سجن سنية الدهماني .. يتواصل    رقم مفزع/ من 27 جنسية: هذا عدد الأفارقة المتواجدين في تونس..    تونس تفوز بالمرتبة الأولى في المسابقة الاسكندنافية الدولية لزيت الزيتون    رئيس الحكومة في زيارة ميدانية للشمال الغربي للبلاد التونسية    مع الشروق .. إدانة... بنصف الحقيقة    الجم: أثناء تأدية عمله: وفاة عون «ستاغ» بصعقة كهربائية    قيس سعيّد يترأس جلسة عمل حول مشروع تنقيح هذا الفصل..    تنبيه/ تحويل ظرفي لحركة المرور ليلا لمدة أسبوع بهذه الطريق..    هل فينا من يجزم بكيف سيكون الغد ...؟؟... عبد الكريم قطاطة    فقدان 23 تونسيا في'حَرْقة': ايقاف 5 متهمين من بينهم والدة المنظّم واحد المفقودين    التضامن.. الإحتفاظ ب3 اشخاص وحجز كمية من المواد المخدرة    الليلة: سحب عابرة ورياح قوية والحرارة تتراوح بين 16 و26 درجة    عاجل: وسائل إعلام رسمية: انتخابات الرئاسة في إيران ستجرى في 28 جوان    تنظيم أيام كندا للتوظيف بتونس يومي 19 و20 جوان المقبل    مدير عام ديوان تربية الماشية: النحل يساهم في ثلث غذاء الإنسان    والي بن عروس: فخور ب"دخلة" جماهير الترجي وأحييهم ب"عاطفة جيّاشة"    التوقعات الجوية لهذه الليلة    نابل: وفاة شاب واصابة 10 أشخاص في حادث خطير    أغنية لفريد الأطرش تضع نانسي عجرم في مأزق !    عروض ثريّة للإبداعات التلمذيّة.. وتكريم لنُجوم الدراما التلفزيّة    وزيرة التجهيز تؤكد على جهود تونس في تحقيق التنمية بالجهات وتطوير الحركة الجوية بالمطارات الداخلية    الافريقي يرفض تغيير موعد الدربي    بودربالة يوجه الى نظيره الايراني برقية تعزية في وفاة إبراهيم رئيسي    وزارة التربية: هذه هي الانشطة المسموح بها بالمؤسسات التربوية خارج أوقات التدريس    إضراب عن العمل بإقليم شركة فسفاط قفصة بالمظيلة    الهلال الأحمر الإيراني يكشف تفاصيل جديدة حول تحطّم المروحية الرئاسية    أبطال إفريقيا: الكشف عن مدة غياب "علي معلول" عن الملاعب    وزيرة السعادة تحافظ على مركزها ال9 في التصنيف العالمي    تقرير يتّهم بريطانيا بالتستر عن فضيحة دم ملوّث أودت بنحو 3000 شخص    تزامنا مع عيد الاضحى : منظمة ارشاد المستهلك توجه دعوة لقيس سعيد    سيدي بوزيد: تواصل فعاليات الدورة 15 لمعرض التسوق بمشاركة حوالي 50 عارضا    نحو الترفيع في حجم التمويلات الموجهة لإجراء البحوث السريرية    الشاعر مبروك السياري والكاتبة الشابة سناء عبد الله يتألقان في مسابقة الدكتور عبد الرحمان العبد الله المشيقح الأدبية    فظيع: غرق شخص ببحيرة جبلية بجهة حمام بورقيبة..    تونس : أنواع و أسعار تقويم الأسنان    النادي الإفريقي: اليوم عودة التمارين إلى الحديقة .. ومعز حسن يغيب عن الدربي    اشادات دولية.. القسّام تتفاعل وإعلام الكيان مصدوم...«دخلة» الترجي حديث العالم    هام/ هذه نسبة امتلاء السدود..    