مثل أمس امام الجامعة التونسية لكرة القدم كل الاطراف المتداخلة في قضية ما سمّي بالخروقات الرياضية في مباراة الشبيبة القيروانية والنادي البنزرتي لحساب الجولة الاخيرة من المرحلة الاولى. من جانب الشبيبة تم استدعاء رئيس فرع كرة القدم عبدالرزاق طراد صحبة المدرب مراد العقبي ومساعده سالم القضامي الى جانب محمود الدريدي واسكندر الشيخ وحسام الزرلي. وهو فصل اخر من فصول هذه المهزلة التي ما كان لها ان تحصل حيث تركت انطباعات سلبية لدى احباء الشبيبة القيروانية على وجه الخصوص الذين نزهوا لاعبهم «المتخلق» الدريدي وقالوا بأنه ذهب ضحية الثنائي الشيخ والزرلي بينما رفضوا الحديث اطلاقا عن تورط العقبي والقضامي وطراد واعتبروهم بعيدين عن مثل هذه المسائل اللاأخلاقية. فاتح العلويني رئيس الشبيبة قال ان الهيئة منذ أن علمت بالموضوع حقّقت مع اللاعبين الذين تم ذكر اسمائهم في التسجيلات الصوتية (محمود الدريدي وحسام الزرلي واسكندر الشيخ ومحمد العويشي وحسام الحمزاوي) وقال بعد ذلك ستحدّد الهيئة المسؤوليات ولو انها جمدت نشاط الثلاثي الشيخ والزرلي والدريدي الى حين استكمال الابحاث مع جامعة كرة القدم. واشار العلويني بأن الشبيبة ضد مثل هذه القضايا اللارياضية وبعيدة كل البعد ولا دخل لها فيما حصل وقد حشرت في الموضوع. كما ان الجمعية مع اتخاذ قرار صارم ضد كل من يثبت تورطه. بينما قال محمود الدريدي إنه بريء من كل ما حصل وهو مستهدف والقيروان بأسرها تعرف تربية ونظافة محمود. واكد الدريدي ان الاطار الفني للفريق اثنى على خصاله ومردوده يوم المباراة مع النادي البنزرتي وهو يتساءل عمن زج به في هذه الواقعة. وختم حديثه بانه بعيد عن هذه المساومات والمزايدات ولا يعرف مدى صحة هذه التسجيلات. من ناحية أخرى اضاف الدكتور فتحي غديرة وهو نائب رئيس الشبيبة وناطق رسمي بإسمها ان الجمعية تستنكر كل ما حصل ان كانت صحيحة بالطبع وتحمل المسؤولية لكل من تثبت الابحاث تورطه . واعتبر غديرة بان الجمعية مدرسة بأتم معنى الكلمة وانجبت أجيالا كثيرة مازالوا الى حد الان يصولون ويجولون في الساحة الرياضية الوطنية والعالمية. ماذا قال اللاعبون القدامي والاحباء ؟ حول هذه الواقعة سألت «التونسية» بعض اللاعبين والمسؤولين القدامى وكذلك الاحباء عن مواقفهم مما حصل لفريقهم. المنصف وادة أحد صانعي ملحمة الشبيبة خاصة في السبعينات قال انه مستحيل ان يتورط لاعب في مثل اخلاق وتربية محمود الدريدي في مثل هاته الخزعبلات, وحتى وان حصلت في ملاعبنا فإن المسؤولين هم السبب وهم الذين يرمون اموالهم. وأكد ان الشبيبة فريق عريق بعيد كل البعد عن هذه الممارسات وهي تحمل اسم القيروان وما ادراك, داعيا الله ان يظهر الحق. اما فتحي الريماني فقد شدد في كلامه قائلا: «الشبيبة ليست في حاجة للمرتزقة الذين يأتون للقيروان ولا شيء وراءهم الا المشاكل ويصبحون عالة عليها.. لنا لاعبون افضل منهم ولسنا في حاجة للانتدابات. وهي فرصة لاجدد طلبي للهيئة بأن تكوّن لجنة خاصة من اللاعبين القدامى يعملون بلا أجر ويعملون كمستشارين. في اعتقادي الشبيبة ذهبت ضحية تجاذبات شخصية ليس الا,اما محمود الدريدي فلا احد يزايد على تربيته واخلاقه العالية وهو ارفع من هذه السقطات». اما اللاعب «برقو» فقد حمل المسؤولية للمسؤول بصفة عامة في أي جمعية وقال: «العيب ليس على اللاعب بل في