تواصلت اليوم بالعاصمة مراسم احياء اربعينية الشهيد شكري بلعيد الامين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد ومؤسس الجبهة الشعبية المغتال بحضور عائلة ورفاق الشهيد في حزب «الوطد» و«الجبهة الشعبية» وفي كل القوى السياسية الديمقراطية والعديد من الشخصيات الوطنية السياسية والنقابية والفنية والمدنية والجمعياتية المحلية والاجنبية اضافة الى شخصيات ديبلوماسية وسفراء بعض الدول كالجزائر وفلسطين وفنزويلا والبرازيل وكوبا وجنوب افريقيا والصين الشعبية. الاربعينية في يومها الثاني واكبها حضور اعلامي وطني ودولي كثيف وحضور شعبي وجماهيري واسع مما اضطر المئات منهم الى البقاء خارج قاعة القبة التي ضمت التظاهرة وامتلأت مدارجها بأنصار الشهيد وأنصار حزبه و«الجبهة الشعبية» وايضا بجماهير شعبية ليس لها اية انتماءات سياسية او حزبية. وانطلقت مراسم احياء اليوم الثاني للاربعينية بتجمع شعبي وسياسي كبير أمام منزل الشهيد بالمنزه السادس شاركت فيه قيادات حزب «الوطد» و«الجبهة الشعبية» وممثلو الاحزاب السياسية الديمقراطية كنداء تونس وممثلي الجمعيات المدنية والنقابية. وبعد تحية العلم الوطني القى محمد جمور نائب الامين العام للوطد كلمة أكد فيها أن اغتيال شكري بلعيد لن يشتت الحزب ولا الجبهة ولا اليسار وان فقدان الشهيد سيزيد رفاقه وحدة ورصا للصفوف لاستكمال مشروعه الوحدوي. وفي حدود منتصف النهار وقع اطلاق بالونات حمراء وبيضاء ترمز الى الوان العلم الوطني تحمل صور الشهيد من قبل ابنتيه في اشارة الى مواصلة مسيرة بلعيد النضالية. وتجدر الاشارة الى ان اطلاق البالونات في هذا التوقيت بالذات تم بالتزامن مع اطلاق بالونات في بعض الدول الاروبية من قبل الجالية التونسية هناك احياء للاربعينية. وبعد ذلك سار الموكب في اتجاه قبة المنزه اين انتظمت تظاهرة فنية غنائية وشعرية يسارية ملتزمة لتأبين الشهيد والاحتفاء بمسيرته النضالية تخللها التساؤل المستمر: شكون قتل شكري بلعيد؟ «شكري مات يا ألف خسارة على الرجال» وافتتحت التظاهرة بدقيقة صمت على روح الفقيد تلتها مداخلة لسلمى بكار النائبة بالمجلس التاسيسي عن الكتلة الديمقراطية أكدت فيها على ضرورة كشف قتلة الشهيد وكل من أمر وحرّض وحضّر وخطط ومول عملية تصفيته الى جانب من يموّه ويراوغ في كشف الحقيقية كاملة. وتساءلت بكار عمن قتل بلعيد مضيفة ان «حكومة الرش» ونشر الفتنة والتكفيروالتحريض هي من تتحمل المسوؤلية في جريمة تصفية الشهيد على حدّ تعبيرها. وأكدت بكار أن شكري مات جسدا ولم يمت روحا وفكرا وبطولة بقولها «شكري البطل مات جسدا فقط..يا ألف خسارة ع الرجال» وقدمت وعدا للشهيد قائلة «وعدا ياشكري لم نسقط ولن نسقط ولن نخضع ولن نركع». عم صالح والد شكري بلعيد اكد كعادته انه اهدى ابنه لتونس في حين طالب اخوه عبد المجيد احرار تونس بتحقيق مشروع شكري بقوله «حققوا حلم شكري لا تنسوا حلمه». سنجبر السلطة على الرحيل أما زوجة الشهيد فلاحظت ان التونسيين عرفوا طريقهم بعد اغتيال بلعيد وأنه لا مكان في تونس للشرعية التي تقوم على الدم مشددة على انه لا سبيل للسلطة القائمة الا الرحيل وان الشعب ومناضلي «الوطد» والجبهة سيجبرونها على الرحيل. وأكدت بسمة زوجة الشهيد انه لا تراجع عن مواصلة مسيرة الشهيد حتى النهاية مشيرة الى ان مشروعه الوحدوي سيتحقق لان الشهيد وحد التونسيين حيا وسيوحدهم ميتا ضد كل اعداء الثورة وضد العنف. سنسقط الحكومة ونعيد الثورة الى أصحابها من جهته قال حمة الهمامي الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية ان شكري بلعيد حي في قلوب التونسيين اكثر من اي وقت مضى مضيفا ان من راهن على اضعاف الجبهة الشعبية باغتيال بلعيد مخطئ وأن مشروع الشهيد سيستمر وسيتحقق حتى تاسيس حزب اليسار الكبير. واكد الهمامي ان الحكومة الحالية هي نسخة سيئة لسابقتها وأنه لا مكان لحكومة فاشية تنشر العنف وتمارسه وتفقر وتجوّع وتحرق شبابها وتبيع ثروات البلاد الى الاجانب وتسعى الى ضرب المكاسب الوطنية والتاريخية لتونس مشددا على ان الجبهة ستدعو الى اسقاط الحكومة وستعيد الثورة الى مسارها الطبيعي والى اصحابها الحقيقيين ومن استشهد من اجلها من معدمي الشعب التونسي وفقرائه. ولاحظ الهمامي ان الحكومة تتعمد المماطلة في كشف المتورطين في اغتيال بلعيد لتغطي على الاطراف السياسية التى اشرفت وخططت ومولت وامرت بتصفية الشهيد مشددا على أن الجبهة ستصعد النضال وان الشعب الذي اسقط بن علي سيسقط حكومة «النهضة». وفي تصريح خص به «التونسية» شدد الهمامي على ان الجبهة ستعمل على تعبئة الشعب وتعبئة انصارها وستواجه الحكومة على اساس مطالب اساسية ككشف قتلة بلعيد وغلاء الاسعار والتشغيل والفقر والجوع وانتشار العنف والتعجيل بالانتخابات وكتابة الدستور». يذكر ان حمة الهمامي حيّى مقعد بلعيد الخالي الا من صورته تحية عسكرية وقبل صورته باكيا. «الشعب يعرف شكون قتل بلعيد» زياد الاخضر قال من جانبه ان «الشعب يعرف شكون قتل بلعيد» مؤكدا ان رفاق الشهيد ينحنون امام دموع والده وزوجته وجميع افراد عائلته وأنهم لذلك سيكملون الطريق. وطالب الاخضر عائلة بلعيد بكفكفة دموعها مشددا على أن «أهل الكهف والظلاميين لن يطفئوا النور الذي أناره بلعيد» ملاحظا ان المعركة اليوم بين مشروعين مختلفين مشروع بلعيد ورفاقه ومشروع ظلامي قروسطي يدافع عنه شيوخ البترودولار. بلعيد ابن تونس وهم باعوها في سوق النخاسة الحقوقي جوهر بن مبارك اشار بدوره الى ان بلعيد قتل «لانه النور وهم الظلام وهو ابن تونس وهو الثورة وهم الثورة المضادة وهم من باعوها في سوق النخاسة وهو المحارب والمناضل وهم المرتزقة ولانه الصوت الثابت وهم مرتعشون «مشددا على ان احرار تونس لن يتركوا الغربان السود تعيث فسادا في الخضراء» على حدّ تعبيره.