الأولمبي الباجي أمل جربة ( 2 1) باجة تعبر بعناء    موعد تشييع جثمان الرئيس الإيراني    انطلقت أشغاله الميدانيّة: التعداد السكاني دعامة للتنمية الاقتصادية    تونس تقدم التعازي في وفاة الرئيس الايراني    دول إفريقية مستعدّة لتنظيم عودة منظوريها طوعيا من تونس    بينهم زعيم عربي.. زعماء دول قتلوا بحوادث تحطم طائرات    هذه أول دولة تعلن الحداد لمدة 3 أيام على وفاة الرئيس الايراني..#خبر_عاجل    عاجل/ وفاة رئيس ايران تنبأت به الفلكية ليلى عبد اللطيف قبل شهرين..وهذا ما قالته..!!    استدعاء ثلاثة لاعبين لتشكيلة البرازيل في كوبا أمريكا واستبدال إيدرسون المصاب    تحذير من موجة كورونا صيفية...ما القصة ؟    القصرين : الوحدات العسكرية تشارك أبناء الجهة احتفالاتها بالذكرى ال68 لإنبعاث الجيش الوطني التونسي    نهائي "الكاف": حمزة المثلوثي رجل مباراة الزمالك ونهضة بركان    المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بسيدي بوزيد تستعد للموسم الثقافي والصيفي 2024    4 تتويجات تونسية ضمن جوائز النقاد للأفلام العربية 2024    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    دار الثقافة بمعتمدية الرقاب تحتفي بشهرث الثراث    نحو 20 % من المصابين بارتفاع ضغط الدم يمكن علاجهم دون أدوية    ملف الأسبوع...المثقفون في الإسلام.. عفوا يا حضرة المثقف... !    منبر الجمعة .. المفسدون في الانترنات؟    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«محمد البوصيري بوعبدلّي» (رئيس الحزب الجمهوري المغاربي) ل«التونسية»:قلت للغنوشي: «زوز أو 3 من الناس ما ينجمّوش يحكموا البلاد»
نشر في التونسية يوم 14 - 02 - 2013

التعليم مفتاح نجاح أي بلد ... ولا تعليم في غياب هيبة رجل التعليم
«مانيش متاع ««النهضة»» ولكن ما كلّ ما يعرف يقال»...
أملك إمبراطورية تعليم خاص وأدافع عن مجانية التعليم العمومي...
لي ثقة في كمال مرجان..و «سي الباجي» صديق قديم
وزير التربية رجل طيب...جاء في مناخ صعب
ما يحدث في مالي يهدد أمننا القومي
هو صاحب أكبر إمبراطورية تعليم خاصّ في تونس وربّما أشهرها، ولكنه مع ذلك من أشد المدافعين عن مجانية التعليم العمومي، يحسبه كثيرون من «بلدية» الحاضرة تونس، ولكنه ينتمي لأب أصيل قبلّي وأم أصيلة الكاف وولد في غار الدماء في عائلة متواضعة في السنوات الأخيرة للإستعمار الفرنسي لبلادنا.
لا يخفي بوعبدلي حمله للجنسية الفرنسية، ولكنه يخرج عن هدوئه المعتاد ليؤكد لمخاطبه أنه تونسي قبل كل شيء وأن ولاءه لتونس. متزوج من السيدة مادلين بيتو (فرنسية الجنسية تونسية القلب كما يصفها هو ) منذ سنة 1964، أب لولدين مهدي وكريم .
مثل سائر أبناء جيله، إنتمى البوصيري بوعبدلي إلى «الحزب الحرّ الدستوري» و تولّى مسؤوليّة الكاتب العامّ للخليّة الدستوريّة فرحات حشّاد بباريس (الدائرة الثامنة)
وفي سنة 1973 غادر الحزب الدستوري ليلتحق بمؤسسي حركة الديمقراطيين الإشتراكيين التي أسسها أحمد المستيري وترأسها حتى سنة 1989. غادر بوعبدلي الحركة بعد انسحاب المستيري، وتفرّغ للعمل في القطاع التربوي الذي بدأه منذ 1973 .
