أحيت مدينة قصر هلال الذكرى 79 لتأسيس الحزب الحر الدستوري الجديد والموافقة ليوم 02 مارس 1934. احتفالات هذه السنة جاءت برعاية حزب حركة «نداء تونس» وقائده الباجي قائد السبسي الذي أشرف على أول اجتماع شعبي ينتظم خارج أسوار الفضاءات المغلقة من قاعات ونزل حيث انتظم اجتماع قصر هلال في الطريق العام واستقطب جمعا كبيرا من المواطنين والمواطنات بلغ عددهم حوالي 6 آلاف شخص. بورقيبة في الذاكرة الزعيم الحبيب بورقيبة كان الشخصية البارزة في الاجتماع حيث رفعت له صور عديدة ورددت له مقولات خالدة ومعروفة على غرار «الدوام ينقب الرخام» ومقولات أخرى تعوّد عليها التونسيون الذين واكبوا توجيهات وخطابات «المجاهد الأكبر» باني الدولة الحديثة كما يحلو لرئيس «نداء تونس» تسميته. الباجي قائد السبسي وقبل أن يتنقل لمدينة قصر هلال مر قادما من مدينة سوسة إلى روضة آل بورقيبة أين تلا فاتحة الكتاب على روح الزعيم الراحل وقد اصطحبه في هذه الزيارة أغلب أعضاء المكتب التنفيذي للحزب يتقدمهم الأمين العام الطيب البكوش. وحوالي الساعة الثالثة ظهرا وصل الباجي قائد السبسي إلى مدينة قصر هلال أين كان في استقباله آلاف من المواطنين من مدينة قصر هلال ومدن أخرى تربطها علاقة قوية بالزعيم بورقيبة ورفاقه من مؤسسي الحزب الدستوري الجديد حيث يمثل هذا التاريخ لحظة خالدة بالنسبة للدساترة. الباجي: مرحبا بالدساترة والتجمعيين في «نداء تونس» رئيس «نداء تونس» قالها صراحة «مرحبا بالدساترة والتجمعيين في نداء تونس» قبل ان يضيف أن حزبه ضد كل شكل من اشكال الاقصاء مهما كانت خلفيته مؤكدا أن كل مواطن يتمتع بحقوقه السياسية والمدنية مرحب به في «نداء تونس». «لا تشتموا الغنوشي فنحن سننتصر» افتتح رئيس حركة «نداء تونس» خطابه بالتذكير بمراحل تكوين الحزب الحر الدستوري الجديد مستحضرا اسماء الزعامات الشابة التي أشرفت على تكوينه وهم تباعا الزعيم الحبيب بورقيبة الذي تقلد منصب الأمين العام والدكتور محمود الماطري والاستاذ محمود بورقيبة والاستاذ البحري قيقة والأستاذ الطاهر صفر دون ان يغفل عن ذكر المرحوم احمد عياد الذي كان ابرز مساند لمبادرة تأسيس الحزب الحر الدستوري الجديد حيث احتضن بيته فعاليات مؤتمر 2 مارس 1934. ولما كان السبسي يلقي كلمته بادر عدد من الحاضرين بترديد بعض الشعارات ضد رئيس حركة «النهضة» مما جعله يقطع كلمته والتوجه للحاضرين قائلا «... لا ...لا... لسنا نحن من يفعل هذا... لا تشتموا فنحن سننتصر...» وقد استحسن العديد من الحضور هذا التصرف من رئيس حركة «نداء تونس». السواحلية والدساترة والتجمعيون «ملاّكة» وليسو «كراية» في أرض تونس السيد الباجي قائد السبسي قالها تصريحا وليس تلميحا في خطابه أمام أنصاره «السواحلية والدساترة والتجمعيون ماهمش كراية بل ملاكة في أرض تونس» وقد جاء هذا الكلام كردة فعل على ما لمسه الباجي قائد السبسي من استياء ليس من الدساترة والتجمعيين فقط بل من السواحلية بصفة عامة من تصريحات منسوبة لأطراف عديدة من القيادات السياسية.