المسؤولين المتطفلين على الرياضة وكم من لاعب لم يتسلم اجرته على امتداد ثلاثة اشهر. والشبيبة جمعية عمرها 70 سنة ومستواها لن يسمح لها بالدخول في مثل هاته المهاترات». اما عبد الرزاق طراد رئيس فرع كرة القدم بالشبيبة فقد اكتفى بالقول: «ان ينصركم الله فلا غالب لكم.. انا على حق وخدمت الشبيبة ولم اخذلها واعطيتها كل ما عندي على حساب صحتي وعائلتي وربي ينصر الحق.. وللحديث بقية». المسؤول السابق للجمعية السيد رضا بدرالدين تحدث إلينا قائلا: «مشكلتنا هي تربية الشباب منذ الصغر فهؤلاء ينقصهم الحنان.. اما الشبيبة فهي بعيدة عن هذه الرواية وهي عريقة ومحمود الدريدي من احسن اللاعبين الذين انجبتهم الشبيبة على مر التاريخ ونفس الشيء لمروان الطرودي, وهي فرصة لاطلب من المسؤولين مراجعة طريقة الانتدابات لانها عشوائية خاصة من الناحية الاخلاقية لان اغلب مشاكل النادي متاتية من المنتدبين وهو مثال ينطبق على فرع كرة اليد الذي يتخبط في المشاكل وهو يلعب من اجل تفادي النزول عكس فرع كرة السلة الذي لا توجد فيه انتدابات وهو نظيف». في المقابل تحدث البعض من الاحباء وقال السيد محمد اللبان انه ضد التلاعب وخرق الميثاق الرياضي مهما كان نوعه وفي أي ناد والشبيبة جمعية عريقة بعيدة عن مثل هذه التهم خاصة وان الاحباء يعرفون تربية واخلاق اللاعب محمود الدريدي الذي لا يدخل اطلاقا في مثل هذه الوقائع الخطيرة. هذا الرأي ايده فيه المحب الآخر رفيق البليلي الذي اكد انه ضد التلاعب بالنتائج لكنه في المقابل مع تسليط اقصى العقوبات القضائية على كل من يثبت تورطه في هذه العمليات. وقال انه كمحب يعرف اخلاق الدريدي وينزهه عن هذه الانزلاقات والمسؤولية يتحملها الدخلاء على هذه اللعبة. كما قال المحب الحبيب حرش: «لا اعتقد بأن يكون محمود الدريدي متورطا في هذه المسألة اللاأخلاقية باعتباره من معدن خاص وكل الاحباء ينزهونه وهو يتمتع باخلاق رفيعة وكان احسن لاعب فوق الميدان يوم المباراة». «الشيخ» و«الزرلي» في قفص الاتهام اسكندر الشيخ وحسام الزرلي ثنائي مثلا يوم امس الأول أمام القضاء حسب ما علمته «التونسية» ومثلا مع بقية الاطراف امام المكتب الجامعي. احباء الشبيبة وجهوا لهما اصابع الاتهام واعتبروهما متسببين في كل ما حصل بعد ان زودا سليم الرياحي بوثيقة وقدما له بالتالي هدية من نوع خاص كانت سببا في الفضيحة ومن يوم الى اخر تتضح الامور حسب انصار الشبيبة وتتاكد الشكوك ضدهما على انهما سلما الرياحي تسجيلات صوتية جرت قبل المباراة وانتهت عند ذلك الحد ولم تحصل أية عملية بيع للمباراة. الشيخ والزرلي غادرا القيروان في انتظار ما ستحمله الايام القليلة القادمة من تطورات جديدة. وزارة تكنولوجيا المعلومات تفتح تحقيقا علمت «التونسية» ان وزارة تكنولوجيا المعلومات والاتصال قررت فتح تحقيق حول التسجيلات الصوتية التي نسبت لمحمود الدريدي ومروان الطرودي وذلك للبت في طريقة كشف المكالمات الهاتفية التي جمعت بين الاطراف المعنية بنية التلاعب بنتيجة مباراة الشبيبة والنادي البنزرتي. وقالت الوزارة انها ستتقدم بطلب رسمي من مشغلي الاتصالات التثبت في إمكانية حصول تجاوزات من عدمها. كما شدّدت الوزارة على أن سرية المكالمات الهاتفية أو الرسائل البريدية والرسائل الالكترونية يحميها القانون وأن أيّ شخص يتجاوز القانون في هذا المجال يعرض نفسه للعقاب.