فعلها فريق النادي الرياضي الصفاقسي ثانية بعد ان اطاح بالترجي الرياضي التونسي في الجولة الفارطة والحق هزيمة جديدة بضيفه النجم الرياضي الساحلي في مباراة كانت صعبة جدا على الفريق المحلي المنقوص من خدمات ثلاث ركائز اساسية وهم الظهيران الايمن مامان ايسوفو والايسر علي المعلول وملك وسط الميدان الفرجاني ساسي ، الا ان الرصيد البشري للفريق اضافة الى الحنكة والدهاء الذي يتميز به الاطار الفني للفريق بقيادة الهولندي رود كرول ومساعده حمادي الدو اللذين مكنا الفريق من تجاوز هذا الاشكال القائم الذي ظن اغلب متتبعي البطولة الوطنية انه سوف يعود بالوبال على الفريق وبالتالي يمكن القول ان النادي الرياضي الصفاقسي قد تخطى نهائيا اصعب عقبتين في البطولة لهذا الموسم بنجاح وهما فريقا الترجي والنجم وبالتالي على المجموعة ان تواصل المسيرة نحو اللقب الذي بات الآن على مرمى حجر ولا يفصله عن محطته الاخيرة للوصول الى باب الجبلي الا كيلومترات قليلة وجب على الفريق ان يعد لها كل العدة لتفادي المفاجآت غير السارة فالمنافس ليس فريقا عاديا بل هو النادي الافريقي احد الرباعي الكبير في تونس والفوز عليه في مباراة مصيرية ليس بالامر الهين وعلى الجميع ان يعي دقة الموقف وان يعطوا الامور القدر الكافي من الاهمية. حذار فاللقب لم يحسم مصيره بعد هذا ما يجب على كافة مكونات فريق النادي الرياضي الصفاقسي ان تعيه اذ مباشرة اثر نهاية مباراة الفريق ضدّ النجم الرياضي الساحلي عمت حالة هستيرية من الفرحة في ارجاء ملعب الطيب المهيري رافقتها فرحة عارمة في مدينة صفاقس حيث خرج الاحباء بالآلاف يتغنون بالفوز بل حتى باللقب وفي الحقيقة فقد كان المدرب الهولندي الاستثناء حيث انه لم يبالغ في الفرحة وهو ما يجب فعله ويمكن القول ايضا ان الاطار الفني والاداري واعيان تماما بدقة الموقف وخطورته على حد السواء فالمباراة القادمة سوف لن تكون فسحة كما يتوهمه الكثيرون ، فالمنافس يعتبر من العيار الثقيل في بطولتنا بل واكثر من ذلك فهو مجروح في كبريائه نتيجة الحصيلة السلبية التي احرزها في مرحلة البلاي اوف والاخطر من ذلك ان النادي الافريقي سوف يلعب دون ضغط عكس الفريق المحلي الذي سوف يكون مطالبا بالفوز اولا واخيرا لاحراز لقب البطولة الغائب عن خزينة النادي منذ 2005 وبالتالي فانه يتوجب على المحيطين بالفريق وخاصة الاطار الفني والمسيرين الانتباه جيدا لخطورة الموقف وزرعها في اذهان اللاعبين الذين هم في اغلبهم صغار السن وتعوزهم الخبرة الكافية في مثل هذه المواعيد كما ان الجماهير العريضة والوفية لنادي عاصمة الجنوب ليست مستعدة لتقبل خيبة اخرى بعد الذكرى السيئة وما حصل في نهائي رابطة الابطال الافريقية امام الاهلي المصري في ملعب رادس 2006 وهذا ما يجب ان يزيد في اصرار اللاعبين قصد اقتلاع النقاط الثلاث وبفارق اهداف مريحة تجعل الفريق في مأمن من اي مفاجئة غير سارة. يعلم الجميع أن كرتنا كانت في الماضي غارقة في الفساد خاصة زمن المخلوع وايام سليم شيبوب واثر الثورة ظن الجميع ان الامور سوف تتحسن الا ان العكس هو الذي حصل حيث تمادت الانتهاكات في الميدان الرياضي الذي اصبح يخلق العداوة اكثر من التآخي حتى اننا لا نكاد نشاهد لقطة في ميادين كرة القدم تعبر عن الروح الرياضية التي وقع ذبحها في تونس من الوريد الى الوريد الا ان الاستثناء الجميل جاءنا من فريقي النادي الرياضي الصفاقسي والنجم الرياضي الساحلي اللذين كانا مثالا جميلا لجمال اللعبة وجمال قيمها النبيلة فكلنا يتذكر الطريقة الحضارية التي تصرف بها جمهور النجم في مباراة الذهاب حيث صفق للفريق الزائر الذي انحنى امامه وهو تصرف لم نعهده في ملاعبنا وقد انعكس ذلك تماما على مباراة الاياب التي دارت وسط اجواء احتفالية بآتم معنى الكلمة رغم ان الرهان كان البطولة