كسائر مناطق الجمهورية احتفلت القيروان بعيد الشهداء و شهدت المدينة عديد الأنشطة و التظاهرات مثل خيمة الجبهة الشعبية أمام المركب الثقافي أسد بن الفرات الذي قام بدوره بأنشطة احتفالا بهذه الذكرى كما قامت أيضا بلدية القيروان بأنشطة تثقيفية احتفالية في ساحة باب الجلادين لعل أبرزها حفل تكريم عائلات شهداء القيروان من طرف السلط الجهوية. كما تمت تسمية قاعة التشريفات بمقر الولاية باسم الشهيد أنيس الجلاصي و تدشين شارع الولاية الذي يحمل اسمه ايضا ( الجلاصي ). مع الاشارة و ان عائلة الجلاصي سعدت بهذا التكريم المعنوي بعد ان جاؤوا من منطقة "الكرمة" و غيرها و علامات الحزن مازالت مرتسمة على ملامح وجوه الأم و الأب و أشقائه و أقاربه رغم أن أيمن الجلاصي شقيق الفقيد عبر لنا عن عدم تنفيذ الوعود التي تم وعدها بها في خصوص التشغيل . بعد ذلك قام الموكب الذي يتقدمه والي القيروان السيد عبد المجيد لغوان بالتوجه نحو مقبرة الشهداء بساحة أبي زمعة البلوي أين تمت تلاوة الفاتحة على شهداء القيروان زمن الاحتلال و قد قام افواج الكشافة بالقيروان مثل فوج "القدس" و فوج "المدينة" و فوج "المنصورة" و فوج "التربية" بفقرات تنشيطية ادتها البراعم الصغيرة و قامت الكشافة بالمساهمة في حمل نعش رفات الشهيد يوسف بالحاج بوقرة للمقبرة أين تمت تلاوة الفاتحة بحضور أبنائه و أقاربه. و قد عبر ابنه ل ''التونسية '' عن فرحتهم بهذا الانجاز في نقل والدهم الشهيد الذي أستشهد يوم 25 جويلية 1956 في معركة تحريرية ضد المستعمر في منطقة '' الطلح '' من جبل بوهدمة ( معتمدية المزونة- سيدي بوزيد ) الى مسقط رأسه بمنطقة '' طراد '' في معتمدية بوحجلة بعد أكثر من 40 سنة من المطالبة المستمرة لنقل الرفات دون جدوى و في الاخير تحقق ذلك كما أثنى محدثنا على مجهودات كل السلط و أولهم والي القيروان. و للاشارة فان الرفات تم نقله الى معتمدية بوحجلة و دفن بعد صلاة العصر بحضور السلط الجهوية و المحلية و حضور كبير للمواطنين. بعد ذلك وفي مكان قريب من المقبرة و بحضور كل عائلات الشهداء تم تكريمهم وهم تسعة شهداء مثل محمد بن الأمجد الكسراوي و حسين بن علي السالمي و أيمن بن عبد السلام المحفوظي و لطفي العويشاوي و عاطف عويساوي و المختار التونسي و صابر بن العكرمي الهلايلي و أنيس الجلاصي و يوسف بوقرة. و قد توجه الوالي بكلمة الى عائلات الشهداء قائلا: '' هذا تكريم معنوي اكثر منه مادي و سنسعى الى اعطاء الأولوية في التشغيل و مساعدة بعض الحالات الاجتماعية الخاصة" مثنيا في ذات الوقت على خصال الشهداء ''.كما قال السيد عبد المجيد لغوان ل ''التونسية '' أن عيد الشهداء هو فرصة للاعتراف بالجميل لهؤلاء الأشخاص الذين قدموا حياتهم فداءا للوطن سواء في زمن الاحتلال او في الثورة أو اثناء تأدية واجبهم الامني المهني و اكد ان دمهم غالي و لن يتم نسيانهم أو تجاهلهم و ان عائلاتهم من حقهم المطالبة بعدة مطالب في حدود المعقول و الامكانيات المتوفرة. و عبر المعتمد السيد عبد الباسط الشايب الذي شارك في التكريم ل ''التونسية '' عن القيمة المعنوية و التأثير النفسي لتكريم الشهداء لما له من رد اعتبار لهم مهما كان الزمان والمكان الذين سقطوا فيه دفاعا عن الحرية و الكرامة و الاستقلال و مفهوم الشهادة بمفهوم سامي يرتفع بالشهيد الى معاني سامية تؤكد قيمة الوطن و قيمة التضحية في وطن يستطيع أن يحتضن أبنائه احياتا او امواتا.