قال المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية، في حوار مع اذاعة المنستير، إنّه يدين للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة بثلاثة أشياء: الاستقلال ومجلة الأحوال الشخصية والتعليم. وأضاف قائلا «صحيح كنّا ضدّ بورقيبة.. وناضلنا ضدّه في مجلة الأحوال الشخصية.. ولكنّي أتذكّر أنّه يوم توفي كنت حينها محاصرا في بيتي.. ومن كانوا يزورونني قلة ومن بينهم الهاشمي جغام الذي أخبرني بوفاة الزعيم». وبيّن المرزوقي أنّه تردّد نصف دقيقة قبل الذهاب للعزاء باعتبار أنّ بورقيبة هو من أتى بالمصيبة بن علي الذي جاء باللعنة عليه وعلى الجميع، قائلا : «لكن بعد ذلك لبست حوايجي وطلعت في سيارة الهاشمي جغام ونتذكر البوليس ما خلاناش ندخلو..فدفعته ..ودخلت.. وأتذكر شيء يضحك ويبكي في نفس الوقت.. عندما دخلت لقاعة العزاء كانت وجوه «التجمع» قاعدين بجانب بورقيبة الابن». وأضاف أنه تقدّم بالتعازي لبورقيبة الابن وخرج، فلحق به محمد الصياح الذي شكره على حضوره، فأجابه المرزوقي حينها : «أنا نعرف نفرق بين الخصم السياسي وأب الشعب». وتابع المرزوقي «لذلك لا يمكن أن يتهمني أحد بأنني ألعب السياسة.. فأنا أفرق بين الرجل الزعيم الذي حقق الكثير للبلاد وبين الشخص الذي أخطأ.. فهذه الحياة.. واسمي المنصف ويجب أن يكون الإنسان منصفا لا يبالغ في اتجاه» مؤكدا أن «تونس بحاجة إلى ذاكرة وطنية.. والمصيبة أن من يأتي إلى الحكم يفسخ من قبله». من جهة أخرى، تطرق المرزوقي إلى جائزة بورقيبة للطب التي نالها من الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة سنة 1982 وقال له حينها : «انتي ولد محمد المرزوقي.. شنوة مدخّلك في الطب..انتم معروفين بالشعر”. وفي سياق مختلف، تحدّث المرزوقي عن العنف اللفظي الذي استشرى في البلاد، قائلا : “هذا يخوفني .. لأنّ العنف اللفظي يؤدي إلى العنف الجسدي»، مبينا أنّه ضدّ أيّ نوع من العنف. واعتبر المرزوقي أن لائحة سحب الثقة منه التي أمضى عليها عشرات النواب بالمجلس الوطني التأسيسي تهريج الهدف منه التشويش على مناقشة قانون تحصين الثورة مؤكدا أن مصطفى بن جعفر نفى وصول أية لائحة سحب ثقة إلى رئاسة المجلس الوطني التأسيسي. وقال ان قانون تحصين الثورة جاء متأخرا كثيرا ويمكن أن يفهم منه الآن عملية انتخابية لإقصاء طرف معين، مضيفا : «أنا ضدّ القانون.. وأعوّل فقط على العدالة الانتقالية وأريدها أن تكون انتقالية وليست انتقامية». ودعا المرزوقي إلى الكفّ عن قلب الحقائق والكذب، مضيفا : «قد ما تقرب الانتخابات.. ثمة ناس ما عندهم حتى رادع أخلاقي إلاّ خلق الأكاذيب».