بعد خيبة المشاركة الافريقية الاخيرة فسح المجال من جديد أمام منتخبنا الوطني التونسي لمعاودة الظهور ولكن هذه المرّة في إطار التصفيات الافريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم بالبرازيل والتي نعوّل عليها كثيرا لتجديد العهد مع المونديال بعد احتجاب مرير عن النسخة الاخيرة... المنتخب التونسي نجح في تجاوز عقبة المنتخب السيراليوني وحافظ على صدارة مجموعته بفارق خمس نقاط عن أقرب ملاحقيه في أوّل ظهور للمدرّب الجديد للمنتخب نبيل معلول... مردود المنتخب خلّف ردود فعل متباينة بين مستبشر بالنقلة النوعية التي عرفها الاداء الجماعي لزملاء صابر خليفة وبين شقّ متحفّظ على خيارات واختيارات «الكوتش» معلول... «التونسية» رصدت انطباعات بعض الفنيّين حول مردود المنتخب في هذه الورقة التالية: خالد بن ساسي:"الانتصار خطوة إيجابية... والتعويل على حقّي مجازفة" «شخصيا لم أشاهد المباراة بسبب نقلها على الشبكة الأرضية للقناة الوطنية لكن هذا لا يمنع القول بأن منتخبنا نجح في اقتناص الأهم ألا وهو نقاط الفوز في أول مباراة مع نبيل معلول وبالتالي قطع خطوة عملاقة نحو الترشح للدور الحاسم المؤهل لنهائيات مونديال البرازيل 2014. بالنسبة الى الذين انتقدوا أداء لاعبي المنتخب والرسم التكتيكي الذي تبنّاه نبيل معلول ضدّ منتخب السيراليون أعتقد أن المدرب الوطني الجديد (معلول) ليس بإمكانه فعل المستحيل وصنع الكثير في يومين أو حتى شهر أو شهرين ضمن حضيرة المنتخب لأن خلق الانسجام والتألق بين الخطوط يتطلب صبرا وتضحيات جسام قد تدوم أكثر من عام. صحيح أن مردود لاعبينا ضد منتخب السيراليون كان دون المأمول لكن الأهم تحقق (3 نقاط) حتى وإن كان ذلك بعد «عسر عسير» وبخصوص الوجه الباهت للمهاجم عصام جمعة فاعتبره شخصيا منتظرا بسبب ضعف النسق في البطولة الكويتية مقارنة ببقية البطولات وهذا ما جعل جمعة خارج الموضوع تماما في مباراة السبت الفارط وهنا أودّ أن أؤكد على معطى مهم مفاده أن جمعة عندما كان يحترف اللعب في البطولة الفرنسية تجده في كل مناسبة يتم استدعاؤه فيها إلى صفوف المنتخب على درجة عالية من الجاهزية الفنية وخصوصا البدنية. أما بشأن عدم تعويل معلول على جهود أمين الشرميطي طوال المباراة فذلك يدخل ضمن اختياراته التي يجب احترامها لأنه الوحيد الأقرب الى اللاعبين في التربص الإعدادي الأخير للمنتخب رغم الانتعاشة الهجومية التي يمرّ بها الشرميطي مع فريقه أف. سي زوريخ السويسري. ولهذا أدعو الشرميطي الى الصبر ومضاعفة الجهود وسيأتي اليوم الذي ستمنح له الثقة لتعزيز التشكيلة الأساسية للمنتخب. وبخصوص مردود المدافع العائد الى صفوف المنتخب كريم حقي أعتقد أن نبيل معلول عوّل على تجربة هذا المدافع أكثر من شيء آخر رغم غياب النسق عنه بسبب عدم انتظامه في اللعب في التشكيلة الأساسية لهانوفر الألماني. عموما رغم بعض الأخطاء التي ارتكبها حقي ضدّ السيراليون أرى أن قادم المواعيد ستدفعه إلى تطوير إمكانياته الفنية والعودة الى سالف انتعاشته البدنية حتى تعمّ الفائدة. ما أؤاخذه شخصيا على معلول هو اعتماده على حقي في مباراة السيراليون في خطة «ستوبر» أيسر وبالتالي مجازفة خطيرة كان يمكن أن تؤدي الى نتائج عكسية لأن الجميع يعلم أن حقي مدافع لا يجيد اللعب بالساق اليسرى. على كل مبروك على هذا الانتصار وتعديل الأوتار في قادم المواعيد واجب تداركه من قبل الإطار الفني للمنتخب». مختار التليلي:المنتخب بروح جديدة «منتخبنا الوطني حقق المهم وهو الانتصار على منتخب السيراليون الذي ظل عقبة أمام منتخبنا في مواجهتين متتاليتين وبالتالي فإن انتصارنا عليه بنتيجة 2 1 سيسهل علينا بقية المشوار وخصوصا أن هذا الانتصار سيضخ دماء جديدة صلب