التونسية (المنستير) بمناسبة انطلاق فعاليات الدورة الاولى لربيع الكتاب التونسي بولاية المنستير الملتئم من 6 الى 13 من الشهر الجاري ، انتظم مساء السبت بالمركب الثقافي بالمنستير وبحضور كتاب وادباء وعدد من المهتمين بالشان الثقافي بالجهة لقاء حول «الكتاب التونسي بين النشر والانتشار». وقد تولى الدكتور عمر الامام الذي ترأس اللقاء تقديم الموضوع باعتباره على قدر كبير من الاهمية حسب رايه لانه يعنى بمسألة من مسائل الكتاب الشائكة المتعلقة اولا بقضية الكتاب كعامل من عوامل المعرفة والثقافة وثانيا بخصوصياته التونسية وثالثا وهو الاهم من حيث الصلة المباشرة بالمنتجين من خلال الوجه الاقتصادي في النشر والوجه الاجتماعي في الانتشار . واكد الامام ان المسالة المتعلقة بالكتاب تزداد حدة في هذه المرحلة التي تمر بها البلاد بعد الثورة خاصة من جانب البناء الثقافي القائم على الانتاج والابداع والاضافات المعرفية ومزيد الانخراط في الجهد الانساني من اجل النماء الفعلي وتحقيق الكرامة للفرد التي لا تكون لها معنى خارج اطار الحرية . واضاف الامام ان الكتاب التونسي يواجه عديد المشاكل كغيره من الكتب في العالم وذلك من خلال ظهور العوامل الرقمية للكتاب وانتشاره على صفحات التواصل الاجتماعي مما افقد الكتب الورقية القدرة على المنافسة بالاضافة إلى المعضلة الكبرى الكامنة في تسويق الكتاب للقارئ . في الثلاثي المرح : المؤلف والناشر والقارئ تحت هذا العنوان قدم الدكتور المنصف الوهايبي مداخلة حول تاريخ الكتاب وعلاقاته بالثقافات الاخرى وبالاسلام وبالنص القرآني باعتبار ان تاريخ الكتاب مرتبط بتاريخ القارئ وهو تاريخ مفتوح ابدا .. اشبه ببناء لم يكتمل ولا يمكن ان يكتمل وفيه يتخذ كل كتاب موقعه او موقع كتاب آخر وهنا شبه الوهايبي الكتب بانها كائنات حية مثل البشر تماما تحيا وتموت . وبدوره تحدث الكاتب حسن بن عثمان في شهادة قدمها بالمناسبة عن الكتاب التونسي وعن الكتاب الثقافي بالتحديد حيث اكد انه توجد ثلاث حلقات لانتاج الكتاب لا يعرفها القارئ وهي المؤلف والناشر ووسائط الاعلام التي يرى ان دورها مهم في التعريف بالمؤلفات والكتب الجديدة حتى تبلغ القارئ. وهنا أوضح بن عثمان انه لا يوجد تجانس بين الحلقات الثلاث، مبينا ان المشكل في تونس يكمن اساسا في أزمة كتّاب لا تستهوي كتاباتهم القارئ الذي أصبح في نفور متواصل من الكتاب وهو ما جعل الطفل العربي حسب احدث الاحصائيات لا يقرأ أكثر من 6 او 7 دقائق في اليوم الواحد وبمعدل 80 شخصا يقرؤون كتابا واحدا في السنة. واثناء النقاش والحوار تساءل الحضور على العلاقة بين الكاتب والناشر والقارئ وعن دور الاعلام والناقد ومصداقية دور النشر ومن المسؤول عن الازمة التي تعيشها الساحة الثقافية اليوم، هل هي أزمة كتاب أم أزمة قراء؟ ومن يهجر من؟ وقد افتتح ربيع الكتاب التونسي بولاية المنستير بمعرض للكتب نظمته شركة الحرية للتوزيع بالمعهد الجهوي للموسيقى والرقص بالمنستير حيث يتم عرض وبيع الكتب والموسعات العلمية بتخفيضات تراوحت بين 20 و40 في المائة خاصة على الكتب والمؤلفات الجديدة التي ظهرت بعد الثورة سنتي 2011 و2012 على غرار كتاب كاريزما الشيطان « بحث في تمثل الانسان الاصل الشر» للكاتب ثامر الغزي ومجموعة قصصية لنبيهة العيسي تحت عنوان «لو يتكلم الصمت» وكتاب «الهكواتي.. غدا.. موعد الياسمين ضياء الكلمات مغناة لمواطن الربيع» من تاليف سالم اللبان ومجموعة الانتقال الديمقراطي لمنير السعيداني تحت عناوين الشباب في الانتقال الديمقراطي والتنظيمات السياسية والمدنية والمسار الانتخابي ومحاور الخلاف وكتاب لكارم يحي بعنوان « نظرتان على تونس بعين مصرية من الدكتاتوية الى الديمقراطية».