كان الرجل ينعم بحياة هنيئة يحسدها عليها الكثيرون ويبدو أن «الطرابلسية» كانوا في مقدمة الحاسدين، فبدأت رحلة متاعب بوعبدلي حتى خرج عن صمته في كتاب نشره بفرنسا بعنوان « يوم أدركت أنّ تونس لم تعد بلدا للحرّيّة»، ولم تنته المضايقات المسلطة على الرجل إلاّ بعد سقوط بن علي ...
دخل محمد البوصيري بوعبدلي غمار السياسة بتأسيسه «الحزب الليبرالي المغاربي» الذي أصبح لاحقا الحزب الجمهوري المغاربي ...
عن الحزب والشأن العام تحدث محمد البوصيري بوعبدلي في حوار حضر جانبا منه الشاعر محمد أحمد القابسي الناطق الرسمي بإسم الحزب «الجمهوري المغاربي»...
ما هي التداعيات الممكنة لاغتيال شكري بلعيد؟
ما حدث سابقة لا عهد لنا بها في تونس، «الدنيا تسيّبت» مع الأسف، «وربّي يستر البلاد»
ماذا تعني ب «ربي يستر البلاد»؟
علينا أن نواجه الحقيقة الآن بعيدا عن الديبلوماسية، تونس مهددة بحرب أهلية خاصة إذا لم يتم إلقاء القبض على قتلة الشهيد شكري بلعيد والتعرف على من يقف وراء العملية ، ما نخشاه هو أن تتهالك مؤسسات الدولة
هل بتّ تخشى اليوم على سلامتك الجسدية؟
«مانيش أعز من أي تونسي» ، سلامتي من سلامة التونسيين والحفاظ على أمنهم ، هذا هو الأهم، علينا الحفاظ على مؤسسات الدولة وعلى أمن المواطن.
كيف كانت علاقتك بالشهيد شكري بلعيد؟
كانت علاقتنا ودية خاصة حين كنا معا في الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة.
ما موقفكم من إعلان حمادي الجبالي تكوين حكومة كفاءات؟
نحن نقدر شجاعة السيد حمادي الجبالي ونؤيده في خيار تكوين حكومة كفاءات ونعتبر أنها خطوة تمهد لحلحلة الأوضاع والمضي قدما في مسار الانتقال الديمقراطي.
ولكن «النهضة» رفضت مقترح أمينها العام؟
أقولها بصراحة، إن «النهضة» ستضيع فرصة من ذهب على البلاد وعلى نفسها بموقفها هذا، والخوف كل الخوف أن تتعمق الأزمة وتتطور نحو الأسوأ، ونحن فعلا متخوفون مما قد يحدث لأن البعض ينسى أننا لسنا وحدنا في المنطقة
هل تخشى التدخل الأجنبي؟
ذلك هو الخوف الحقيقي، فجيراننا لن يسمحوا بأن تصبح تونس دولة فاشلة لأن أمنهم من أمننا
حتى فرنسا تدخلت في الشأن التونسي؟
علينا أن نفرق بين الإهتمام بالشأن التونسي والتدخل فيه، فرنسا هي شريكنا الاقتصادي الأول، ولا يمكن أن نسقط كسياسيين في فخ الشعبوية والانفعال... علينا ان نكون واقعيين وصرحاء مع أنفسنا ومع الشعب التونسي
«ديقاج فرنسا» رفعها أنصار «النهضة» يوم السبت الماضي في شارع بورقيبة؟
أنصار «النهضة» أرادوا أن يقولوا «نحن هنا» والشعارات ضد فرنسا مجرد تعلة واهية، كان الهدف الحقيقي استعراض القوة، كان عليهم أن يتذكروا ان تونس حزينة وأنه عليهم أن يشاركوننا الحزن ، لم يكن الوقت مناسبا لإستعراض القوة والتلويح بالمليونيات في الشارع ...
