تحت شعار «تونس لن تبيع سوريا»، نظمت صباح امس التنسيقية الشعبية لنصرة سوريا بتونس ندوة اعلامية تحسيسية لحث السلط على مراجعة موقفها وإعادة العلاقات الدبلوماسية بين تونس وسوريا وللمطالبة بالتدخل الفوري والعاجل ومنع الشباب التونسي من الجهاد في سوريا وذلك بحضور مجموعة هامة من مكونات المجتمع المدني وممثلي الجمعيات وثلة من عائلات الشبان الموجودين على الأراضي السورية. واكد منصف وناس، منسق عام التنسيقية الشعبية لدى افتتاحه للندوة ان منظمتهم في سعي دائم للكشف عما وصفه ب «المؤامرة الدولية المدعومة التي دفعت بأبناء العائلات التونسية وسط المحرقة السورية» على حدّ تعبيرهم. ودعا في سياق متصل الى محاسبة كل الشبكات المنظمة التي بعثت بشبابنا الى سوريا تحت غطاء الجهاد والى العمل على ايجاد آلية لارجاع المهجرين والى التصدي لعمليات تجنيدهم وتدريبهم وتمويلهم على حد قوله. اما صالح بدروشي عضو بالتنسيقية، فقد عبر عن رفضه وشديد غضبه من الموقف الذي اتخذته الحكومة التونسية السابقة بمقاطعة سوريا، وقال في هذا الصدد: «نحن نعتبر ان اتخاذ قرار طرد السفير السوري اثناء مداولات مجلس الأمن دليل واضح على ان قرار الحكومة مملى من الخارج، ونحن نرفض انخراط بلادنا في المؤامرات التي تحاك ضد أشقائنا كما ندين استخدام شبابنا كوقود لاشعال نار الفتنة وقتل اخوانهم السوريين، ومطلبنا الرئيسي اليوم هو ان تعمل الحكومة على اعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا». وأشار صالح بدروشي الى ان العديد من العائلات التونسية السورية المتصاهرة قد تضررت من توتر العلاقات بين الدولتين مبينا ان في اعادة فتح القنوات الدبلوماسية اعادة لروح العلاقات بين الشعبين. لا لتدخل تونس في المؤامرة من جهته، اكد عبد الكريم الغابري عضو بالتنسيقية الشعبية لنصرة سوريا ان لا علاقة لما يجري في سوريا بالحرية ولا بالاصلاح على حد تعبيره، وقال في هذا الصدد: «لا يمكن ان تلتقي مسارات الحرية مع مسارات الخيانة والعمالة لأعداد الشعوب التاريخيين: الاستعمار والصهيونية وادواتهم العربية، ونحن نؤكد ان شبابنا لم يُخلق لتراق دماؤه في ازقة دمشق وحلب كما انها ليست رخيصة كي يستغلها اعداء امتنا للضغط على سوريا في المفاوضات السياسية الجارية على الصعيد الدولي». وادان الغابري التدخل الاجنبي في الشأن السوري ودعا الى التصدي لعمليات ارسال الشباب المغرر بهم الى الاراضي السورية وكشف الشبكات المورطة في ذلك والى التمييز بين من وقع التغرير بهم على حد تعبيره والى العمل على «اقناعهم وانتشالهم من مصيدة التضليل الاعلامي». كما طالب الغابري بضرورة العمل على تنظيم مؤتمر قومي شعبي لالتقاء انصار سوريا في الوطن العربي لتوحيد جهودهم وتأسيس تنسيقيات شعبية لنصرة سوريا ولمناهضة العدوان والتدخل الخارجي مشددا على ضرورة تنظيم تظاهرات واحتجاجات ضد اعداء الشعب السوري و«تنظيم ندوات اعلامية لكشف حقيقة العدوان الواقع على تونس». واضاف الغابري : «في حال لم تتوقف تركيا وقطر عن تخريب سوريا ومعاداتها نطالب بغلق سفارتيهما في تونس ونحن ندعو كل احرار العرب الى الاحتجاج والتظاهر ضدهما والمطالبة بغلق سفارتيهما في كل الاقطار العربية. كما نحذر الرئاسة والحكومة التونسية من مغبة الخضوع لطلب قطر والاقدام على تسليم سفارة الجمهورية العربية السورية الى ما يسمى بالمعارضة السورية او منح هؤلاء العملاء تمثيلا دبلوماسيا و«نرفض تدخل تونس في هذه المؤامرة». حسرة وعيون دامعة وشكل اللقاء فرصة لافراد عائلات الشبان المغرر بهم كي يقدموا شهادات مهمة حول ما حدث لذويهم: وتحدثت حبيبة العجمي عن ابن اخيها بحرقة ولوعة مشيرة الى وجود شبكة كاملة في منطقة قصور الساف جندت العديد من ابناء منطقتها على حد قولها، وقالت في هذا الصدد: «معاهدنا وكلياتنا ومساجدنا اصبحت اوكارا ومكامن لتأطير ابنائنا، فهناك يشرعون الجهاد ويدلون بالفتاوى وانا اعتقد ان القرار السياسي بقطع العلاقات الدبلوماسية التونسية مع نظيرتها السورية هو الذي شجع المجرمين على اصدار فتاوى مماثلة وكل ما نطلبه اليوم هو اعادة فتح قنوات الاتصال مع سوريا وبفضح كل من تثبت ادانته في الزج بأبنائنا صلب المحرقة السورية» وبحسرة وعيون دامعة اشار عبد الحفيظ الغزلاني الى وجود اطراف شاذة داخل المساجد في ولاية القصرين رمت بابنه في الحرب السورية وقال: «ابني مهندس ولا يفقه في الدين شيئا، غادر البلاد يوم 6 فيفري 2013، ثم اتصل بي يوم 17 افريل ليقول حرفيا: «احتسبني عند الله شهيدا».. وأنا أحمّل الحكومة مسؤولية هذا النزيف وهذا التضليل وهي مطالبة باعادة احتوائهم واعادة ادماجهم».