يعاني فلاحة معتمدية سليمان منذ سنة 2008 من تغير صبغة تعاضدية الخدمات الفلاحية «كوزاس» إلى شركة حرمتهم من الخدمات التي كانت تقدمها التعاضدية منذ سنة 1957 تاريخ تأسيسها. فالتعاضدية التي أسسها فلاحة الجهة وساهموا فيها كانت تقدم لهم عديد الخدمات منها توفير المستلزمات الفلاحية من بذور وأسمدة وأدوية بأثمان مدروسة ومدعومة هذا بالإضافة إلي تجميع الحليب من الضيعات مجانا ثم نقل المنتجات الفلاحية وترويجها بنقطة البيع التابعة للتعاضدية بسوق الجملة. «التونسية» تحوّلت لمعتمدية سليمان وحاورت أحد الفلاحة ومدير الشركة التعاونية التي حلت محل التعاضدية لمزيد فهم الوضعية. السيد الهادي بن جبران فلاح قرية المرجى وهو من الفلاحين الذين تعاملوا مع التعاضدية والشركة وهو من بين صغار الفلاحين الذين لديهم رأيهم في مسألة تغيير صبغة التعاضدية. حيث قال: «إن تعاضدية الخدمات الفلاحية كانت تساعد الفلاحة كثيرا حيث كانت تتكفل بتزويدهم بالأدوية والأسمدة بأثمان أقل من سعر السوق لكن الآن لم يعد لها أي دور. فصغار الفلاحة لم يعودوا يتلقوا أي دعم من هذه الشركة حتى أنهم توقفوا عن نقل منتجات الفلاحة إلى سوق الجملة بئر القصعة وبيعها كما كان معمول به لسنوات». أزمة مديونية وهيئة إدارية جديدة في نفس الإطار قال محمد السوقي مدير شركة الخدمات الفلاحية بسليمان: «إن التعاضدية عانت بعد 57 سنة من تأسيسها من صعوبات كبيرة كادت تؤدي لتصفيتها وإغلاقها. ولمواجهة هذه المشاكل الذي أعاقت أعمال التعاضدية والمتمثلة في المديونية أساسا لفائدة البنوك والمزودين بمبلغ قدر بمليار دينار سنة 1993 تم تعيين هيئة إدارية وقتية». وبفضل الهيئة الإدارية التي يرأسها فني من وزارة الفلاحة ورئيس الاتحاد المحلي للفلاحة بسليمان وقابض للمالية عادت التعاضدية للعمل ولتقديم الدعم للفلاحة ولم يتبق اليوم من مبلغ المديونية سوى 50 ألف دينار مجدولة ليتم خلاصها خلال هذه السنة وعموما التعاضدية اليوم قادرة على خلاص المزودين وتحقيق أرباح». 2008 تحول التعاضدية لشركة وقال السوقي بأن اللجنة واصلت العمل على معالجة كل المشاكل وجدولة الديون وتزويد الفلاحة خاصة في الأوقات الصعبة إلى غاية سنة 2008 تاريخ تغيير صبغة التعاضدية إلى شركة بأمر وزاري وافق عليه مجلس النواب وقتها وتمت عملية التغيير بإشراف ولاية نابل وفي إطار الاحترام الكامل للقانون. وأوضح مدير الشركة في سياق حديثة أن كل الفلاحين المساهمين تمت وقتها دعوتهم إلى جلسة استثنائية خارقة للعادة كما نشرت الإعلانات بالجرائد اليومية وعلقت الإعلانات في كل مكان مضيفا بالقول «اضطررنا إلى إعادة عقد الجلسة العادية لعدم توفر النصاب وتم إعلام الجميع بهذا التغيير الذي لم يشمل فقط تعاضدية سليمان بل كل التعاضديات بالبلاد وآنا اتحدى أية فلاح يقول بأنه لم يتم إعلامه أو تشريكه في قرار تغيير صبغة التعاضدية». وأفاد عموما بأن الشركة تقدم نفس الخدمات وأبوابها مفتوحة لكل الفلاحين وهدفها الأساسي هو دعم صغار الفلاحين. «الشركة لكل الفلاحة وأبوابها مفتوحة للجميع» وللإجابة عن سؤال حول تراجع دور الشركة في دعم الأعلاف والمستلزمات الفلاحية والبذور أكد أن الشركة تقدم عديد الخدمات منها توفير كل المستلزمات الفلاحية من أدوية وبذور ونقل المنتجات للأسواق وتجميع الحليب ونقله مجانا وترويجه لدى مركزيات الحليب وقال «نحن الوحيدين الذين نجلب الشعير العلفي والسداري ونبيعه بأثمان اقل من سعر السوق ولم نرفض مد أي فلاح بأي كمية». وقال مدير الشركة أن مربع البيع بسوق بئر القصعة مازال على ذمة الشركة وبه أجير تابع للشركة وهو موضوع على ذمة فلاحة الجهة ليتمكنوا من توزيع منتجاتهم ولم يتم التفريط فيه ولا تأجيره وأكثر من ذلك الشركة توفر «الشقف» أي الصناديق. وقد برر توقف الشركة عن نقل المنتجات الفلاحية بان كل الفلاحة لديهم وسائل نقل خاصة. وختم محمد السوقي حديثة قائلا «الشركة تعاونية تقدم خدماتها أساسا لصغار الفلاحين واسمها يدل على ذلك». وعموما فإن أزمة صغار الفلاحة منطلقها الارتفاع المتواصل لاثمان المستلزمات الفلاحية وحلها لا يكون إلا بدارسة معمقة تقام في إطار وزارة الفلاحة من اجل إيجاد طرق لدعم الفلاحة وتمويلهم حتى لا يحصل عزوف جماعي عن الزراعة.