نظرت احدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف بتونس مؤخرا في قضية قتل عمد تورط فيها شاب أزهق روح غريمه على اثر خصومة نشبت بينهما . وقد انطلقت وقائع هذه القضية التي جدت في شهر فيفري 2012 بالعاصمة بخلاف جد بين شابين انتهى بتقديم احدهما لشكاية ضد الطرف المقابل. هذا التصرف لم يرق للمشتكى به الذي ظل يترصد غريمه وفي يوم الواقعة وما ان شاهده حتى تقدم منه وشرع في معاتبته على صنيعه وكيفية تجرئه على تقديم شكاية ضده ونشب بين الطرفين خلاف انتهى بإخراج المجني عليه لسكين محاولا الاعتداء على غريمه الذي نجح في تلافي الطعنة الموجهة له وباغت بدوره خصمه بطعنة غادرة كانت كفيلة بإزهاق روحه فتم اعلام السلط الأمنية وأجريت المعاينات الميدانية على الجثة وأذن بعرضها على الطبيب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة بدقة. وبانطلاق التحريات ألقي القبض على المتهم الذي اعترف منذ أول وهلة بما نسب إليه وتمسك بأنه زمن الواقعة كان في حالة دفاع شرعي لأن غريمه –الضحية - هو الذي اخرج سكينا وحاول الاعتداء عليه لكنه نجح في تلافيه وسارع بتسديد طعنة له دون أن يقصد قتله او يخطط مسبقا للنيل منه . وبعد ختم الأبحاث أحيل المتهم على أنظار احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس لمقاضاته من اجل ما نسب إليه. وباستنطاق المتهم من طرف القاضي تمسك بأقواله السابقة أما الدفاع فقد التمس من هيئة المحكمة التخفيف عن موكله قدر الإمكان والأخذ بعين الاعتبار ماديات الجريمة . المحكمة بعد المفاوضة قضت بسجن المتهم مدى الحياة فاستأنف الحكم الصادر ضده ومثل مؤخرا أمام محكمة الاستئناف وأكد انه اخرج السكين التي كانت بحوزته عندما حاول الهالك طعنه وان غايته كانت ترويعه لما عرف به من بطش وكذلك دفاعا عن نفسه. وقد أيده الدفاع في تصريحاته وأكد أن منوبه حاول قدر المستطاع تجنب خصمه بدليل انه اثر تعرضه للتعنيف من قبله بادر باللجوء إلى الأساليب القانونية وهو تقديم شكاية في الغرض ولم يجل بخاطره فكرة الانتقام بتاتا وحتى عندما اعترضه الهالك لامه على صنيعه لكن لم يلق منه إلا الإساءة والمبادرة إلى استعمال القوة فلم يبق له من خيار للدفاع عن نفسه إلا إخراج السكين التي كانت بحوزته وطعن الهالك وأنه بناء على ذلك فإن الدفاع يلتمس من هيئة المحكمة التخفيف عن موكله قدر الإمكان مراعاة لصغر سنه ونقاوة سوابقه العدلية . المحكمة اثر المفاوضة قررت سجن المتهم مدى الحياة .