نشرت صحيفة «الغارديان» البريطانية مقابلة صحفية قصيرة أجراها ستيوارت هيريتاج مع النجم المصري عمر الشريف بمناسبة مشاركته في الاحتفال بذكرى مرور خمسين عاما على عرض فيلم «لورنس العرب» للمخرج ديفيد لين، أحد أهم الأفلام في تاريخ السينما. وعلى الرغم من سوابق عمر الشريف في علاقته بالصحافيين والمعجبين - ذلك أنه صفع في مهرجان الدوحة في أكتوبر 2011 معجبة كانت تريد ان تلتقط صورة معه تبين لاحقا انها صحفية في قناة «الحرة» ، وفي سنة 2007 إتهم بالإعتداء على مسؤول على موقف للسيارات ببفرلي هيلز وفي سنة 2003 إتهم بالإعتداء على شرطي في احد كازينوهات باريس- قلت إنه على الرغم من سوابق عمر الشريف العنيفة، فقد كان غاية في التواضع حين لقيناه سنة 2008 في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون وعلى الرغم من الحراسة المشددة التي كانت تحيط به فقد رحب بمحادثتنا وكنا نشرنا الحوار آنذاك في مجلة الإذاعة حين كان إسمها «مجلة الراديو» قبل أن يغير جلدها أحد مسؤولي الصدفة. وعمر الشريف الذي عرف آلاف النساء لم يحب سوى واحدة هي فاتن حمامة التي أنجبت له إبنه الوحيد طارق وبطلاقه منها لم يكرر تجربة الزواج مفضلا الحياة منفردا... وحين قلّت أدواره العالمية بحكم تقدمه في السن عاد عمر الشريف إلى مصر وشارك في عدد من الأفلام لعل أهمها «المواطن مصري» لصلاح ابو سيف و«حسن ومرقص» مع عادل إمام ، أما آخر فيلم مصري شارك فيه فهو «المسافر» المنجز قبل ثلاث سنوات والذي ينتظر أن يعرض قريبا في القاعات التونسية ... وفي أحدث تصريحاته الصحفية ، أعلن النجم العالمي عمر الشريف أنه لو تعرض لموقف الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك لانتحر، ولن يكتفي بالتنحي أو الاعتزال، مؤكدا أن الشعوب العربية تستحق حكاما دكتاتوريين لأنها لا تتمتع بأي ثقافة سياسية، وأضاف: «من المهم أن يملك الحاكمُ الشعبَ في قبضة يده؛ حتى لا تحدث انشقاقات بين أطرافه الشيوعيين والإسلاميين والمسيحيين وغيرهم من الطوائف؛ فمثلاً لبنان تعاني جدًّا من «حزب الله»، رغم أنها بلد «زي الفل»، أما تونس فأرى أن رئيسها زين العابدين بن علي كان «حرامي»، ويستحق أن يذهب في ستين داهية». «التونسية» تنشر حوار «الغارديان» مع عمر الشريف ... أهلا.. أين أنت حاليا؟ أنا لا أفعل أي شيء. لم أمثل في أي فيلم منذ عامين. الآن أنا عجوز لكني على ما يرام. شكرا لك. هل تعتقد أنه من الممكن اقناعك بالخروج من تقاعدك؟ نعم أود ان أشارك في فيلم ولكن على أن يكون فيلما جيدا. لا يشترط أن أكون بطل الفيلم لكن الدور يجب أن يكون جيدا. هذا كل ما في الأمر. يجب أن يكون السيناريو جيدا حتى لو كان الدور صغيرا لا يهم. عمل لمدة أسبوع أو نحو ذلك.. سيكون هذا جيدا جدا.. لماذا تعتقد أن فيلم «لورنس العرب» الذي سيطرح للبيع في أسطوانات البلو راي، حقق كل هذا النجاح؟ - لا أعرف.. إنه أمر غريب. لا توجد فتيات في الفيلم ولا ممثلون مشهورون في البطولة ولا كثير من مشاهد الحركة.. والقتال والمشاجرات.. رجال فقط دون حركة. لكن الفيلم نجح لأن وراءه مخرج عظيم جدا. هذه هي الحقيقة فديفيد لين مخرج عظيم.. عظيم.. رجل عظيم.. ما الذي يميزه في رأيك عن غيره من المخرجين الذين عملت معهم؟ لقد كان يكره الممثلين. أؤكد لك هذا، كان ما يهمه هو الفيلم فقط، كان عمله عن اخراج الفيلم. كان اختياره للممثلين بعيدا عن مدى حبه لهم أو تقديره لهم، بل كان يقول لنفسه: هذا الممثل سيعرف كيف يقوم بالدور. وعندما اختارني من مصر لم يكن يعرفني. لقد قال فقط: أريد شخصا عربيا للقيام بالدور في فيلم لورنس العرب. أريد عربيا حقيقيا يتحدث الانقليزية. وقد اتصل بي لأنني كنت قد تعلمت في مدرسة انقليزية (كلية فيكتوريا) في مصر، وذهبت إلى الصحراء وقد أحبني. الحقيقة انه أعجب بي كثيرا جدا. كنت أحد الممثلين القلائل الذين أحبهم طيلة حياته. لقد كان يكرههم لماذا ذهبت إلى مدرسة إنقليزية.. علمت أن السبب كان أنك كنت سمينا؟ نعم.. نعم.. كنت ولد سمينا عندما كنت في العاشرة من عمري. وفكرت أمي التي لم تكن تتحدث الإنقليزية، أن الشيء الوحيد الذي يمكنه أن يقوّمني هو الذهاب إلى مدرسة إنقليزية لأن الطعام فيها كان بشعا وبالتالي ينقص وزني. وهكذا أصبحت ممثلا. كان هناك أيضا مسرح في تلك المدرسة. وقد فقدت وزنا وأصبحت نحيفا وتعلمت أن أصبح ممثلا وتعلمت اللغة الإنقليزية جيدا. وكل هذا لأن أمي لم تكن راضية عن منظري كولد سمين! قمت بالتمثيل بلغات عدة.. ما اللغة التي تفضل التمثيل بها؟ أفضل الانقليزية.. اللغات الأخرى أتكلمها لكني لا أستطيع التمثيل بها كما أمثل بالإنقليزية. أحب الحديث بالإنقليزية في المسرح. لقد مثلت في أفلام فرنسية وغيرها ومثلت في الكثير من الأفلام العربية لكني أحب الإنقليزية لنفسي.. شكرا لك. لدي سؤالان أخيران إذا سمحت لي؟ سؤال واحد فقط لا يمكنني البقاء هنا أكثر من ذلك. حسن إذن.. ما هي الأهداف التي لم تحققها في حياتك؟ ماذا؟ لا أعرف. كل شيء حدث لي في ذلك الوقت كان مختلفا. كنت شابا صغيرا أولا، ثم أصبحت رجلا متوسط العمر، ثم أصبحت كهلا. الأمر معقد جدا. لا أعرف. لا يمكنني أن أقول لك أي شيء بهذا الصدد. ما حدث قد حدث. لا أعرف. لم أفعل أي شيء عن قصد.