هل كنتم معنيين بمشاورات التعديل الحكومي؟
طبعا نحن معنيون بالتعديل الحكومي وفق قراءتنا للوضع الحالي، ولكننا لم نتفاوض مع أي طرف في هذه المرحلة لأن المسألة بالنسبة إلينا لا تتعلق بالكراسي وتوزيعها على هذا الحزب أو ذاك والحكومة تعرف أننا لسنا من هذه الفئة كما أننا نعتقد أن إسناد وزارة لوزير مهما كانت كفاءته لمدة أشهر لن يغير شيئا، نحن مثلا لنا خطة في مجال التربية والتعليم بمختلف فئاته تمتد على خمس سنوات.
طرح إسمك بديلا لوزير التعليم العالي منصف بن سالم؟
بنبرة يشتم منها رائحة التهرب من الرد المباشر- في تقديري لا جدوى من تعيين مسؤول لا يترك أثرا بعد مغادرته المنصب.
الناس ينادون بالتداول على المناصب وانت تنظر لديمومة الوزراء؟
حين يتعلق الأمر بتنفيذ مشروع إصلاحي حقيقي فلا بد من الوقت الضروري ، ما الجدوى من وزير يغادر الوزارة بعد عام أو عامين وخاصة في مجال مثل التعليم».
كل الوزراء الذين مروا بالتربية او بالتعليم العالي قالوا إن لديهم مشاريع؟
ومن منهم إستمر؟ «ما قعد حد» سواء من كان له مشروع أو من لم يكن له غير الولاء لسيده الإستثناء الوحيد كان مع المرحوم محمد الشرفي، «كل وزير يجرب ويمشي على روحو «، أنا كشخص لا يعنيني ان اكون وزيرا للديكور او للوجاهة
هل تراه أمرا عاديا أن يكون خطاب «الحزب الجمهوري المغاربي» مركزا على التعليم دون غيره ؟ هل هذا بتأثير من تجربتك الخاصة في القطاع؟
لا أعتقد أن خطابنا مقتصر على التعليم، ولكن ما ينقصنا في تونس هو غياب الثقافة السياسية وعلينا أن نملك الجرأة لمصارحة أنفسنا، أنا موجود على رأس الحزب ولكني سأغادره نهائيا بعد مدة محددة بخمس سنوات «لازم الواحد يفهم قدرو»
هل سيرثك إبنك العضو في المكتب السياسي؟
لا أظن ذلك، التوريث ليس من خصالنا.
حتى الباجي قائد السبسي جاء بإبنه في المكتب السياسي ل«نداء تونس»؟
أنا سبقت سي الباجي في التعويل على إبني الذي ترشح في إنتخابات الحزب ونجح أي أني لست أنا من نصّبه.
هل تراه امرا عاديا ان يقتحم المرء مجال السياسة في السبعين من عمره كما حدث معك؟
في السبعين تنضج تجربة الفرد ويمكنه أن يفيد.
ما يراه الشاب واقفا لا يراه الشيخ قاعدا؟
أنا معك ولذلك حزبنا ليس ناديا للشيوخ، نحن نحاول تهيئة شبابنا للمستقبل، هذه عقيدتي «مع الأسف كل واحد يخمم على نفسو في الساحة السياسية».
لماذا بقيتم منعزلين عن حركة التحالفات الحزبية والإندماجات؟
نحن لن نظل منعزلين هذا أكيد ، ولكن علينا ألا نتسرع
تنتظرون إتضاح الصورة للمراهنة على الجواد الرابح؟
الجواد الرابح هو الذي يفكر في مصلحة تونس ويعمل من أجلها
لماذا لم تلتحق بالأحزاب الدستورية خاصة وأنك دستوري قديم؟
نعم كنت في الحزب الحر الدستوري ولا أخجل من ذلك ولكن قيم الحزب الذي إنخرطت فيه ليست هي ذاتها قيم الحزب الذي ورث حزب بورقيبة ، هذا هو الفرق الذي يغفل عنه كثيرون.
