(أسوان) جيهان لغماري أسوان مدينة السحر والحب والتاريخ والطبيعة الخلابة... توقعك في غرامها منذ الوهلة الأولى، فتعشق تفاصيلها ونيلها وجزرها وتاريخها... أما عن سكانها فلا تحدث.. هم رمز للبساطة والطيبة والفرح الدائم تراهم ضاحكين مبتسمين مهللين بأي زائر يفد عليهم غير عابئين بما فعلته ثورات الربيع بمورد رزقهم الرئيسي (السياحة). المدينة الرائعة، التي استقبلت الوفد الإعلامي العربي بكثير من الحب، هي البوابة الجنوبية لمصر حيث تعد مقصدا سياحيا مهما خصوصا في الشتاء لاعتدال الطقس واحتواءها على معالم سياحية ترحل بالزائر إلى عوالم خيالية وتاريخية مبهرة مثل جزيرة "فيلة"، معبد "أبو سنبل"، ومقابر النبلاء و جزيرة النباتات النادرة . وصلنا المدينة ذات صباح باكر بعد رحلة دامت حوالي الساعة انطلاقا من مطار القاهرة ، الطقس كان معتدلا ومنعشا، توجهنا مباشرة إلى نزل "بسمة"، بدا الفندق منذ الوهلة الأولى متواضعا وشبه مهجور من السياح.. غير أن حفاوة المسؤولين والعاملين بالفندق واستقبالهم الرائع أنستنا تفاصيل المكان. برنامج الرحلة كان ثريا وحرص مشرفوه (المركز العربي الإعلام السياحي بالقاهرة ) على زيارة الوفد الإعلامي لأغلب معالم أسوان السياحية على غرار السد العالي وعروض الصوت والضوء بمعابد فيلة، وجزيرة النباتات النادرة والجزر النيلية والمتحف النوبي، إلى جانب زيارة قرية غرب سهيل التي تعتبر مركزا سياحيا عالميا للسياحة البيئية والترفيهية، وكذلك خان أسوان السياحي. الهرم الرابع بدأت رحلتنا الاستكشافية مع الوفد الإعلامي العربي داخل مدينة أسوان بمنطقة السد العالي، هذا الانجاز التاريخي والمعجزة الهندسية والذي يعد واحدًا من أكبر السدود في العالم. أنشئ في عهد جمال عبد الناصر وبناه السوفييت. ساعد كثيرا في التحكم في تدفق المياه والتخفيف من آثار فيضان النيل. ويطلق على السد العالي تسمية الهرم الرابع حيث بدأ بناء السد في عام 1960 و قد قدرت التكلفة الإجمالية بمليار دولار. عمل في بناء السد 400 خبير سوفييتي و أكمل بناؤه في 1968 . وافتتح السد رسمياً في علم 1971. معبد فيله عرض الصوت والضوء في معبد فيله كان رائعا ومميزا ولا يمكن لأي زائر تجاهله حيث تجد نفسك في رحلة داخل حضن التاريخ، تغوص في تفاصيل قصة حب رومنسية ندر وجودها في هذا العالم الفيسبوكي ... المعبد كان مخصصا للآلهة «إيزيس»، رمز الحب والوفاء والخير لدى المصريين القدماء والتي طافت مصر، كما تقول الأسطورة الفرعونية، لجمع أجزاء جسد زوجها «أوزوريس» الذي قتله أخيه «ست»، وجعلت من ابنها حورس منتقماً لوالده. وكان المعبد قد تعرض للغرق بسبب مياه الفيضان في الستينات من القرن الماضي، ورصدت اليونيسكو ميزانية كبيرة لإنقاذه، حيث تم تقسيمه وإعادة تجميعه في موقع جديد فوق جزيرة «إجيليكا» على بعد ما يقرب من 500 متر من موقعه الأصلي بجزيرة فيله، كما تم تزويده بعروض الصوت والضوء والتي يتجمع حولها العشرات من السائحين كل ليلة لسماع بعض من حكايات التاريخ المصري القديم بلغات مختلفة. " موفمبيك" الرائع المشرفون على البرنامج تفطنوا بكثير من الذكاء الى ضرورة تغيير نزل الإقامة "بسمة" حيث قضينا ليلتنا الأولى نظرا لتذمر البعض منه فاختاروا لنا فندقا من ارقى فنادق المدينة، حيث يقع على جزيرة في وسط نهر النيل على بُعد مسافة قريبة من الجزيرة التاريخية والمواقع السياحية والمحطة الرئيسية والنقاط الثقافية، طبيعة هادئة وحدائق استوائية، غرف وأجنحة وفلل واسعة، تشكيلة متنوعة من المطاعم والبارات. موقع الفندق الاستراتيجي يمنحك فرصة مشاهدة أسوان بكل تفاصيلها وهضابها ونيلها. الجزيرة النباتية تعتبر جزيرة النباتات من أروع المزارات السياحية نظراً لما تتمتع به الجزيرة من طبيعة خلابة وسط نهر النيل ومشاهدة النباتات النادرة يزورها سنويا حوالي 40 ألف زائر أجنبي ومصري سنوياً . وجزيرة النباتات هي عبارة عن جزيرة في نيل أسوان تحيطها مياه النيل من كل الجهات حيث يحرص جميع المصريين والأجانب علي زيارتها أكثر من مرة إعجاباً بما تحتوي عليه بأكثر من 380 نوعاً نادراً من النباتات الاستوائية والمعتدلة حيث تقع الحديقة على جزيرة في وسط النيل العظيم بمساحة 17 فدان في مواجهة مدينة أسوان. الرحلات النيلية أما الرحلات النيلية فهي متعة لا تنتهي، وأنت على متن المركب تعترضك لوحات طبيعة رائعة تشكلت من أحجار الغرانيت الملساء والصخور، كان الفراعنة يستعملونها في بناء معابدهم ، والجزر الرمادية المستديرة التي غطتها بساتين وأشجار النخيل، والنباتات الاستوائية المنسدلة على مياه النيل الهادئة.... تكتمل الرحلة النيلية بزيارة قرية (غرب سهيل) الواقعة على بعد 15 كيلومترا من المرسى السياحي، حيث استقبلتنا بتراثها الغنائي والرقصات النوبية تحت قباب بيوت ما زالت تحافظ على أصالة ساكنيها وحبهم للحياة. "نحن نحب الحياة في أسوان ونستمتع كثيرا "... كلمات استوقفتني كثيرا من شاب يدعى حسن يعمل على متن قارب مخصص للرحلات النيلية، كان يرافقنا في رحلتنا، لخصت حب أهالي أسوان لمدينتهم وافتخارهم بعظمة تراثهم وأدركت من خلالها حرص الرئيس السابق فرانسوا ميتران الشديد على قضاء إجازته في أسوان حتى مماته.