تنظم الجمعية التونسية للعلوم الشرعية فرع صفاقس لقاء فكريا تحت عنوان ' الاسلام والسياسة ' وذلك يوم الاحد 24 فيفري 2013 بالمعهد العالي للدراسات اللتكنولوجية ISET طريق المهدية كلم 2 صفاقس وتتخلله مداخلتان الاولى للدكتور محمد المستيري بعنوان ' المرجعية الدينية للحكم الاسلامي وتحدي الدولة المدنية المعاصرة ' والثانية للدكتور سالم العيادي بعنوان ' مدخل اشكالي في الاسلام السياسي والسياسة الاسلامية ' وياتي تنظيم هذا اللقاء الفكري باعتبار ان اإشكالية علاقة الاسلام والسياسة تعد من اكثر الاشكاليات خلافية على الساحة الفكرية والسياسية والاجتماعية في الوقت الراهن وباعتبار ان المتغيرات التي حصلت منذ سنتين في الواقع العربي الاسلامي فتحت افقا جديدا امام التفكير لاعادة النظر في علاقة الاسلام بالشأن العام ولتصحيح الصورة ويرى الاستاذ زهير المدنيني هنا انه توجد 3 اطروحات على الاقل تتباين فيها وجهات النظر والمقاربات حول علاقة الاسلام بالشان المجتمعي العام وهي : 1 اطروحة مبنية على مسلمات الحداثة الغربية في صياغة الرؤية السياسية المعاصرة فهي تقيم فصلا تاما بين الدين الاسلامي والسياسة بمقتضى مبررات فكرية وبناء على رؤية لا ترى بديلا عن لائكية الدولة. ومن هنا ياتي دفاعها المستميت عن مكاسب الحداثة والتنوير 2 أطروحة مناقضة تماما للاطروحة الاولى مبنية على التسليم بالثوابت المرجعية الاسلامية وهذا ما جعلها تدافع عن دولة الخلافة بمقتضى مبررات نقلية وتاريخية وبناء على نموذج دولة المدينة كما أسسها الرسول صلّى الله عليه وسلّم وتواصلت مع الخلفاء الراشدين 3 اطروحة تروم تشكيل رؤية سياسية ذات اصول شرعية تحتكم الى مبادئ عامة وكلية في الشريعة الاسلامية لكنها تستجيب في الآن نفسه الى المقتضيات التاريخية والتحولات الاجتماعية والاقتصادية بطريقة تضمن ضربا من التوازن الصعب بين المبادئ الاسلامية العامة والواقع الاجتماعي والتاريخي الخصوصي للمجتمع العربي الاسلامي وتعتبر هذه الاطروحة ان من بين عوائق مشروعها ما يرتبط بعوامل حضارية راهنة اهمها ظاهرة العولمة وسيادة المنطق البرجماتي في العالم ومن هنا لا بد من اعادة صياغة المشروع السياسي الاسلامي على نحو يقبل بالرؤية الغربية طرفا مختلفا ومحاورا لها دون ان يتعارض ذلك مع مستلزمات الحفاظ على مصدرية الشريعة الاسلامية في تدبير الشان العام للمجتمع ويبقى السؤال : هل يمكن ان تكون تونس التربة التي تسمح بانبجاس صورة تنظيم سياسي متاصل في الهوية العربية الاسلامية ومفتوح على القيم الكلية للتقدم إنساني