تشهد مدينة الكاف هذه الايام تحركات امنية مكثفة تهدف الى الكشف عن ملامح خلية تمركزت بالجهة وتقوم بالدعوة الى الجهاد في سوريا حيث تسعى هذه المجموعة في مرحلة اولى الى استقطاب الشبان خاصة القصّر منهم ثم تقوم بإرسالهم الى سوريا في مرحلة ثانية... المسألة في غاية الخطورة خاصة اذا علمنا ان عددا من العائلات بالكاف بادرت بالابلاغ عن اختفاء ابنائها منذ مدة بعدما ظهر على فلذات اكبادهم اخيرا من علامات تدين وما أكدوه لعائلاتهم قبل اختفائهم عن انضمامهم للتيار السلفي الجهادي... ولكن ما كشف الخيوط الاولى لهذه الخلية هو ايقاف شابين اصيلي مدينة الكاف كانا في طريقهما الى ليبيا..هذان الشابان كانا محل تفتيش لفائدة عائلتهما وتم ايقافهما ببنقردان, وكانا قد غادرا منزلا والديهما منذ مدة الى وجهة غير معلومة قبل ان يتم ايقافهما في ولاية مدنين... وحسب المعطيات الاولية التي تحصلنا عليها فان 12 شابا اصيلي ولاية الكاف هم الان محل بحث وتفتيش من قبل عائلاتهم والوحدات الامنية كلهم اختفوا بصفة فجئية وغامضة خلال الايام الفارطة علما وان هؤلاء الشبان ينتمون الى التيار السلفي واغلبهم قصر لم يتجاوزوا بعد سن الثمانية عشرة سنة... وتشير معطيات امنية تحصلت عليها «التونسية» الى وجود مجموعة تضم عددا من المنتسبين الى التيار السلفي بالكاف تسعى الى استقطاب ودمغجة عدد من الشبان اصيلي الجهة قبل ارسالهم الى الجهاد في سوريا عبر ليبيا حيث يتولى عناصر هذه الخلية تذليل كل الصعوبات اللوجستية التي تعترض هؤلاء الشبان... العملية تمر بعدة مراحل اولها نقل الشبان الى المعابر الحدودية مع ليبيا في شكل مجموعات صغيرة لعدم اثارة الانتباه بعدها تتولى مجموعة اخرى نقل هؤلاء الشبان الى مطار بنغازي اين يتم تجميعهم ونقلهم الى تركيا ثم الى سوريا... وتعتمد هذه المجموعة طريقة الاتصال المباشر بالشبان داخل المساجد بداية بالدعوة الى الجهاد ونصرة السوريين وصولا الى ترحيلهم الى سوريا لتجنيدهم للحرب ضد نظام «بشار الاسد»... وقد رجحت مصادر «التونسية» ان تكون قيادات هذه الخلية قد تحصنت بالفرار بجبال «ورغى» ضمن العناصر المفتش عنها والتي تمت مطاردتها اخيرا من قبل الحرس والجيش... وبالتالي فإن امكانية هروب عناصر هذه الخلية الى خارج ارض الوطن فرضية جد ممكنة في الظرف الراهن خاصة في ظل ما راج من اخبار عن قوة هذه الشبكة لوجستيا وعقب ايقاف التمشيط بالكاف والانتهاء غير المعلن للعملية الامنية بالكاف والذي يحيلنا الى امكانية ورود معلومات امنية دقيقة تفيد بانسحاب محتمل لهذه الخلية من جبال «ورغى» وربما مغادرتها لارض الوطن عبر القطر الليبي في ظل استحالة المرور عبر الحدود التونسية الجزائرية بسبب الحزام الامني الصارم من البلدين وذلك بعد انكشاف امرها اثر ايقاف واحد من منتسبيها في مدينة «السبالة» من ولاية سيدي بوزيد اثر حادثة اطلاق النار الاخيرة والمدعو «علي. ش»... الا ان فرار عناصر هذه الخلية لا يعني ان الشبكة قد تفككت كليا والدليل ان عملية ايقاف الشابين اصيلي الكاف واللذين كانا في طريقهما الى ليبيا تمت منذ يومين وهو ما يعني ان نشاط هذه الخلية لم يتوقف بالجهة... ثم أنه بالعودة الى تجميع ما توفر من معطيات امنية حول الخلية التي تمت مطاردتها في جبال الكاف يتضح ان من بين عناصرها من هو محل تفتيش بخصوص حادثة ايقاف سيارة محملة بالاسلحة بمدينة فرنانة وهناك ايضا من هو على صلة بحادثة اطلاق النار بمدينة السبالة والتي اصيب على إثرها عونا امن ومن بينهم من له علاقة بحادثة العثور على مخزن اسلحة بأحد المستودعات بمدينة مدنين علما وان الوحدات الامنية المختصة التي تولت التحقيق في خصوص هذه المجموعة على علم بهوية كل افرادها عقب جملة الايقافات التي شملت عددا من مزوديها بالمؤونة والمعلومات... وكل هذه المعطيات تؤكد ان هذه الخلية هي امتداد لشبكة متناغمة تنشط على كامل ارض الوطن. وتسعى الوحدات الامنية بالجهة جاهدة خلال هذه الفترة الى فك شيفرات هذه الخلية الارهابية والقاء القبض على منتسبيها بولاية الكاف حفاظا على امن البلاد وحماية لابنائناالقصر ممن ينساقون وراء الدعوات الى الجهاد في سوريا... ولكن حتى ذلك الحين ماهو مصير 12 شابا هم الآن بين ايادي هذه المجموعة الخفية؟