بعد غياب دام 15يوما عثر على جثة الهالكة وسط بئر عمقها حوالي 25 مترا وسط غابات زيتون وقد وجهت أصابع الاتهام الى شقيقتها باعتبارها آخر من شاهدت الهالكة واصطحبتها... وقد صدر مؤخرا تقرير الطب الشرعي الذي فند هذه التهمة... وللتذكير بتفاصيل هذه الجريمة كان لنا اتصال بوالدة الهالكة التي سردت تفاصيل الواقعة كما أدلت بها أثناء استنطاقها. حسب والدة الضحية فإن ابنتها كانت قبيل زواجها سليمة معافاة ولا تشكو من أي داء تعيش حياة عادية في ظل أسرتها لكن فجأة الم بها مرض نفسي غيّر مجرى حياتها وانعكس سلبا على تصرفاتها وعلى حياتها الزوجية. وقد قام زوجها وعائلتها بعرضها على العديد من الأطباء للعلاج فكانت تشهد تحسنا لفترات ثم تعود إلى حالتها السابقة. ورغم ذلك لم تيأس عائلتها من علاجها وقامت بعرضها على بعض المعالجين الروحانيين بعد أن ظنوا أنها قد تكون –تحت تأثير عوامل ما ورائية - لكن لا احد نجح في إشفائها. كان الجميع يتألم لما آل إليه حالها دون أن يملكوا الحل وأصبحت الهالكة ميّالة إلى الانزواء والعزلة نظراتها شاخصة وشاردة وفكرها مشوش... وقبيل الواقعة اختلفت مع زوجها وعادت إلى منزل أهلها الذين أكرموا وفادتها وكانوا يسعون بكل ما أوتوا من جهد للرفع من معنوياتها والتأكيد لها أنها ستتعافى وان الأمر ظرفي إلى ان حلت الكارثة التي لم تخطر على بال أحد والتي كان منطلقها زيارة احد الأولياء الصالحين بالمنطقة. خرجت ولم تعد في أحد الأيام من أواخر السنة الماضية ذهبت الهالكة رفقة شقيقتها التي أفادتنا أنها توجهت معها واصطحبتها بعد استشارة والدتها التي لم تر مانعا في ذلك لزيارة احد الأولياء الصالحين للتبرك به عله يخفف عن شقيقتها القليل من مرضها. وبعد أن أتمتا الزيارة قفلتا راجعتين إلى المنزل. وفي الطريق أعلمت الهالكة أختها أنها ستتوجه إلى قضاء أمر ما فعادت أختها وحدها إلى منزل والديها وبقي أفراد العائلة في انتظار عودتها لكنها تأخرت. حينها خرجوا للبحث عنها ولكنهم لم يعثروا إلاّ على نعلها. بحثوا طوال اليوم بأكمله دون جدوى وفي اليوم الموالي قاموا بإعلام الحرس الوطني باختفائها وانطلقت رحلة البحث لكن العائلة لن يهدأ بالها وظلت تبحث عنها وتسأل كل الأقارب علها تتحصل على إجابة شافية. كانت تمني نفسها بالعثور عليها لكن بصيص الأمل بدأ يتقلص تدريجيا مع طول اختفائها وتتالت الأيام والجميع يتلظى بفراقها إلى إن تم العثور عليها صدفة من قبل أحد الأشخاص وسط بئر كائنة بالمكان فأعلم الحرس الوطني وانطلقت التحريات شقيق الهالكة قال لنا أن الخبر أدخل حزنا كبيرا على العائلة وخاصة على والديه اللذين بكوا أخته بحرقة أما والدها فلم يتمكن لحالة الحزن التي كان عليها من التحدث الينا رغم مرور أشهر على وفاتها واقتصر فقط على القول بأنه لم يصدق أن ابنته رحلت وأنه لن يراها أبدا بعد أن تقدم أحد الأشخاص إلى مركز الأمن العمومي بالمنطقة واعلم عن اشتباهه في وجود جثة ببئر فتحولت دورية أمنية على عين المكان وتم تسليط اضواء كاشفة داخل البئر وتبين وجود جثة وسط البئر الكائنة بغابة زيتون –مهجورة فارغة من الماء عمقها حوالي 25 مترا على ملك إحدى الشركات الفلاحية فتم إعلام الحماية المدنية بالقيروان وانتشلت الجثة وتم التعرف على هويتها. ولم يتسن لممثل النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بالقيروان معاينتها نظرا لحالة التعفن التي كانت عليها فيما أذن بعرضها على الطب الشرعي. وعهد لفرقة الأبحاث العدلية للحرس الوطني بالقيروان بالبحث في ملابسات الواقعة وقد وجهت أصابع الاتهام الى شقيقتها باعتبار أنها آخر من كان معها وقد ردت التهمة عنها على أساس أنها أكثر من كان يشفق على شقيقتها واقرب الناس إليها وأنها اصطحبتها الى الولي الصالح لإحساسها أن تستلهم بعض الراحة من بركات الولي الصالح مؤكدة أن أختها طلبت منها خلال عودتهما من زيارة الوليّ العودة إلى المنزل مؤكدة لها أنها متجهة لقضاء بعض الشؤون ثم تلتحق بها دون أن تتصور أن مجهولا ينتظر شقيقتها العليلة. وقد أيدت العائلة تصريحات المشتبه بها مؤكدة أن الهالكة كانت تعاني من اضطرابات نفسية وأنه من المرجح أن تكون قد انتابتها حالة إغماء أفقدتها توازنها فسقطت في البئر الذي لم يكن يبتعد كثيرا عن مقر الولي الصالح. وقد صدر مؤخرا تقرير الطب الشرعي الذي اكد تصريحات المتهمة وأكد غياب الشبهة الإجرامية التي حامت حول وفاة الهالكة.