عقدت أمس الجبهة الشعبية ندوة صحفية بأحد النزل بالعاصمة بحضور ناطقها الرسمي حمّة الهمامي وجميع أعضاء المكاتب السياسية للأحزاب المنضوية تحت لوائها إضافة الى الناشطة في المجتمع المدني آمنة منيف. وجاءت الندوة بعد مرور أسبوع على جريمة اغتيال المناضل السياسي والحقوقي رئيس حزب الوطنيين الديمقراطيين لعرض موقف الجبهة من هذه الجريمة وكذلك من الأزمة التي تشهدها البلاد ومبادرة حمادي الجبالي لتشكيل حكومة كفاءات وطنية. الشعب قال كلمته وقال حمّة الهمامي الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية إن الشعب التونسي قال كلمته بكل وضوح وصوت عال في جريمة تصفية الفقيد شكري بلعيد الشنيعة والنكراء مضيفا أن جميع التونسيين أدانوا وغضبوا وسخطوا تنديدا بهذه الجريمة وخرجوا بالملايين في كل البلاد ومن الشمّال الى الجنوب في جنازة الشهيد، مشيرا في ذات الصدد أن الشعب بكل فئاته أبدى استعداده الكامل للتصدي الى مشروع العنف البشري في تونس وكل مخططات الإرهاب والظلام ومن يعقف وراءها أو يحرض عليها مشددا على أن تصدي الشعب للمشاريع العنيفة الارهابية حمل أيضا السخط والانتقاد والرفض لحكومة «الترويكا» على حد تعبيره. الحكومة مسؤولة سياسيا وأكد الهمامي أن الحكومة الحالية مسؤولة سياسيا على تفشي العنف الذي أدى الى اغتيال شكري بلعيد حيث لم تأخذ الإجراءات اللازمة لحمايته على حدّ تعبيره مشيرا الى ضرورة حل ما يسمى ب«رابطات حماية الثورة» واصفا إياها ب«رابطات حماية السلطة» مضيفا أن وزير الشؤون الدينية لم يعز ولم يترحم حتى على الفقيد بل كل ما فعله هو إدانة حضور النساء في الجنازة. اعتراف متأخر وعن مقترح رئيس الحكومة تشكيل حكومة تكنوقراط قال حمّة الهمامي إن على الجميع الآن وخاصة بعد جريمة اغتيال بلعيد الاقرار بوجود أزمة سياسية وأمنية واجتماعية واقتصادية شاملة مضيفا أن اعتراف حمادي الجبالي بهذه الأزمة الخانقة التي تمر بها البلاد جاء متأخرا. وقال الهمامي إن رسالة الجبالي تقول إننا فشلنا حكومة ومعارضة في حين أن المسؤول الأول عن الأزمة هو من يحكم لا من يعارض. وتساءل الهمامي «شكون شد ايدين الحكومة» كي لا تقوم بإصلاحات سياسية وأمنية واجتماعية واقتصادية أو كي لا تحسم في عديد الملفات الحارقة كملف العدالة الانتقالية والمحاسبة وملف الشهداء والجرحى وتفشي البطالة واستفحال ظاهرة التهميش والفقر وارتفاع الأسعار. «النهضة» استولت على دواليب الدولة وأكد الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية أن من أسباب الأزمة هو سعي حركة «النهضة» الى وضع يدها على جميع دواليب الدولة ومفاصلها الحيوية وأجهزتها لأجل تأييد أو تثبيت لحكمها من خلال التسميات والتعيينات الحزبية التي تصل الى حوالي ثلاثة آلاف تسمية نهضوية في الإدارات العمومية على حد قوله. مشيرا في نفس السياق الى تعطيل «النهضة» كتابة الدستور وتلغيمه بجملة من البنود والمرتكزات لإرساء «دكتاتورية» نهضوية جديدة على حد تعبيره. الحكومة تستقيل وبيّن الهمامي أنه من المنطقي وفي كل بلد تحترم فيه أبسط أبجديات الديمقراطية أن تستقيل الحكومة إذا فشلت أو عجزت عن إدارتها للشأن العام لا تشكيل حكومة جديدة على حد قوله. مؤتمر وطني للانقاذ وبيّن الهمامي أن حكومة الجبالي الجديدة قرار غير سليم شكلا ومضمونا لأنها لن تحلّ مشاكل البلاد بل قد تعمق الأزمة وقد تدفع بالبلاد نحو المجهول لأنه لابد من تشخيص الأزمة ومعرفة أسبابها ومسبباتها ثم تأتي الحلول على حد قوله لا العكس. وتساءل الهمامي هل أن الحكومة الجديدة ستنهي مسلسل العنف بالبلاد؟ وهل ستحل «رابطات حماية الثورة» وهل ستفتح تحقيق جدّي ومستقل في جريمة اغتيال شكري بلعيد وكشف قتلته ومن يقف وراءهم؟ وهل ستنهي دعوات التحريض التي نسمعها يوميا في بعض المساجد؟؟ على حد قوله. وأكد الهمامي أن الحلّ هو مؤتمر وطني للانقاذ تشارك فيه جميع القوى السياسية والمدنية والديمقراطية والتقدمية وتناقش الوضع العام من حيث الأسباب والمسؤوليات والبرامج وسبل تجاوز الأزمة وفق أجندا واضحة لما تبقى من المرحلة الانتقالية بتحديد روزنامة معينة لكل الملفات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وتحديد موعد نهائي للانتخابات المقبلة وغيرها من الرهانات على حدّ قوله. وأكد الهمامي أن مقترح الجبالي ليس جديدا بل هو تبن لمطالب سبق وأن نادت بها أحزاب المعارضة منذ أشهر. نحن مع حكومة كفاءات ولكن... وشدّد الهمامي أن الجبهة الشعبية مع مقترح الجبالي ولكن بشروط محددة وكذلك ببرنامج محدد يكون في إطار المؤتمر الوطني للإنقاذ وبالحوار مع جميع الأطراف من أجل الخروج من عنق الزجاجة على حد قوله، مؤكدا أنه لابد من الوعي بحساسية اللحظة الحاسمة والفارقة التي تعيشها البلاد بعد اغتيال شكري بلعيد وإلا فعلى الدنيا السلام على حد قوله. لا مساومة في كشف قتلة بلعيد وشدّد الهمامي أن مسألة كشف قتلة شكري بلعيد لا تخضع للمساومة مشيرا الى أن كشف الحقيقة مهم جدا لا لعائلة شكري والعائلة السياسية فقط بل لكل التونسيين مضيفا أن أي تلاعب أو تباطؤ في كشف المسؤولين عن جريمة الاغتيال الشنيعة ستكون له نتائج وخيمة على البلاد مؤكدا على ضرورة استقلال القضاء في تناول هذه العملية. التحالف مع «نداء تونس» غير ممكن وقال حمة الهمامي إن عديد القوى السياسية والمدنية والجمعياتية التحقت بالجبهة الشعبية على إثر اغتيال الشهيد شكري بلعيد مستبعدا في نفس السياق التحالف مع حركة «نداء تونس» بقوله: «يبطى شوية».