هي قضية شائكة انطلقت أطوارها منذ مارس 2011عندما أقدم شاب على المشاركة رفقة بعض من أبناء منطقته في «رحلة الموت» ظنّا منهم ان ايطاليا ستنتشلهم من الخصاصة والحرمان وتوفر لهم العيش الكريم الذي افتقدوه في بلدهم. اغواه منظم الرحلة بوعود واهية مثله مثل الآخرين فآقترض ثمن الرحلة لكن اخباره ومن معه انقطعت وباتت أسرته لا تعرف إن كان مازال على قيد الحياة او انه غرق دون ان يتمكن من الوصول الى ايطاليا ؟هذه الأسئلة ظلت تؤرق عائلة وسيم الرحيمي التي حمّلت منظم الرحلة مسؤولية الفاجعة التي حلت بها فكان ذلك منطلقا للمشاكل بينها وبينه مما دفع هذا الأخير الى الاعتداء على والد المختفي وسيم متسببا له في اضرار بدنية جسيمة لأنه تجرأ على كشف امره والتقدم ضده بقضية . «التونسية» التقت المتضرر السيد حامد الرحيمي الذي أمدنا بمعطيات ضافية حول أسباب الاعتداء الذي تعرض له فضلا عن الأضرار التي لحقت بزوجته هي الأخرى من طرف نفس الشخص. وابل من الكوارث يقول محدثنا ان المأساة انطلقت منذ قرار ابنه وسيم «الحرقان» الى ايطاليا وذلك مباشرة بعد الثورة هربا من شبح البطالة مثل العديد من شبان الكبارية مضيفا أن منظم الرحلة تفنن في إشاعة الطمأنينة في نفوسهم بعد ان أعلمهم بغياب الرقابة على الحدود وان الوقت مناسب جدا للإبحار خلسة وان حظوظ الوصول الى برّ الأمان مضمونة فانساقوا وراءه وغادر ابن محدثنا المنزل دون علم والده ومنذ ذلك التاريخ انقطعت اخباره الى اليوم وبقيت عائلته تعيش على وقع الإشاعات أطراف تطمئنها وأخرى تعلمها ان الحارقين بسجون سرية مما زاد في ألمها وأصبحت غير قادرة على تحمّل الامر لانها تنتظر في كل يوم خبرا يزيح عنها الحزن او يوصلها إلى اليقين. لكن ذات يوم اتّصل «الحراق» بزوجة محدثنا التي كانت موجودة بالمطبخ بصدد طهي الطعم وأنبأها أن ابنها وسيم قد توفي فانتابت هذه الأخيرة حالة هستيرية وأطلقت عقيرتها بالصياح فالتحق بها محدثنا ليجد ان النار مشتعلة بكامل جسدها فأسرع نحوها وحاول جاهدا إطفاء ألسنة اللهب التي اصابتها غير أنّ الضرر أتى على أجزاء كبيرة من جسدها وبعد ان تجاوزت مرحلة الخطر توجه محدثنا الى «الحراق» لاستفساره عن مصدر الخبر الذي اسرّ به الى زوجته غير انه رفض الإفصاح عن الامر. ويؤكد محدثنا ان «الحراق» تسبّب لزوجته في حروق بليغة جعلته يكابد من اجل توفير مصاريف علاجها الباهظة والتي بات الان غير قادر على توفيرها لان رحلة العلاج طويلة. لكن حجم الدمار الذي طال هذه الأسرة جرّاء «الحراق» لم يتوقف عند هذا الحد اذ إمعانا في الانتقام من محدثنا لأنه تقدم ضده بشكاية وكشف هويته للسلط الامنية عمد «الحرّاق» حسب ما قال محدثنا الى الاعتداء عليه بالعنف الشديد متسببا له في اضرار بدنية جسيمة مشيرا الى أنه تقدم ضده بالعديد من القضايا وتم الاستماع إلى أقواله من طرف فرقة الشرطة العدلية لكن إلى اليوم لم تتم إدانته بل هو يواصل المتاجرة بأرواح الشباب دون أن يساءل.