في إطار تفعيل العمل المشترك بينها عقدت أمس نقابات التربية ندوة صحفية بمقر الاتحاد العام التونسي للشغل سلطت فيها الضوء على طبيعة العلاقة التي أصبحت تربطها بوزارة الإشراف وعلى «تنكر هذه الأخيرة لمجمل الاتفاقيات المبرمة بينهما» وعلى طبيعة الأشكال النضالية القادمة التي ستجمع بين النقابات المذكورة. وأكد السيد الطاهر ذاكر كاتب عام نقابة التعليم الأساسي أن هذه الندوة تتنزّل في إطار تفعيل العمل المشترك بين النقابات الحاضرة في الندوة وهي النقابة العامة للتعليم الثانوي والنقابة العامة للتعليم الأساسي والنقابة العامة لمتفقدي الابتدائي والنقابة العامة لمتفقدي الثانوي والنقابة العامة لعملة وزارة التربية والنقابة العامة لمستشاري الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي. وقال ذاكر: أردنا من خلال هذه الندوة تسليط الضوء على الوضع الذي تعيشه المؤسسات التربوية في ظل تأزم العلاقة بين الوزارة والنقابة وفي ظل هذا الظرف الدقيق المتمثل في مشارفة السنة الدراسية على نهايتها. وأضاف: «أمام السلوكات التي تمارسها ضدنا وزارة التربية وأمام ما تعيشه المؤسسات التربوية من ظروف متردية ومن اعتداءات طالت العاملين فيها وفي ظل ما تعرفه المفاوضات مع الوزارة من تعثر وصل حدّ التنكر لبعض الاتفاقيات قررنا توحيد صفوفنا وتوحيد عملنا المشترك». وأشار ذاكر إلى أنّ البداية ستكون بالدفاع عن الحق النقابي وفي مقدمته حق الإضراب. وأكد على أن نقابات التربية عملت على تنسيق جهودها فأصدرت بيانا مشتركا وعقدت هذه الندوة المشتركة كما استعرض الإشكالات الخاصة بكل قطاع. وبخصوص التعليم الثانوي قال ذاكر إنّ المفاوضات لم تستأنف بين الطرفين بعد الجلسة التي عقدت في أفريل الماضي، وإن وزارة التربية لم تطبق الاتفاقيات الممضاة بين الطرفين. وأشار إلى أنّ مسألة التقاعد في سن 55 سنة مع العمل لمدة 30 سنة (التنفيل ب5 سنوات) وتخصيص منحة مشقة المهنة وتسوية وضعية المتعاقدين والمكفوفين وإلغاء التسميات في الخطط الوظيفية هي أهم مطالب أهل القطاع. متفقّدو الثانوي أكد الطاهر ذاكر أن متفقدي التعليم الثانوي أصبحوا غير قادرين عن تأمين التنقل لأداء وظيفتهم أمام ما تعرفه البلاد من تدهور اقتصادي وغلاء للمعيشة. وقال ذاكر: رغم أهمية هذا الملف عمل زملاؤنا على إنجاح المفاوضات لكن جلسة 10 أفريل كانت جلسة استماع ولم تكن جلسة تفاوض. متفقدو الابتدائي أشار ذاكر إلى أن وزارة التربية لم تحدّد إلى حدّ هذا اليوم جلسة للتفاوض مذكرا بأنها لم تفعّل بنود اتفاقية نوفمبر 2011 وخاصة في ما يتعلق بمنحة العودة المدرسية. كما أكد أنها تراجعت عن اتفاقية مارس 2011 والتي تعنى بالخطط الوظيفية وعن إحداث الهيئة العليا للتفقد. مستشارو التوجيه المدرسي والجامعي وأكد الطاهر ذاكر أنّ أهمّ الإشكاليات التي يواجهها مستشارو التوجيه المدرسي والجامعي هي عدم تفعيل الاتفاقيات الممضاة في 2011 وعدم تحديد جلسة تفاوضية إلى غاية هذا التاريخ. التعليم الأساسي أكد الطاهر ذاكر أنّ الوضع في قطاع التعليم الأساسي لا يختلف عن الوضع في بقية القطاعات التربوية مشيرا إلى أن النقابة لم تتلق أيّة دعوة للتفاوض بالرغم من قرار المدرسين للإضراب يومي 15 و16 ماي الجاري. وقال ذاكر: وزارة التربية