ما علاقتك ب «حزب المبادرة» لكمال مرجان؟
سي كمال «عندي فيه ثقة» رغم أنه عمل مع بن علي ونحن ضد الإقصاء الجماعي ، ولكن في الوقت الحاضر «نستناو حتى تنظيم الإنتخابات القادمة» التي تظل لغزا فلا احد يعرف على وجه الدقة تاريخ تنظيمها لا من الحكومة ولا من المعارضة.
والباجي قائد السبسي؟
صداقتنا قديمة، منذ أربعين عاما، وحين غادرت تونس لنشر كتابي ضد بن علي سلمته نسخة من الكتاب وقلت له إن سجنني بن علي فستكون محاميّ.
هل من الوارد التحالف مع «نداء تونس»؟
نحن نعطي الأولوية لتركيز هياكلنا الجهوية قبل التفكير في التحالف أو الإندماج مع أي طرف كان، حاليا نحن موجودون في الكاف وجندوبة وباجة وبنزرت ونابل وصفاقس ...
هل تعتقد أن أطروحات «الحزب الجمهوري المغاربي» قادرة على إقناع المواطن التونسي؟
نحن أقرب من كثير من الأحزاب إلى المواطن التونسي لأننا أبناء الشعب «ما جيناش من فوق أو هبطنا من الطيارة».
أنت تملك إمبراطورية تعليم خاص وتقول لي إنك إبن الشعب؟
وهل لأن الله بارك عملي أتنكر لأصلي؟ لقد نشأت في عائلة بسيطة ومتواضعة في غار الدماء «الله يرزق من يشاء دون حساب» المهم الإيمان بالعمل» لا خطفنا لا سرقنا لا عطاونا حاجة بلاش، أنا من عائلة ساعات تبات بلاش ولا نأكل اللحم سوى مرة في الأسبوع،» والدي كان يشتغل خياطا ولكنه تمسك بتعليمي رغم الظروف الصعبة، هناك أيضا البخت ويبدو أن لي نصيبا منه.
ما تعليقك على التأجيل المتتالي للتعديل الوزاري؟
انا اعرف سي حمادي الجبالي كما ان علاقتي طيبة براشد الغنوشي
يقول البعض إنك تهادن حركة «النهضة»؟
لا ليس صحيحا، مواقفنا ليست صدامية وربما طبعي يجعلني بعيدا عن التوتر، لا بد من الإعتراف بأن حمادي الجبالي لا يملك كل الصلاحيات ومن غير المعقول ألا يختار رئيس الحكومة الفريق الذي يعمل معه
من يحكم تونس حاليا؟
«النهضة»
من في «النهضة»؟
أنا إلتقيت راشد الغنموشي وقلت له «زوز من الناس أو ثلاثة ما ينجموش يحكموا البلاد» .
متى كان لقاؤكما؟
في 4سبتمبر 2012 وتحدثنا عن كل شيء ، عن إزدواجية الخطاب وحرية الإعلام وغلاء الأسعار وخارطة طريق مستقبلية لتأمين المرحلة الانتقالية
هل صحيح انك تحمل الجنسية الفرنسية فضلا عن التونسية؟
صحيح.
ألا ينقص ذلك من وطنيتك؟
وحاملو الجنسية الواحدة هل هم دائما مخلصون لأوطانهم؟ أنا عائلتي عائلة وطنية ورضعت حب بلادي منذ الصغر ولولا حبي لوطني لما أسست هذا الحزب، هدفنا أن نساهم في تكريس حياة سياسية تعددية « نحب نموت وضميري مرتاح، نقول ساهمت في تطوير بلادي وترسيخ الديمقراطية وإعطاء الفرصة للشباب لقيادة البلاد».
