في وضعية صعبة جدا وفي حالة من الغيبوبة والتنفس الاصطناعي يرقد عون الامن شاكر القصداوي الذي يبلغ من العمر 27 سنة بقسم العناية المركزة والانعاش الطبي بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس وذلك بعد تعرضه ليل الثلاثاء والاربعاء في سيدي بوزيد الى طلقة غادرة في الظهر من بندقية صيد بالرش الحقت اضرارا كبيرة باحدى رئتيه وسببت له نزيفا دمويا تمت السيطرة عليه لكن الامر الخطير هنا هو معاناته من نقص كبير في الاوكسيجين بخلايا الدماغ حين اصابته وهو ما ادخل الاضطراب الكبير على عمل هذه الخلايا. ومباشرة بعد الاصابة التي حصلت في حدود الساعة العاشرة ليلا تم نقل عون الأمن شاكر القصداوي على وجه السرعة الى المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس حيث وصله بعد منتصف الليل وكان يتنفس بشكل اصطناعي تؤمنه الاجهزة الطبية بسيارة الاسعاف وعلى وجه السرعة تم نقله الى قسم العناية المركزة والانعاش الطبي حيث خضع الى المتابعة الدقيقة وتمت السيطرة على النزيف مثلما تم التعامل بالادوية مع الاضرار التي لحقت احدى رئتيه وتتركز الجهود والمتابعة الدقيقة المنتظمة على مدار الساعة واليوم من اجل متابعة المضاعفات التي حصلت له جراء تأثير نقص الاوكسيجين حين اصابة رئته على خلايا الدماغ وقد خضع شاكر القصداوي صباح امس الاربعاء الى تخطيط دماغي وعلى ضوء ذلك تمت مضاعفة الادوية التي تعطى له من اجل السيطرة على الموقف. الطبيب غضون : نشتغل من أجل الحد من تأثير نقص الاوكسيجين على خلايا الدماغ «التونسية» التقت في المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس بالدكتور حاتم غضون وهو طبيب مساعد استشفائي جامعي بقسم الانعاش الطبي وهو يباشر ويتابع الحالة الصحية لعون الامن شاكر القصداوي الذي صرّح لنا بما يلي: لقد تعرض عون الامن الى اصابة من بندقية صيد بالرش على مستوى الظهر والمرجح ان الاصابة كانت من مسافة قصيرة لا تتجاوز 10 أمتار وقد خلفت له اضرارا على مستوى الرئتين وكانت الاضرار اكبر باحدى الرئتين وسببت له نزيفا دمويا ولكنها سببت له ايضا نقصا في الاوكسيجين على مستوى خلايا الدماغ التي لا تشتغل بشكل جيد الآن وقد تمكنا من السيطرة على النزيف الذي توقف تماما كما سيطرنا على اصابة الرئة وما بقي هو متابعة الاضطراب على مستوى عمل خلايا الدماغ التي تعرضت الى اضرار جراء نقص الاوكسيجين حينما أصيب وقد قمنا بتكثيف الادوية له وكل املنا ان نصل الى النتيجة المرجوة التي تمهد لعودة عمل الخلايا بالشكل الطبيعي ثم نزع آلات التنفس الاصطناعي ونحن نتابع الحالة ساعة بساعة ونتدخل طوال الوقت وان شاء الله «ربي يكون في عون شاكر» الذي سيبقى لبعض الايام تحت التنفس الاصطناعي. الوالي يزور عون الامن حينما كنا مساء امس بقسم الانعاش الطبي نواكب حالة عون الامن شاكر القصداوي حل بالمستشفى والي صفاقس فتحي الدربالي والى جانبه المعتمد الاول ومدير اقليم الامن بصفاقس وعدد اخر من المرافقين وقد قدم الوالي باقة ورد تم الاحتفاظ بها بجانب سرير عون الامن واستفسر الوالي فتحي الدربالي من الدكتور حاتم غضون عن وضعية القصداوي هذا ونشير الى ان عديد الاطارات الامنية وايضا اعوان الامن قاموا على فترات مختلفة بزيارة زميلهم المصاب وكانوا متأثرين لحالته خاصة وهو يرقد في الغيبوبة تحت التنفس الاصطناعي. هذه ملابسات الحادث والتجهيزات ضرورية للاعوان باستفسارنا لعدد من اعوان الامن عن ملابسات اصابة زميلهم شاكر القصداوي تمت افادتنا بأنه يتبع فرقة الامن العمومي بتونس العاصمة وأنه تحول قبل ايام قليلة الى سيدي بوزيد في اطار التعزيزات لمتابعة بعض المنحرفين والمارقين عن القانون واضافوا ان شاكر كان يؤدي مهامه في احد الاحياء فاذا به يتعرض الى طلق ناري من بندقية صيد بالرش اصابته على مستوى الظهر واشاروا إلى ان الاصابة لم تكن جراء مواجهات مع من يعرفون بالمنتمين للتيار السلفي وانما مع عصابات يتم تعقبها وتعقب نشاطها منذ عدة أيام. وفي حديثنا مع بعض أعوان الأمن أشاروا لنا ان المعاناة متواصلة بالنسبة لهم وانهم يدفعون ضريبة الدم جراء قيامهم بواجباتهم في حفظ الأمن وتعقب الجريمة ومشيرين الى انه من الضروري ان يتم الاسراع بتوفير وسائل العمل الضرورية والتجهيزات للأعوان حين أدائهم لمهامهم مشيرين الى ما تعرض إليه زميلهم بوحدات التدخل لطفي الزار الذي لقي حتفه اثر اصابته بحجارة على مستوى الصدر ولم تكن لديه تجهيزات السلامة من الدرع أو الخوذة او حتى الصدرية الواقية من الرصاص ويطالب اعوان الامن بان يتم تدارك النقص قريبا حتى لا تتضخم فاتورة الدم في صفوف اعوان الامن الذين اصبحوا يواجهون المخاطر الكبيرة والقاتلة بصدور عارية.