عبر كمال الجندوبي الرئيس السابق للهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن خشيته من استعمال تقرير دائرة المحاسبات لتبرير ضرب استقلالية الهيئة القادمة ولفرض هيمنة الحكومة على الهيئة بفرض أساليب التوجيه والتوظيف والتجاوز. وأضاف في ندوة صحفية عقدها صباح اليوم ب"إن تقرير دائرة المحاسبات رغم ما يحويه من دلائل وبراهين وإحصائيات لا يحوي على فساد مالي أو تجاوز أو خرق للقانون لهيئة كانت أول مؤسسة ناجحة أنتجها المخاض الثوري في تونس". *الديون... ولم يترك كمال الجندوبي الفرصة تمر دون ان يتهم ما اسماه بال"خفافيش والمرتزقة التي تعمل وتحرض على "الصفحات الفايس بوكية" بشأن الديون التي أفرزها تقرير دائرة المحاسبات المقدرة في حدود 7 م.د معتبرا "أنّ تصرّف الهيئة كان متوازنا ولم يفرز عجزا". وأكد أن المبالغ المقدرة ب3،5 م.د لفائدة وزارة الدّفاع الوطني و1،7م.د لخزينة الدّولة و1م.د لمؤسّسة التلفزة التونسيّة قد أدرجت الفواتير الخاصة بها في تقرير الهيئة المالي باعتبارها نفقات لم تكن مبرمجة منذ البداية.
*ذهب سدى... وأجاب رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات على ما ورد في تقرير دائرة المحاسبات بخصوص صرف الهيئة منحا بقيمة145 أ.د لفائدة 3632 عونا بعد يوم الاقتراع في حين أنّهم تخلّفوا عن المشاركة في ذلك اليوم ما دفع الهيئات الفرعيّة إلى الاستعانة ب 2535عونا آخرين لم يتلقّوا تكوينا في الغرض بالتأكيد على أن تكوين الأعوان لا يعني بالضرورة توظيفهم. وأشار الى أنّه في بعض الحالات لم يتم الرضا عن بعض الأعوان بناء على تقييم المكونين علاوة على ضرورة إزاحة البعض الآخرين بسبب معلومات ترد على الهيئة عن انتماءات حزبية. "بزايد"حبار ... وأشار تقرير دائرة المحاسبات أيضا الى أن الهيئة بتاريخ 1 أكتوبر 2011 أبرمت عقد تزوّد بقيمة 677أ.د لشراء 25 ألف قارورة حبر انتخابي وهو ما يمكّن من مشاركة حوالي 15 مليون مقترع أي ما يمثّل حوالي ضعف عدد المقترعين المحتملين وعلل الجندوبي ذلك بأنه تم ضبط الحاجيات من الحبر الانتخابي على أساس 12.000 مكتب اقتراع وبحساب قارورتي حبر لكل مكتب باعتبار أن القارورة تكفي ل600 ناخب مع 1000 قارورة احتياطا. وأضاف بان الدائرة قامت بعمليّة حسابية مغلوطة 25.000 (قارورة) X 600 (ناخب) = 15 مليون ناخب بسبب أن "قارورة الحبر غير قابلة للتقسيم ولا يمكن تصوّر منح مكتب الاقتراع نصف قارورة أو كأس حبر مثلا أو تسخير عون يتنقل بقارورة حبر من مكتب إلى آخر لإضافة القليل من الحبر في القوارير الفارغة ولا يمكن البحث أيضا عن اقتصاد بعض الآلاف من الدنانير مقابل مخاطر النقص في الحبر بالمكاتب. " وين مشات الحواسيب؟..." وأجاب كمال الجندوبي على السؤال حول فقدان205 حواسيب محمولة و 234 آلة قراءة ضوئية للتسجيل و 126 آلة طابعة بالقول "أنّ المركز الوطني للإعلامية عند قيامه باقتناء وتركيز المعدّات الإعلامية تعامل مع مزوّدين من القطاع الخاص دون أن يتم تشريك الهيئة المركزية أو الهيئات الفرعية بتاتا وذلك على الأقل باعتبار أنّه لم يتم بعث هذه الهيئات فما بالك بالنسبة للمقرات المخصصة لها والدليل على ذلك هي وصولات تسليم وتركيز المعدّات الممضاة من قبل موظفي البلديات والولايات". واضاف ان النقص المسجّل هو في حدود 14 حاسوبا محمولا و 5 حواسيب ثابتة و 6 آلات طابعة وقد تم تحرير محاضر في شأنها، أمّا بقية المعدات فهي لدى الهيئة في انتظار تسليمها لوزارة التربية وتحرير محضر نهائي في الغرض .