يراكم البعض ناديا للمترفين فحتى مقر حزبكم في مكان راق؟
«باش يحسدونا حتى على مقر الحزب»؟ مقر الحزب أردناه في مكان قريب من الناس- قبالة ساحة جان دارك غير بعيد عن الإذاعة التونسية في إتجاه حديقة البلفدير- وتتوفر فيه شروط العمل، في رأيك أين ينبغي أن يكون مقر الحزب؟ ولعلمك فمقر الحزب من مالي الخاص ولم نطلب فلسا من أي كان لأننا لا ندين سوى لشعبنا.
هل ترى «الحزب الجمهوري المغاربي» شريكا في الحكم؟
علاش لا؟ القرار يبقى للناخب التونسي فهو الذي سيختار من سيحكمه وسيحدد المعارضة أيضا وإذا إختارنا الشعب فنحن لنا من الكفاءات المؤهلة للمساهمة في تنمية تونس من كل المواقع.
هل مازلت متمسكا برأيك في أن النظام الأصلح لتونس هو البرلماني المختلط؟
نعم، لا بد من التوازن بين رئيس الدولة الذي لديه صلاحية حل البرلمان ، ومجلس النواب بإعتباره منتخبا هو أيضا من الشعب.
هل وجه لكم الرئيس المرزوقي دعوة للحوار كسائر الأحزاب؟
لا ، لم نتلق أية دعوة من الرئاسة لا للحوار ولا لغيره منذ فترة.
كيف هي علاقتك بالمرزوقي؟
يفكر قليلا ... علاقة عادية ما يقلقنيش، اعرفه منذ كان حقوقيا ولكن لا علاقة مباشرة بيننا.
كيف تطالب بمجانية التعليم وأنت تملك إمبراطورية تعليم خاص؟
أنا إبن الشعب، تعلمت في المدارس العمومية ولذلك أدافع عن مجانية التعليم العمومي الشيء ذاته في الصحة، لابد للدولة أن تحافظ على القطاعات الإستراتيجية.
بعض وزراء التربية يدرّسون أبناءهم في المدارس الخاصة؟ لماذا يهرب المواطن من القطاع العام؟
بن علي حين كان رئيسا كان يدرس بناته عندي، المشكل هو غياب برنامج بالمعايير الدولية ، كما يجب تغيير عقلية المعلم للقطع مع الرأي الواحد والتدريب على الحوار مع التلميذ، كما يتعين مراجعة موضوع التجهيزات في المدارس الإبتدائية ، لقد أخذنا زمن بن علي على عاتقنا مدرستين في جهة طبربة وعين غلال، من بينهما مدرسة لا يوجد فيها لا ماء ولا كهرباء ولا طاولات في وقت كان فيه الخطاب الرسمي يتحدث عن تعميم الأنترنت ... يتحدثون عن الأنترنت ودورة مياه التلاميذ بلا ماء فكيف تريدون من التعليم أن يكون في المستوى؟
من يتحمل المسؤولية؟
الدولة بطبيعة الحال، لا يمكن للدولة أن تتخلى عن واجباتها نحو مواطنيها، هل يعقل أن يتناول التلميذ خبزا وهريسة وتطلب منه التركيز؟ التعليم هم مفتاح نجاح أي بلد، وتعليم مترد نتيجته الحتمية بلد في حالة تردّ وإنحطاط
السنة الماضية حدث تسرب في إمتحانات الباكالوريا؟
هذه حادثة لا ينبغي أن تحدث حتى من باب الفرضيات.
حتى وزير التربية بكى تأثرا في المجلس التأسيسي؟
وما نفع بكائه؟ وزير التربية رجل طيب ومثقف ولكنه جاء في مناخ صعب، هل تعرف أن وزارة التربية فيها تسع نقابات، وزير التربية لابد أن يكون رجلا قويا وقادرا على المواجهة أنظر الكتب المدرسية وقارنها بالكتب المدرسية في أوروبا «الكتب التونسية تقطع الشهية».