الوطنية فقد تحلى اللاعبون والمدربون والمسؤولون بروح رياضية عالية خلنا معها ان المباراة كانت ودية وقد تجلى ذلك كأبهى ما يكون من خلال تصريح رئيس النجم رضا شرف الدين الذي اثنى على فريقه وهنأ المنافس بالفوز في لقطة سبقتها اشادة من رئيس عاصمة الجنوب لطفي عبد الناظر بالحفاوة البالغة التي وجدوها في سوسة في مباراة الذهاب وهذه التصريحات والقيم هي التي يجب ان تتوفر في ملاعبنا بعيدا عن العصبية والتشنج والتي من شأنها ان تسهل مأمورية الجميع من امن وحكام وجامعة فهل تسير باقي الفرق على نفس درب الصفاقسي والنجم في المستقبل؟ جماهير النادي الصفاقسي تضرب المثل رائعة هي واكثر الجماهير العريضة للنادي الرياضي الصفاقسي وخاصة التي تواجدت الاحد الفارط في ملعب الطيب المهيري من اجل مساندة فريقها في مباراة ذات اهمية قصوى مدارها اللعب من اجل البطولة الوطنية امام منافس كبير اسمه النجم الرياضي الساحلي وبفريق منقوص من خدمات العديد من ركائزه الاساسية مثل علي المعلول ومامان يوسوفو ومحمد علي منصر والفرجاني ساسي الا ان المدد جاء هذه المرة من اللاعب رقم 12 الا وهو الجمهور الذي كان يحفز اللاعبين ويدفعهم في اللقاء دون هوادة ودون كلل او ملل فضرب الجمهور بذلك اروع مثال في التفاني في حب جمعيته في كنف الانضباط والتحلي بالروح الرياضية وهو ما تميز به جمهور عاصمة الجنوب منذ سماح السلط وخاصة الامنية بتواجد الجماهير في الميدان. فألف برافو لهذا الجمهور لما يقدمه من اداء من مباراة الى اخرى. «فخر الدين بن يوسف» استثناء جميل نعلم أننا سوف نظلم المجموعة باختيارنا لهذا العنوان لان كافة لاعبي النادي الرياضي الصفاقسي قدموا اكثر مما هو منتظر منهم في المباريات الاخيرة للفريق وخاصة في مباراة النجم اول امس حيث كان رامي الجريدي كالاسد في عرينه ومنع العديد من الكرات من ان تلج مرماه وهو مردود ممتاز وغاية في الروعة من حارس استفاد الشيء الكثير من المنافسة التي وجدها من حمدي الكسراوي كما كان البولعابي مثّل حاجزا متينا انكسرت امامه كافة الهجمات الخطيرة التي كان يقودها الثعلب لسعد الجزيري وزملاؤه كما عوض وسيم كمون احسن تعويض زميله الفرجاني ساسي الذي ليس بالسهل سد الشغور الذي يتركه نظرا لقيمته العالية وقدراته الكبيرة دفاعا وهجوما الا ان الامتياز الاستثناء امام النجم كان يتمثل في اللاعب فخر الدين بن يوسف او « كراوش» كما يحلو للجماهير ان تناديه فقد قدم هذا اللاعب واحدة من افضل مبارياته على الاطلاق وكان ادائه راقيا ومتميزا بل ان الفوز المحقق يعود فيه الفضل الى «الروج» فهذا اللاعب قام بكل شيء تقريبا فقد هاجم وارهق معه كامل دفاع الخصم حتى ان غازي عبد الرزاق نال من العذاب في محاصرته الشيء الكثير وهو ما جعله يستنجد بزميليه رامي البدوي ورضوان الفالحي من اجل التغطية واضافة الى ذلك فقد مهد بن يوسف للهدف الوحيد في اللقاء بتمريرة بينية من شيم اللاعبين الكبار واما في الدفاع حيث تكفل بهذه المهمة صحبة زميليه عبد القادر خشاش واثر ذلك حمزة جبنون وكان الحاجز الاول امام لسعد الجزيري وايضا خالد يحيى اللذين لم تفلح مهارتهما وسرعتهما في تخطي المهاجم والمدافع بامتياز فخر الدين بن يوسف . حصة تدريبية ثم الدخول الى النزل اجرى النادي الصفاقسي في الرابعة من مساء امس حصة تدريبية بملعب الطيب المهيري ثم دخل الفريق الى النزل للتحضير لمقابلة النادي الافريقي وضمت القائمة 20 لاعبا وفي برنامج الفريق اليوم الثلاثاء حصة تدريبية في الثالثة والنصف بعد الظهر . عودة الثالوث وغياب «كمون» تسجّل تشكيلة النادي الصفاقسي ضد النادي الافريقي عودة الثالوث الذي تغيب عن مقابلة النجم الساحلي ونقصد بذلك علي المعلول ومامان ايسوفو والفرجاني ساسي في المقابل سيتغيب لاعب الارتكاز وسيم كمون بسبب الانذار الثالث.
