تحقق حلم البقاء بعد الفوز الثمين الذي حققه أبناء المدرب مختار العرفاوي على حساب منافسهم المباشر ترجي جرجيس في المباراة الأهم للفريق في هذا الموسم الصعب والتي لم يكن من خيار للأولمبي الباجي غير كسبها لتفادي رهن مصير النادي بمباراة الباراج على ملعب محايد...زملاء سليم المهذبي نجحوا في الإستفادة من اللعب على أرضهم فقدموا مردودا غزيرا ولعبا رجوليا رغم قيمة الرهان وضغط النتيجة بما مكنّهم من التصرف الجيد في مجريات اللعب وإنهاء المواجهة في أحسن الظروف... اللاعبون تحدوا المصاعب كنا أشرنا في مقالات سابقة إلى أن تحضيرات الأولمبي الباجي إستعدادا للمقابلة الحاسمة لم تكن في ظروف طبيعية بسبب ما أحاط بها من توتر جراء عدم توفر المستحقات المالية المطلوبة حتى أن الأسبوع الأوّل عرف إضرابا بيوم عن التمارين ورغم تحرك الهيئة المديرة وحرصها على توفير موارد مالية تخوّل تلبية مطالب اللاعبين إلا أن ذلك لم يكن أمرا سهلا في ظل محدودية الموارد وحتى المبالغ التي تم توفيرها قبل ساعات من مباراة الأمس لم تكن كافية لترضي اللاعبين حتى أن الأجواء توترت من جديد ليلة مباراة في مقر إقامة الفريق خلال التربص المغلق وفي ساعة متأخرة من ليلة الجمعة في ظل غضب بعض اللاعبين عن عدم تمكينهم من المبالغ المنتظرة ليتدخل المدرب وبعض المسؤولين لتهدئة الأجواء وتفادي تشويش تركيز اللاعبين على المقابلة الهامة...وتأتي المباراة لتؤكد أن اللاعبين تحدوا مشاكلهم والمصاعب التي واجهتهم قبل المواجهة الحاسمة حيث لعبوا بروح عالية وبحضور ذهني متميّز أثمر فوزا حاسما إستحقاق المدرب العرفاوي الظروف الصعبة التي عاشها الفريق قبل المباراة تزيد في تأكيد إستحقاق الإطار الفني ومساهمته الكبيرة في تحقيق البقاء بما أن تحضير فريق لمباراة في غاية الأهمية يحتاج توفير الظروف الملائمة للعمل والتركيز ولا يحتمل أي مسّ من التركيز الذهني للاعبين...فالمدرب مختار العرفاوي وبقية أعضاء الإطار الفني نجحوا في معالجة هذا الأمر وتدارك ما أفسدته الأجواء المحيطة بالفريق وذلك بفضل الثقة المتبادلة بين المدرب ولاعبيه وهو الذي كلّف نفسه إقناع كافة العناصر بضرورة إعطاء المقابلة ما تستحق من تحضير نفسي وذهني وتأجيل مشاكل المستحقات المالية إلى ما بعد كسب ورقة البقاء وهو ما كان بالفعل...العرفاوي حين صرّح بعد المباراة أن أي مدرب آخر لم يكن قادرا على إنقاذ الأولمبي الباجي كان يعي ما يقول على أساس أن علاقته بلاعبيه والثقة المتبادلة وروح التضامن بينهم هي التي حسمت الأمر وجعلت الجميع يطوي صفحة الخلافات والتركيز المطلق على مهمّة الفوز وتحقيق البقاء...العرفاوي وللموسم الثاني على التوالي يتمكن من إنقاذ الفريق عندما يتسلمه في وضعية صعبة فيضع بصمته ويجد الوصفة المناسبة ليؤكد أنه مدرب قادر على النجاح حتى في أصعب الوضعيات جلسة الإحتفال وتسليم الأموال مهر الإنتصار وتحقيق البقاء الذي حددته الهيئة المديرة وحفّزت من خلاله اللاعبين من المنتظر أن يتسلمه زملاء نضال النفزي يوم غد الأربعاء خلال حفل إستقبال بمقر ولاية باجة بإشراف والي الجهة...الهيئة وعدت بألفي دينار لكل لاعب والشركة التونسية للسكر وعدت بألف دينار لكل لاعب...مع تواصل سعي هيئة جلال الغربي إلى توفير المزيد من المبالغ المالية لدفع مستحقات مالية أخرى لفائدة اللاعبين متخلدة بذمة النادي