المركز الثقافي أبو القاسم الشابي بالوردية هومعلم راسخ ومنارة فكرية تشع على المنطقة واحوازها ينشط فيه ناديان لهما إشعاع عربي وإفريقي هما نادي القصة ونادي المعجمية العربية لكن مؤخرا يوم 13افريل تعرض نادي القصة بهذا المركز الى محاولة سرقة احد مخازنه بعد ان عمد احد الشبان الى خلعه غير ان العاملة تفطنت له وحالت دون ذلك لكن هذه المحاولة كشفت عن خور وعدم اهتمام بالثقافة وبالذاكرة الوطنية لمن عهدت إليهم أمانة الحفاظ عليها بعدما اتضح أن المخزن يحتوي على كميات من الكتب موضوعة في صناديق مغلقة تعود الى سنوات خلت تآكلت صفحاتها واصفر اغلبها فضلا عن ان العديد منها لم يتم استعمالها منذ وضعها في الصناديق ولانظن انها مازالت صالحة للاستعمال لان المكان يحتوي على الجرذان التي من الأكيد انها عبثت بها خاصة وأن الامر يعود الى سنوات خلت. الكتب ليست الوحيدة التي أتلفت بل ان الأمر يتعلق كذلك ببعض الأشرطة والتسجيلات القديمة التي لا يعرف محتواها وقد تكون ارشيفا للذاكرة الوطنية وقد كان من الأجدى ان يتم استغلال كل هذا التراث في مكتبة عمومية يؤمها الرواد حتى يحصل النفع العام عوض ان تذهب هباءا تنتفع به الجرذان والحيوانات الزاحفة التي اتخذت من صناديق الكتب مكانا لتختفي فيه فضلا عن ما يمثله هذا المكان من خطر على الأطفال الذين يرتادون دار الثقافة نظرا للرائحة الكريهة المنبعثة منه والثعابين الموجودة فيه والتي تكتسي خطورة على حياة أطفال جاؤوا لهذا الفضاء بغية الترويح عن انفسهم وتلقي مادة ثقافية في مكان يفترض ان تتوفر فيه مقومات السلامة. فهل يعقل ان يتحوّل أرشيف نادي القصة الذي تأسس على يد محمد العروسي المطوي منذ الستينات والذي توجد به كتب قيمة الى كتب اصفرت وتآكلت ولم تعد صالحة للاستعمال؟ هذا المخزن الذي كان محتواه مجهولا من لدن العامة احدث فاجعة لدى الأهالي لإحساسهم بان هذا الفضاء المغلق الذي تستغله «الحيوانات» كان من الأجدى ان يتم توظيفه في نوادي ثقافية وترفيهية لأبنائهم. وتجدر الملاحظة انه بعد ان تعرض المخزن المذكور الى محاولة سرقة اتهمت مديرة المركز الثقافي أبو القاسم الشابي بالوردية بأنها هي من قامت بالعملية لرغبتها في الاستحواذ على المكان لاستغلاله في بعض الأنشطة الثقافية وذلك رغم ان هذه الأخيرة حال إعلامها بالأمر اتخذت جميع الإجراءات القانونية وتولت إعلام مركز الأمن وأجريت المعاينات اللازمة وتم فتح محضر في الغرض اضافة إلى أن الواقعة مثبتة بشهادة العاملة بالمركز والتي شاهدت الشاب يخلع المخزن وعندما تفطنت له تحصن بالفرار. لكن الامر تعدى من مجرد الاتهام الى الاعتداء المادي والمعنوي من قبل أطراف حسب ذكر الأولياء أعداء النجاح وإيمانا من أولياء رواد المركز الثقافي أبو القاسم الشابي بالوردية بالمجهودات التي تبذلها إدارة المركز من اجل تقديم مادة ثقافية وتربوية نظموا يوم السبت المنقضي الموافق ل 20 افريل 2013 وقفة احتجاجية مع أبنائهم امام المركز تنديدا بالمظلمة التي تتعرض لها مديرة المركز التي قدمت كثيرا للفضاء منذ حلولها والذي كان شبه مهجورا ولا يوجد به نشاط ترفيهي لأطفال وشباب المنطقة حتى يبتعدوا عن عالم الانحراف. وفي المكتوب الذي امضى عليه عدد كبير من أولياء الناشطين بالمركز والذي سلموه الى وزير الثقافة زكّى هؤلاء تصريحات مديرة المركز الثقافي حول ملابسات خلع المخزن وأشادوا بالمكاسب التي تحققت للمركز اذ انه تم تركيز 13 ناديا في مساحة صغيرة مما اضطر الإطارات العاملة معها المديرة على التخلي عن المكاتب الإدارية والبقاء بالخارج في الشتاء والصيف لتوفير المكان لمختلف الأنشطة التي تحظى بإقبال كبير من أبناء المنطقة وحتى من خارجها لجودة الاطار المشرف على هذه الأنشطة. وأضاف الأهالي في مكتوبهم انهم عاشوا التهميش والإقصاء خارج الدائرة الثقافية مدة سنوات لكنهم لن يقبلوا بمزيد الحرمان الثقافي وأنهم لن يتنازلوا عما تحقق بالمركز في هذه الفترة الوجيزة وان هناك أطرافا تريد ان تزرع الأشواك في طريق من يؤمن بالعطاء والعمل بلا حدود . ويبقى نداء الوسط الثقافي الذي استفاق على فاجعة هذا الأرشيف الذي يمثل ذاكرة وطنية ان يقع إعطاء هذا الموضوع البعد الذي يستحقه من العناية والاهتمام وألاّ يتم المرور عليه مرور الكرام لأنه اعتداء صارخ على الثقافة وسط صرح ثقافي.