قال مسؤول بالكنيسة إن "خاطفين أفرجوا الثلاثاء عن المطرانين السوريين اللذين كانا خطفا في مدينة حلب بشمال سوريا". ونقلت وكالة "رويترز" عن المطران طوني يازجي من بطريركية الروم الأرثوذكس في العاصمة السورية إن "المطرانين في طريقهما الى المطرانية في حلب". وكانت توالت ردود فعل منددة بخطف المطرانين الأرثوذكسيين في ريف حلب بشمال سوريا. وكانت مجموعة مسلحة خطفت الإثنين مطران حلب للسريان الأرثوذكس يوحنا إبراهيم والمطران بولس اليازجي متروبوليت حلب والأسكندرون وتوابعهما للروم الارثوذكس. واستنكر الرئيس اللبناني ميشال سليمان خطف المطرانين. وقال بيان رئاسي إن سليمان "شجب خطف المطرانين بولس اليازجي ويوحنا إبراهيم وقتل سائقهما". وأضاف البيان أن سليمان شدد على أن "مثل هذه الأساليب لا تحقق أهداف القائمين بها ولا تساهم بالتالي في تحقيق الديمقراطية التي يطالب بها هؤلاء". كما دان مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني اختطاف المطرانين، مستنكراً "التعرض لأي مرجعية دينية من أي طائفة أو مذهب". ورأى قباني أن "هناك محاولات لاصطناع إشعال صراعات طائفية بين المسلمين والمسيحيين في سوريا لتنعكس صراعاً بين المسلمين والمسيحيين في المنطقة مما يؤدي إلى هلاك كبير وتشويه صورة الإسلام عن قصد أو غير قصد". ونقلت فرانس برس عن مصادر في كنيستي الروم الأرثوذكس والسريان الأرثوذكس في حلب شمال سوريا ووزارة الأوقاف السورية أن "المسؤولين عن خطف المطرانين هم مسلحون إسلاميون من الشيشان". وكانت نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مسؤول في محافظة حلب قوله إن "مجموعة إرهابية مسلحة اختطفت المطرانين الإثنين، بعد أن اعترض الإرهابيون سيارتهما في قرية كفر داعل وقاموا بإنزال السائق من السيارة وخطف المطرانين مع السيارة إلى جهة مجهولة". ونفت بعض "الحركات الثورية" معرفتها بمكان المطرانين، وأنها بدأت عملية بحث واسعة عنهما، وفقاً لما ذكره مركز حلب الإعلامي. وفي موسكو، دانت وزارة الخارجية الروسية "بشدة" خطف المطرانين، في حين قالت وزارة الخارجية في بيان لها إن "هذا الاستفزاز الإجرامي يؤكد مرة جديدة أن المتطرفين يراهنون على تأجيج العداء بين الأديان في سوريا الذي يسيء للبلاد وكل المنطقة"، داعية المجموعة الدولية إلى التصدي لمثل هذه الأعمال. وكانت البطريركية قالت في بيان لها على موقعها الإلكتروني: "ندعو الأسرة الدولية إلى الاتحاد للعثور عليهما والسماح لهما بالعودة إلى كنيستيهما". وأضافت: "ندعو من جهة ثانية حكومات الدول الغربية إلى الكف عن دعم المتطرفين الذين يتطلعون إلى السلطة لأن ما يجري في سوريا ليس حرباً أهلية بل محاولة لإطاحة النظام بمساعدة قوة خارجية". وفي أثينا أعلن الناطق باسم الحكومة اليونانية الثلاثاء أن رئيس الوزراء أنتونيس ساماراس "على اتصال دائم" مع رئيس الكنيسة الأرثوذكسية برتلماوس في إسطنبول. وأجرى ساماراس ووزير خارجيته اتصالات أيضاً مع بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر اليازجي المقيم في دمشق لمعرفة ظروف عملية الخطف، وفق ما أفادت وكالة الأنباء اليونانية. وأوضحت وزارة الخارجية أن وزير الخارجية اليوناني ديميتري أفراموبولس الموجود حالياً في بروكسل للمشاركة في اجتماع الربيع للحلف الأطلسي سيطلع نظرائه على تطورات الوضع نظراً لأن الوضع في سوريا سيكون على طاولة البحث. وكان أفراموبولوس أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض بالوكالة جورج صبرة الذي أكد له أنه "سيبذل كل ما بوسعه لمحاولة العثور على المطرانين والإفراج عنهما". وفي الفاتيكان أعلن المتحدث باسم الحبر الأعظم فيديريكو لومباردي الثلاثاء أن البابا فرنسيس يصلي من أجل إطلاق سراح المطرانين الأرثوذكسيين ومن أجل "آمال حقيقية بإحلال السلام" في سوريا. وصرح المتحدث أن "البابا يتابع الأحداث بترقب ويصلي من أجل سلامة وإطلاق سراح" المطرانين يوحنا إبراهيم وبولس يازجي. وتابع لومباردي أن "خطف المطرانين ومقتل سائقهما بينما كانوا يقومون بمهمة إنسانية تأكيد مؤسف للوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب السوري والمسيحيون" هناك. من جانب آخر أفادت جمعية سانت أيجيديو الكاثوليكية المتخصصة في الحوار بين الأديان أن المطرانين "عملاً منذ بدء النزاع من أجل التعايش السلمي بين الجميع". ويشكل المسيحيون نحو 5% من سكان سوريا البالغ عددهم نحو 23 مليون شخص، وبقوا في شكل عام في منأى عن الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام السوري التي اندلعت منتصف مارس من العام 2011.