أظهرت الدراسة الإستدلالية (BREATHE) الأثر الفعلي لمرض الإنسداد الرئوي المزمن في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا حيث يصيب أكثر من 13 مليون شخص أقل من ثلثهم تمّ تشخيص المرض لديهم أو بدأوا العلاج اللازم أعلنت شركة جلاكسو سميث كلاين (GSK)، يوم 14 نوفمبر 2012، نتائج دراسة BREATHE الاستدلالية المرتكزة على السكان، والتي تعدّ أول دراسة إقليمية عن مرض الإنسداد الرئوي المزمن في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا. وتشير الدراسة إلى أن أكثر من 13 مليون نسمة في الشرق الأوسط وإفريقيا يعانون من هذا المرض الناجم عن التدخين. و يبدو هذا الرقم تحفظيًا نظرًا لأن مخاطر الإصابة الأخرى، مثل تدخين الشيشة أو التعرض لحرق الوقود الحيوي، لم تؤخذ بعين الاعتبار في حساب الأعداد. و بالمثل، فإن تقديرات تفشي المرض تبدو بمثابة قمة جبل الثلج العائم فقط، حيث أن نسبة الأفراد المعرّضين للإصابة بالمرض تفوق %30، وهم يمثلون حالات في "قائمة الانتظار" للمرض. وأظهرت دراسة BREATHE أن معدّل تفشي المرض في تونس يصل إلى %3.7 من جملة السكان البالغين من العمر 40 عامًا فما فوق. وإجمالي تفشي المرض في الإحدى عشرة دولة هو 3.6%، والذي يعادل تقريبًا نسبة تعداد السكان المصابين بالربو أو الفشل المزمن في عضلة القلب، وأعلى بعشر مرات من نسبة المصابين بالصرع في نفس الفئة العمرية. وإلى الآن، تظل المعلومات المتوفرة عن تفشي مرض الإنسداد الرئوي المزمن في الشرق الأوسط وأفريقيا محدودة، وحجم العبء المرضي الفعلي في هذه المنطقة ما زال مجهولاً إلى حد بعيد. ويرى كلّ من البروفيسور عليّ بن خذر والبروفيسور ماجد الباجي من اللجنة التوجيهية لدراسة BREATHE، أن الدراسة نجحت لأول مرة في قياس العبء الفعلي لمرض الإنسداد الرئوي المزمن من حيث تكلفته المجتمعية وتأثير المرض على المرضى وأسرهم في المنطقة. وبعد اليوم العالمي لمرض الإنسداد الرئوي المزمن، تعتبر هذه الدراسة الاستدلالية بمثابة دعوة لنا جميعًا للعمل على تحسين الوقاية والتشخيص والعلاج وأسلوب عيش المرضى الذين يتعايشون مع هذا المرض المزمن في تونس. و يُتوقع أن تزيد حالات العجز والوفيات بسبب الإنسداد الرئوي المزمن في الدول النامية خلال العقود القادمة، والسبب في هذا يرجع بالمقام الأول لتزايد معدلات التدخين، الذي يعد أحد أشهر مخاطر الإصابة بالمرض. وقد كشفت نتائج دراسة BREATHE أنّ التدخين ما زال يشكل أزمة صحية عامة ومتزايدة في المنطقة بمعدلات تصل إلى %30. وهناك عدد من النتائج الهامة المنبثقة عن دراسة BREATHE، والتي سيكون لها أثر عظيم في مواجهة مرض الإنسداد الرئوي المزمن في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا خلال السنوات القادمة. فقد أظهرت الدراسة أن نسبة الحالات التي تخضع للعلاج وفقًا للخطوط التوجيهية العلاجية الحالية (مثل توجيهات GOLD² ) تقلّ عن %10. كما أن العبء الصحي الاقتصادي لمواجهة هذا المرض يعتبر ضخما؛ إذ أظهرت الدراسة في الإحدى عشرة دولة التي أجريت فيها، أنّ مرض الإنسداد الرئوي المزمن تسبب في إجمالي 1000 استشارة طبية و 190 تردّدا على أقسام الإستعجالي والطوارئ و175 حالة إقامة بالمستشفى في كلّ ساعة. و أظهرت دراسة BREATHE أن العديد من المرضى على دراية ضعيفة بمرض الإنسداد الرئوي المزمن وكيفية مواجهته، ويُمكن تكثيف الجهود لرفع الوعي بالمرض. %30 من المرضى ليسوا متأكدين من السبب الكامن وراء إصابتهم، بينما أنكر %50 معرفتهم بأن التدخين سبب محتمل. وما يبعث على القلق أكثر هو أنّ %65 من هؤلاء المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم ما زالوا يدخّنون بصفة منتظمة. و صرّح الدكتور عبد القادر الحسناوي، المدير الطبي بشركة جلاكسو سميث كلاين قائلاً: "إنّ دراسة BREATHE تمثل ركيزة أساسية في خلق التزام طويل الأثر بتحسين الرعاية التنفسية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا. ونشرت هذه الدراسة في مجلة الطب التنفسي أواخر سنة 2012. ونأمل أنّ زيادة الوعي بنتائج دراسة BREATHE ستفيد مستقبلا في عملية التخطيط للصحة العمومية من خلال الساهرين على الخدمات الطبية، وبالتالي في تحسين طريقة عيش المرضى المصابين بهذا المرض المزمن العضال."