لم تحدّد أيّة جلسة للتفاوض وكأنّ الوضع في المؤسسات التربوية لا يعنيها. وأضاف: تعطيلها للمفاوضات وسلوك المماطلة والتسويف الذي تنتهجه ضدّنا وعدم تفعيل الاتفاقيات الممضاة بيننا دفع النقابات إلى العمل المشترك مشيرا إلى أنّ لجنة تمثل نقابات التربية (تكونت مؤخرا) تجتمع بصفة متواصلة لمتابعة التطوّرات في كل القطاع. وأن من بوادر العمل المشترك إمضاء نقابة عملة التربية يوم الجمعة الفارط لمحضر اتفاق مع وزارة الإشراف. وأكد ذاكر على أن اللجنة المذكورة ستواصل الدفاع عن المنظومة التربوية وإعداد مقترحات في اتجاه تطويرها وإصلاحها. وأشار ذاكر إلى أن النقابات المذكورة ستنفذ يوم 15 ماي وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة التربية بداية من الساعة العاشرة صباحا ثم تتوجه بعد ذلك إلى القصبة لتواصل الوقفة أمام مقر رئاسة الحكومة مؤكدا على أن المندوبيات الجهوية للتربية بمختلف جهات البلاد ستشهد يوم 16 ماي وقفات احتجاجية لنفس النقابات. العودة إلى المربّع الأوّل مستحيلة من جانبه وجه السيد لسعد اليعقوبي كاتب عام نقابة التعليم الثانوي رسالة إلى وزارة التربية مفادها أن رهانها على عدم التفاف النقابات حول مطالب منظوريها واه. وقال اليعقوبي: هي واهمة إذا كانت تعتقد ذلك. وأضاف: «في زمن الثورة وفي زمن الحقوق والحريات لا يجب أن تعتقد الوزارة أن شوكتها أقوى من شوكة الاستبداد». وأكد على أن «إعادتهم إلى المربع الأوّل للمفاوضات لن تتم وأن كل الخيارات مفتوحة». وقال اليعقوبي إذا لم تغيّر الحكومة موقفها فإننا لن نتنازل عن الحقوق التي نناضل من أجلها وأولها الخروج بالمدرّس من المستنقع الذي هو فيه. وأضاف: سنعمل بكل ما أوتينا من قوّة للدفاع عن مطالبنا وما على الوزارة إلا أن تتحمّل مسؤولية ما سينجرّ عن هذا السلوك. وأردف: «لن نتنازل عن مفاوضات جدية لا مماطلة فيها.. مفاوضات على قاعدة الاتفاقيات المبرمة بدون شروط». وفي رده على سؤال حول موقع التلميذ من التجاذبات بين الوزارة والنقابة قال اليعقوبي: «هم يحاولون أن يستعملوا ضدّنا سلاح «التلميذ» لكننا سنعمل على إنهاء السنة الدراسية وإنجاز الامتحانات في ظروف طيّبة». وأضاف: سنعمل على أن يكون التلميذ خارج اللعبة وأكد على أن التلميذ لن يدخل في دائرة التجاذبات بين النقابة والوزارة. وقال: نحن أولياء وأبناؤنا تلاميذ ولن يدفع أبناؤنا الضريبة. رسالة إلى الرأي العام أمّا السيد نورالدين الشمنقي كاتب عام نقابة متفقدي التعليم الابتدائي فقد أكد أن النقابة تفطنت مؤخرا إلى أن الحكومة تريد الالتفاف على مطالب المدرّسين بعد أن كانت تؤمن بأن الحوار هو المرتكز الأساسي للتعامل معها. وفي رسالة توجه بها إلى الرأي العام قال الشمنقي: «نحن حريصون شديد الحرص علي تأمين السنة الدراسية وخلافنا مع سلطة الإشراف التي تعمل على الالتفاف على مطالب المدرسين لن يؤثر على مصلحة التلميذ وعلى سير الامتحانات». من جهته أكد رضا الشتيوي كاتب عام نقابة مستشاري التوجيه والإعلام أنّ النقابة المذكورة أجّلت كل مطالبها المادية وبالرغم من ذلك لم يتم تطبيق الاتفاقيات حسب قوله، مشيرا إلى أن الوزارة غير قادرة على اتخاذ أيّ قرار وأن القرارات المتعلقة بالوزارة تتخذ في «القصبة» وليس في «باب بنات».