المنتخب الذي كان متعطشا لهذا الانتصار نظرا لما مرّت به المجموعة من أزمة ثقة وأزمة نتائج. صحيح أننا فزنا وهذا جيد لكن وجب الاعتراف حقيقة أن بعض اللاعبين كانوا خارج الموضوع وذلك يعود الى الظروف التي يمر بها المنتخب ومن أهمهم عصام جمعة الذي برز بمردود هزيل وكذلك المساكني الذي لم يقدم ما هو مطلوب منه وعن الدراجي فإنه اكتفى بالظهور في الشوط الأول وفي حقيقة الأمر هناك العديد من النقاط التي تحسب للمدرب نبيل معلول ومن أهمها خطابه الإيجابي مع اللاعبين وهو ما جعلهم يتميزون بمسؤولية وانضباط وروح عالية فوق الميدان كذلك إدماج خمسة لاعبين جدد لأول مرة في التشكيلة الأساسية كان له مفعوله في المباراة دون أن ننسى أن الفريق لم يجر أي مباراة ودية قبل مواجهة السيراليون. كما شدّ انتباهي أيضا التجديد الذي وقع في الخط الخلفي فقد لاحظنا تحسنا نسبيا في الأداء الجماعي رغم أن التركيبة الدفاعية غير متعودة على اللعب مع بعضها منذ مدة وهو ما يتطلب وقتا لكي ينسجموا مع بعضهم. وأنا متفائل لأني أعرف أن نبيل معلول مدرب ذكي وله قدرات كبيرة على تأطير الفريق». محمود الورتاني:السيراليون هي التي فرضت نفسها «وجب أن نقرّ أولا أن مثل هذه المباريات لا تتطلب مردودا أو ضرورة تقديم كرة جيدة بقدر ما تتطلب ضرورة الانتصار ولا شيء غير الانتصار والحمد لله هذا ما حققه منتخبنا الوطني ضد السيراليون. ولا يمكننا الآن أن نتحدث عن تجديدات كبيرة صلب المنتخب خصوصا وأن الإطار الفني وعلى رأسه نبيل معلول قد حافظ تقريبا على جل الثوابت التي كانت على ذمة سلفه سامي الطرابلسي خصوصا في وسط الميدان وفي الهجوم ولم نلاحظ تغييرا إلا في الخط الخلفي بنسبة 80% وهو ما أفرز نوعا من عدم التجانس في دفاعنا وخير دليل على ذلك تهديد المنافس في أكثر من مرة مرمى بن شريفية بل وتمكن من التسجيل وعلى معلول العمل أكثر على ضرورة التلاحم بين المجموعة المكونة للخط الخلفي للمنتخب. نقاط أخرى تثير الاستغراب تكمن في تعرضنا للصعوبات في التهديف فحتى الأهداف التي سجلناها لم تكن باختيارنا للهجوم وإنما تعود لطريقة لعب المنتخب السيراليوني الذي خرج من مناطقه وترك لنا المساحات. عموما المباراة الأولى لمعلول على رأس المنتخب لم تكن سيئة جدا ولم تكن كما انتظرها الكثير لكن هذه المباراة ستكون مرجعا يقيس عليه الإطار الفني اختياراته خصوصا ضرورة التركيز على العمل الذهني وأنا متأكد أن هذه المجموعة قادرة على تقديم الأفضل في قادم المواعيد خصوصا المؤهلة لنهائيات كأس العالم البرازيل 2014». مراد محجوب:"معلول" بحث عن النتيجة قبل الأداء «لم نشاهد مباراة كبيرة من الفريقين وأعتقد أن منافسنا كان ضعيف جدا ومتواضع الإمكانيات وحسب رأيي فقد فرصة الانتصار بنتيجة عريضة لأن التمركز الدفاعي لمنتخب السيراليون كان «مضحكا جدا» وأشبه بفريق هاو وليس منتخبا وطنيا يتواجد في صفوفه العديد من اللاعبين المحترفين بأوروبا. ولكن شاهدنا العديد من الأشياء الإيجابية في المباراة لأن معلول يعرف جيدا ماذا يفعل ويعرف أنه في أول مصافحة مع المنتخب فبحث عن النتيجة قبل الأداء خصوصا أن وقت التحضيرات كان قصيرا للغاية. من أهم الأشياء التي شدت انتباهي في المباراة هي قدرة وسام يحيى على تعديل نسق الفريق وهو اللاعب الذي انتظر كثيرا فرصته في المنتخب. ما يحسب لمعلول أيضا هو إقحامه للشاب ياسين الخنيسي الذي دخل في ظروف مميزة في أول ظهور له لذلك لم يجد صعوبة رغم أنه دخل في آواخر المباراة. ما يمكن استخلاصه من المباراة امتلاك منتخبنا مجموعة جيدة من لاعبين وإطار فني لكن ليس بإمكاننا الآن أن نقوم بتقييم حقيقي للمنتخب ولذلك وجب التريث والصبر على هذه المجموعة التي نتمنى لها التوفيق». زياد الجزيري (لاعب دولي سابق) :"ما يعاب على لاعبينا هو غياب الروح" «ما يمكن أن يُشكر عليه لاعبونا ضد السيراليون هو نقاط الانتصار التي جعلتنا نبتعد بفارق 5 نقاط عن أقرب منافسينا (السيراليون) وتنقصنا حاليا نقطة وحيدة لكسب بطاقة الترشح لمباراة الباراج المؤهلة لنهائيات المونديال. من النقاط الإيجابية التي يمكن استخلاصها أيضا هي الإضافة النوعية لأيمن عبد النور في محور الدفاع والعودة الموفقة للظهير الأيسر ياسين الميكاري. وما يعاب على لاعبينا هو غياب الروح و«القرينتا» عن أغلبهم الى درجة أنه ذهب في ظني أن الرجّة النفسية المنتظرة داخل المنتخب بتغيير الإطار الفني لم تؤت أكلها لعدة أسباب أبرزها غياب النسق عن عصام جمعة الذي كان شبحا لهداف المنتخب لكل الأوقات، ضد السيراليون وذلك بسبب ضعف الدوري الكويتي والإصابات الكثيرة التي عانى منها جمعة والتي جعلته خارج الموضوع في مواجهة السبت الفارط. ما يبعث على الاستغراب أيضا هو عدم التعويل على خدمات أمين الشرميطي طوال المباراة رغم النجاعة الهجومية والنجاح الملفت للاعب في فريقه السويسري وهنا أؤكد على أن الشرميطي سيتضرّر معنويا بسبب الاختيار غير الموفق من نبيل معلول. بالنسبة لعودة كريم حقي الى صفوف المنتخب اعتبرها جاءت في «التايمينغ» المناسب لأن خبرة هذا المدافع مهمة لقيادة المنتخب الى حصد النجاحات في المدى القريب أو المتوسط أو البعيد. انتظرت أن يعول معلول على خدمات وهبي الخزري مكان أسامة الدراجي منذ بداية المباراة لكن هذا لم يحصل ونحن نحترم اختياراته الفنية والأهم تحقق نقاط الفوز». خالد بن يحيى: (مدرب) "ربي يكون في عون الإطار الفني" «ما نحبش نحطّ روحي» في مشاكل مع زملاء أنا في غنى عنها وحتى إذا تم استدعائي للوقوف عن مواقفي بخصوص المنتخب عندها أتحدث بالإيجاب أو احتفظ بآرائي. ما يمكن أن أقوله أن منتخبنا خرج بنقاط الانتصار وكفى و«ربّي يكون في عون الإطار الفني». سمير الجويلي (مدرب) :"الهجوم تعافى... ومعلول أخطأ الاختيار" «النقاط الإيجابية التي نستخلصها من مباراة منتخبنا ضدّ السيراليون هي النزعة الهجومية التي تبناها نبيل معلول منذ بداية المباراة (أسامة الدراجي ويوسف المساكني وصابر خليفة وعصام جمعة) وهذا ما مكننا في نهاية المطاف من الخروج بنقاط الفوز وبالتالي قطع خطوة عملاقة نحو الترشح للدور الأخير والحاسم للترشح لنهائيات مونديال البرازيل 2014. أما النقاط السلبية التي كادت تؤدي الى نتيجة عكسية لمنتخبنا ضد السيراليون هي عديدة لعل أبرزها الضعف الكبير الذي لاح على أداء ثنائي الارتكاز الدفاعي خالد المولهي ومجدي تراوي اللذين كانا بعيدين كل البعد عن التنشيط الهجومي والتفوق العددي في المناطق الدفاعية للخصم وهو ما جعل هجوم منتخبنا في عزلة تامة في بعض الفترات من المباراة. بالنسبة لمردود كريم حقي كان متذبذبا ضد منتخب السيراليون وتميز ببطئه وتثاقله على أرضية الميدان ويتحمل مسؤوليته الكاملة في عملية هدف منتخب السيراليون. أما في ما يخص أمين الشرميطي فإن عدم اشراكه في المباراة لا يمكن تهويله أكثر مما يستحق رغم الانتعاشة الهجومية القصوى التي طبعت أداء اللاعب مع فريقه السويسري. وجب التأكيد على أن معلول نجح في أول اختبار مع المنتخب في الخروج بالأهم ألا وهو نقاط الفوز وأعتقد أنه بمرور الوقت ستظهر بصمة «الكوتش» صلب المنتخب رغم خطئه في التصرف في اللاعبين. بالنسبة للمردود المهزوز لعصام جمعة اعتقد أن اللاعب أضرّ بنفسه عندما احترف في البطولة الكويتية التي لا تساوي شيئا في نظري الشخصي رغم احترامي الشديد للكرة الكويتية وهذا ما انعكس سلبا على أداء جمعة الذي لاح بمستوى ضعيف جدا مقارنة عمّا كان عليه في البطولة الفرنسية وأدعوه لترك مكانه لغيره.
