فيوم 17 جانفي نظمنا سهرة موسيقية في الدائرة 12 الباريسية بمشاركة موسيقيين تونسيين بفرنسا من بينهم آمال المثلوثي ومجموعة SAMSA ويوم 14 جانفي نظمنا في معهد العالم العربي عرضا لمسرحية «البحث عن عائدة»، لجليلة بكار وندوة فكرية بمشاركة عدة شخصيات فرنسية وعربية من بينها الفلسطينية ليلى شهيد.
كما نظمنا لقاء مع عدد من النواب الفرنسيين الأعضاء في جمعية الصداقة البرلمانية الفرنسية التونسية وبحضور عدد من أبناء الجالية التونسية الناشطين في المجتمع المدني، هذه كلها مبادرات نحاول أن نغير بها تلك الصورة النمطية وكأننا نتخفّى وراء الجدران.
ما تعليقك على تلويح حزبك «التكتل» بالانسحاب من «الترويكا»؟
- ماداموا اعلنوا هذا الموقف فلا شك ان هناك اسبابا دفعتهم لذلك خاصة أن مواقف «التكتل» تتميز بالاعتدال والاتزان، ربما أرادوا أن يعبروا عن غضبهم من أمر ما او التنبيه إلى شيء من التردد في أداء «الترويكا» أو إلى خطر ما يهدد التوافق والاستقرار.
كيف ترى مستقبلك السياسي الشخصي؟
- «أنا نخدم تونس»من أي موقع أشعر بأنه يمكنني الإفادة منه، ما يهمني اليوم هو المساهمة في تطوير العلاقات التونسية الفرنسية، أنا مناضل قبل أن أكون سفيرا، ولكل حادث حديث.
هل صحيح أنك أصيل مدينة طبلبة؟
- نعم وأمي باجية.
هل تزور تونس؟
- طبعا، في نوفمبر الماضي كنت في تونس رفقة وفد من رجال اعمال فرنسيين ولكن ضرورة العمل تقتضي أن أكون هنا في فرنسا جلّ الوقت.
يتردد انك صديق قريب لإبن الدكتور بن جعفر؟
- لا، لم اتشرف بعد بمعرفته بشكل شخصي «شفتو سابقا في اجتماع» حزبي.
فاجأتني بإتقانك للغة العربية؟
- وماذا كنت تتوقع مني؟ «أنا تعديت في أكثر من إذاعة» وتحدثت بالعربية وبلهجة تونسية أيضا.
بمعنى أنك لا تقل تونسية عن أي تونسي؟
- نعم (ضاحكا)، خاصة واني لا أحمل غير جنسيتي التونسية وأنا فخور بذلك، وأود الإشارة إلى أن إقامتي بفرنسا لم تتجاوز الثلاث سنوات أما سنوات إقامتي بالولايات المتحدة فعددها ست سنوات وقبلها عشت جزءا من حياتي في عدد من الدول الإفريقية.
كيف تختم هذا الحوار؟
- أرجو كل الخير لتونس وآمل أن نلتزم بالتعايش مع اختلافاتنا وان نلتزم بالحوار لتجاوزها.
اما في مستوى السفارة التونسية بفرنسا فنسعى إلى تعميق الحوار مع شركائنا الفرنسيين وبناء علاقات احترام وندية خدمة لمصالح بلادنا.
كما أود أن أشير إلى أن التجربة التونسية تجربة استثنائية ونحن في تونس بصدد بناء نموذج ديمقراطي ستكون له أبعاد جيوستراتيجية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.