صدقني نحن نتلقى طلبات توظيف من خريجي جامعات ولو تطلع على تلك المراسلات ستفجع من مستوى الكتابة، إنها ظاهرة خطيرة فضلا عن مصيبة الدروس الخصوصية فحتى التلميذ الجيد أصبح مضطرا لأخذ هذه الدروس.
الناس يأكلون الخبز في ظل جرايات ضعيفة؟
هذا مصير تونس، حتى لو رضيت وزارة التربية بالخراب فمن واجبنا ان ننبه إلى الخطر، هل فهمت لماذا تتسرب إمتحانات الباكالوريا وغير الباكالوريا؟ في غياب الحزم والعدل تسود الفوضى ويصبح كل شيء ممكنا ومبررا ، في البلدان المتقدمة وأعطيك مثالا في الدول الإسكندنافية لا يمكن للمرء أن يصبح معلما إلا حين يكون متميزا في الباكالوريا.
المعلّم عندنا يتدافع هو وتلاميذه لامتطاء الحافلة التي تأتي متأخرة؟
في الدول الإسكندنافية يدوم تكوين المعلم خمس سنوات، و لايتجاوز عدد التلاميذ 15 في الفصل وجراية المعلم مجزية، ولذلك يقدم المعلم عندهم الساعات الإضافية مجانا، لذلك ترى أن تعليمهم في المقدمة دوليا ، اما عندنا فلا بد من إعادة الإعتبار للمعلمين «تعطيه هيبته المعلم، ماعادش تعليم دون هيبة رجل التعليم».
يبدو أنكم الحزب الوحيد في المنطقة الذي يرفع شعار المغرب العربي؟
أنا من جيل أدرك أن مصيرنا واحد، أنظر الى دول الإتحاد الأوروبي ماذا فعلت رغم كل ما يفرقها ورغم جراح الماضي وآلامه، ما الذي يحول دون وحدتنا كما هو معمول به في أوروبا؟
هذه مشكلة مزمنة فهل ستغيرها أنت وحزبك؟
لابد أن تكون هناك بداية، نحن نؤمن بأن الخيار المغاربي قادر على تحسين ظروف عيش المواطن في تونس وفي سائر بلدان المغرب العربي، المسألة ليست ترفا سياسيا أو مضيعة للوقت، نحن قوة بشرية وإقتصادية لو إجتمعنا، فمابالك لو توحّدنا.
المرزوقي فشل في تنظيم القمة المغاربية في أكتوبر الماضي؟
لا بد ان تكون هناك مصداقية لتقنع الآخرين، المرزوقي رئيس مؤقت ، كما حدثت خطوات إرتجالية مثل السماح بدخول الموطنين المغاربيين دون جواز سفر دون أي تنسيق مسبق مع الجزائر التي رفضت المقترح وقد تحدثت مع مسؤول جزائري في الغرض.
هل لديكم علاقات بالأحزاب المغاربية؟
لدينا بداية إتصالات بأحزاب مغربية.
ما موقفكم من الحرب في مالي؟
كنّا أول حزب أعلن موقفه. فقد أصدرنا بيانا دعونا فيه إلى إجتماع قادة دول المغرب العربي للتباحث حول نقطة واحدة هي امن المنطقة لأن ما يحدث في مالي يهدد أمننا القومي، ها انتم تسمعون بالمقاتلين التوانسة في هذه الجبهة وتلك وحرق الزوايا وتهريب السلاح والحديث عن الخلايا النائمة ... على التونسيين ان يدركوا أن أمنهم مهدد وعليهم القيام بواجبات المواطنة لحماية أنفسهم وبلدهم، تونس في خطر.
