بغداد (وكالات) اندلعت أمس اشتباكات بين مسلحين تابعين لعشائر في محافظة كركوك العراقية وقوات الجيش إثر مقتل حوالي 200 من المعتصمين عندما اقتحم الجيش ساحة اعتصام في المدينة، فيما انشقت عناصر من الجيش وانضمت لمسلحي العشائر، في وضع ينذر بإمتداد التمرد الى محافظات أخرى. ويبدو أن الأزمة في العراق أخذت منحى جديدا بعد أن اقتحم الجيش ساحة الاعتصام وقتل العشرات من المتظاهرين بعد يوم واحد من تهديدات أطلقها رئيس الوزراء نوري المالكي توعد فيها المتظاهرين السنّة بما أسماه «تطبيق القانون» ووصفهم ب «المجرمين». وتأتي هذه التطورات بعد أشهر من دخول عدد من المحافظات العراقية السنية في اعتصامات تحولت في ما بعد إلى عصيان مدني احتجاجا على سياسة الحكومة الطائفية وتنديدا باستمرار اعتقال العشرات من أبناء الطائفة السنية وتعرض سجينات للتعذيب والاغتصاب. وقال عضو المجلس السياسي العربي الذي يضم العشائر العربية في كركوك الشيخ عبد الرحمن المنشد العاصي إن الوضع بات خطيرا في المحافظة بعد قيام مجموعات عشائرية بالاشتباك مع قوات للجيش في الحويجة وبعض المناطق المحيطة انتقاما لمتقل أبنائها. وأوضح أنه «لا توجد عشيرة في هذه المحافظة إلا وقتل منها متظاهرون»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن هذه العشائر لها امتداداتها في المحافظات المجاورة وهو ما يهدد باضطرابات واسعة في جميع أنحاء العراق. وردا على المجزرة التي ارتكبتها قوة عسكرية من قضاء «الحويجة» انشق بعض الجنود عن الكتيبة العسكرية التي ينتمون اليها وانضموا بأسلحتهم الى مقاتلي العشائر في الوقت الذي أكدت فيه تقارير إخبارية أن الوضع مرشح للمزيد من التصعيد. من جهة أخرى قالت مواقع إخبارية ان عشرات الحافلات على متنها عناصر مسلحة دخلت من إيران الى العراق لمساندة نوري المالكي (الشيعي) لتأخذ المواجهات الحالية طابعا طائفيا بإمتياز.