بهمة عالية نجح ضيف هذا الركن اللاعب حسان الحرباوي بامتياز في التحليق عاليا في جبال بوقرنين معلنا عن حضوره المتميز في الهمهاما واستطاع من خلالها لفت أنظار أحباء الأخضر والأبيض وأنظار الفنيين بأدائه وتألقه في الفريق بفضل موهبته وإبداعاته على الميادين ولا نبالغ إذا قلنا أن الحرباوي قد نجح بنسبة متفاوتة في تقديم الإضافة للفريق وساهم بدرجة كبيرة في بقائه في الدوري الممتاز بالرغم من أن مسيرته مع نادي حمام الأنف كانت متأخرة نسبيا حيث تمت إستعارته من النادي البزرتي في الميركاتو الأخير وهذا يدل على أن الحرباوي دخل بسرعة في صلب الموضوع حيث كان دائما في الموعد لإسعاد جماهير الهمهاما في كل مباريات مرحلة الإياب المعروفة بالمصيرية و الحاسمة التي خاضها مع الفريق تلك هي رحلة هداف الهمهاما حسان الحرباوي التي ستشهد في نهاية شهر جوان أو ربما قبله نهاية مشواه مع الأحضر والأبيض بما أنه مدعو للعودة إلى فريقه النادي الرياضي البنزرتي الذي أبدى حسب ما يتردد إصراره على استعادة الحرباوي بعد أن اعرب عن ندمه في إعارته لنادي بوقرنين. عن سر نجاحه وإبداعاته مع الهمهاما والأسباب التي دفعت بهيئة بن غربية الى الإستغناء عن خدماته وإعارته لنادي الضاحية الجنوبية وغيرها من الأسئلة ، «التونسية» تستضيفه في هذا الحوار. لو تذكرنا في بداية هذا الحوار لقراء «التونسية» ببدايتك الكروية من أين انطلقت ؟ أولا أشكر جريدة «التونسية» على هذه الإستضافة ، ولدت بمدينة برقو سنة 1987 بدأت منذ الصغر مداعبة الكرة رفقة أبناء الحي ليقع ضمي بعد ذلك لصنف شبان هلال برقو إلى أن بلغت الأكابر وأشكر بالمناسبة كل المدربين والمسؤولين عن هذا الفريق الذين كانوا وراء تكويني و تضحياتهم الكبيرة في سبيل تكوين شبان الجهة ومنذ ذلك الحين رغب فريق اتحاد بن قردان في انتدابي و بعد محطة مع هذا الفريق كانت انطلاقتي الحقيقية في مشواري الكروي . وبعد تجربتك مع اتحاد بن قردان ما هي الفرق التي مررت بها ؟ بعد اتحاد بن قردان انتدبني النادي البنزرتي الذي أعارني في الميركاتو الشتوي الأخير للنادي الرياضي لحمام الأنف. على ذكر نادي حمام الأنف كيف تمت الزيجة بينك وبينه؟ قبل إجابتكم عن السؤال دعني أوضح لكم أسباب تسريحي في شكل إعارة لفريق بوقرنين هو أن مدرب النادي البنزرتي نور الدين السعدي يبدو أنه لم يقتنع بإمكانياتي وأبعدني من المجموعة لأكون من العناصر غير المرغوب فيها في الفريق وبما أن عقدي مع « السي اب» مازال نافذا رأت الإدارة إعارتي لنادي حمام الأنف بعد مفاوضات في الحقيقة لم تستغرق وقتا طويلا حول بنود العقد إذ في ظرف وجيز تقمصت ألوان الفريق. بصراحة كيف وجدت الأجواء منذ التحاقك داخل فريقك الجديد؟ كلمة حق يجب قولها فمنذ حلولي بالفريق كنت محل حفاوة من قبل الجميع فالأجواء كانت جيدة للغاية وكنت مرتاحا خاصة وأن العلاقة في ما بيننا وبين المسؤولين والجهاز الفني طيبة يسودها الإحترام. هناك إجماع بأنك شكلت مفاجأة سارة للهمهاما وكنت خير سند للفريق بعطائك الغزير وتألقك المتواصل إبان قدومك في مرحلة الإياب وسجلت أهدافا مصيرية ساهمت بنسبة كبيرة في انتصارات الفريق أنقذته في نهاية الأمر من الإنحدار إلى الدرجة الثانية لو توضح لنا سر نجاحك رغم الفترة القصيرة مع نادي حمام الأنف ؟ المسيرة الإيجابية التي حققناها في الشطر الثاني من البطولة والتي أنقذتنا من الإنزلاق في نفق مسدود ساهمت فيه كل الأطراف من لاعبين وجهاز فني ومسؤولين وليس بفضل حسان الحرباوي وحده فكل طرف قام بما يمليه عليه واجب الدفاع عن الفريق فالإدارة أوفت بوعودها وبكل التزاماتها و«زيادة» تجاه اللاعبين والجهاز الفني الذي عرف كيف يوظف الإمكانيات الفنية للمجموعة كان قد وضع خطة تكتيكية واضحة المعالم مكنت الفريق من تجاوز كل العقبات بسلام وسنختمها ضد منافسنا الإتحاد الرياضي المنستيري بعد غد الأحد لتكون ختامها مسكا بالنسبة لموسم 2012- 2013. لقد لفت انتباه كل من شاهدك بعد تسجيل الهدف تهتز فرحا وتتجه مباشرة للمدرب دراغان لتحتضنه فماذا تقول عن هذه الحركة ؟ هذا صحيح حيث كنت أقوم بذلك تعبيرا عن وفائي لمدربنا دراغان الذي فضلا عن ثقته في امكانياتي فإنه منحني حرية اللعب على الميدان ولم يقيدني بشروط محددة سوى بعض التعليمات والنصائح التي تتماشى مع الخطة التي يرسمها للفريق. دون غرور وبكل صدق كيف تقيم تجربتك القصيرة مع الهمهاما ؟ أعتبر أن تجربتي مع نادي حمام الأنف كانت ناجحة بكل المقاييس وأعتبرها أحسن مرحلة في حياتي الكروية إلى حد الآن لقد خضت كل مباريات مرحلة الإياب وذلك بشهادة جميع الفنيين والمتابعين لمسيرة الهمهاما. لنتحدث عن فريقك النادي البنزرتي وتفسر لنا السبب الذي جعل إدارة الفريق تعيرك للهمهاما هذا الموسم في وقت يعلم جيدا كل « البنزرتية» سعة امكانياتك الفنية وقدرتك على مساعدة زملائك ؟ الذنب ليس ذنب الإدارة أو مسؤولي النادي البنزرتي فالمدرب السابق للفريق نورالدين السعدي هو الذي أخطأ في حقي وفي حق الفريق وتنكر لقدراتي رغم مكاني الثابت في التشكيلة الأساسية هذا المدرب غادر الفريق منذ أيام وأكيد أن مكاني ينتظرني في صفوف الفريق. على ذكر مسؤولي النادي البنزرتي سمعنا أنهم ندموا كثيرا على الإستغناء عن خدماتك هذا الموسم بعد إعارتك إلى فريق بوقرنين؟ قد يكون ذلك صحيحا ، لكن ليس لي علم بالموضوع حسب ما ذكرته في هذا الحوار فإن النادي البنزرتي متمسك بإعادتك للفريق بعد نهاية مدة الإعارة مع نادي حمام الأنف ويبدو أنه ينتظر ذلك بشوق كبير ورغم ذلك ألا ترى أن هناك امكانية لتدخل هيئة الدعداع من جديد في مفاوضات مع إدارة النادي البنزرتي لتمديد عقدك مع الهمهاما خاصة إذا استجاب فريق بوقرنين للشروط المادية لهيئة النادي البنزرتي؟ نستبعد ذلك وإن حصل فإن ما يهمني هي مصلحتي في مثل هذه الحالات أي « اللي يعطي أكثر» هو الذي سيفوز بخدماتي . لو توضح أكثر؟ أي رغم ما وجدته في حمام الأنف من تجاوب كبير حول الجراية والحوافز المادية الأخرى فإن الوضع حاليا يقتضي من اللاعب خاصة الذي لديه ثقة في امكانياته أن يبحث دائما عن مصلحته والأمور التي تهمه بالدرجة الأولى فأنا مثلا قررت بعد انتهاء ارتباطي مع « السي اب» أن موافقتي على تحديد الفريق الذي سأنتمي إليه هو الذي سيوفر لي أكثر ماديا. ألا ترى أن شروطك المادية المجحفة للفريق الذي يرغب في خدماتك حسب ما فهمنا من كلامك طبعا قد تفقد نسبة كبيرة من حظوظك في النجاح في حياتك الرياضية لا أظن ذلك وأقولها بكل تواضع أن لي من الإمكانيات و الثقة ما يجعل نجاحي مضمونا مع الفريق الذي سيفوز بخدماتي مستقبلا. بعد مباراتكم القادمة يوم الأحد المقبل ضد الإتحاد المنستيري يسدل الستار على البطولة وقد تنتهي علاقتك الكروية مع الهمهاما فماذا تقول لكل أحبائها؟ تجربتي مع فريق بوقرنين وإن كانت قصيرة أعتبرها تجربة «حلوة برشة» خاصة وقد نجحنا بامتياز في البقاء في الرابطة المحترفة الأولى أنا أشكر كل المسؤولين في النادي على حسن تعاملهم مع اللاعبين وأيضا كل زملائي الذين ساعدوني على تحقيق النجاح مع الفريق وتقديم الإضافة إليه.