هناك من يتهم «النهضة» بالتواطؤ مع الحركات المتشددة؟
صحيح
شنوة الصحيح؟ الإتهام أو فحواه؟
يتنهد ... «النهضة» مرنة مع هذه التيارات، برشة ناس يتهمونني بأني «متاع النهضة»، ما يغيب عنهم أني لا أريد أن أشعل النار وأسكب الزيت على النار، هناك ما يقال علنا وهناك ما يقال بشكل مباشر لمن هم في السلطة للمساعدة على تجاوز العقبات.
ما موقفكم من ركود العلاقات التونسية الليبية؟
موقفنا مبدئي وواضح، لا بد من فتح معبر راس جدير بشكل مستمر ولكن نحن نعي أن الوضع في ليبيا غير مستقر أكثر منّا ولكن علينا أن نبحث عن حلول أخرى لتنمية المناطق الحدودية بالتعاون مع ليبيا والجزائر. هل تعلم انه تم إغلاق خمسة مصانع جزائرية في جندوبة؟ علينا أن نختصر المرحلة الإنتقالية وتوطيد علاقات الثقة بين مسؤولي بلدان المغرب العربي بعيدا عن الشعارات والخطب الرنانة، أهم شيء المصداقية والثقة المتبادلة
لا بد للمسؤول السياسي ان يستشرف المستقبل، ولا يمكن الحديث عن مصيرنا منفردين، قدرنا أن نكون ضمن قطب مغاربي قوي في زمن التكتلات الكبرى، لن يكون لنا أي وزن منفصلين مشتتين ، ولا بد من العمل على إعادة ثقة الحكومات الأجنبية في السلطة القائمة حتى نتمكن من تجاوز الصعوبات الحالية، « ماعادش عندهم ثقة فينا»
هل يعني ذلك أن هذه الحكومات فقدت ثقتها في الحكومة الحالية؟
نعم، وما أقوله ليس إستنتاجا فرديا بل يستند إلى معلومات مؤكدة من مصادرها ، ما يحدث في تونس من تجاوز للقانون بعث برسائل سلبية للعالم.
لماذا غادرت حزب بورقيبة؟
انا درست في فرنسا «عشت في بلاد ديمقراطية» ، كنت ناشطا في الخلية الدستورية كما نشطت في ودادية التونسيين بالخارج وإلتقيت بورقيبة مرتين او ثلاثة بإعتباري أمين مال الودادية، مع الأسف رأيت أشياء لا تنسجم مع قناعاتي فغادرت الحزب بعد مؤتمر المنستير 1974 ، ثم كنت من مؤسسي حركة الديمقراطيين الإشتراكيين التي غادرتها بعد إنسحاب أحمد المستيري، كانت مواقفي تنادي بالمشاركة الإيجابية في الإنتخابات وكان هناك شق في الحركة لا تسمع منهم سوى كلمة «لا»، كما أني لم أقبل كيف يهتف البعض بالدم بالروح نفديك يا مستيري «كنت نعرف موش صحيح «، بعد إنسحابي من الحركة، إلتحق بنا مصطفى بن جعفر وعمر بن محمود-شغل لاحقا خطة والي تونس في عهد بن علي وكاتب دولة لصندوق 26-26
كيف هي علاقتك بمصطفى بن جعفر؟
نتبادل التحية حين نلتقي
لو يعرض عليك منصب وزاري في التعديل المرتقب؟
ما نقبلوش
لو يوجه العرض إلى الحزب؟
المكتب السياسي هو الذي يقرر آنذاك ، موقفي الشخصي هو الرفض، إنت شنوة رأيك؟ أنا شخصيا ما نقبلش؟
هل ستنتظم الإنتخابات؟
عندي أمل في ذلك.
هل تدار السياسة بالأمل؟
وما معنى السياسة دون الإيمان بغد أفضل؟ ذلك هو الأمل
إخترتم الشاعر محمد أحمد القابسي ناطقا رسميا بإسم الحزب فهل يصلح الشعراء لممارسة السياسة؟
يصلحون لممارسة السياسة خاصة إذا تعلق الأمر بشاعر له مواقف سياسية مثل محمد أحمد القابسي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.