شهد أمس رواق علي خوجة بمدينة المهدية فعاليات افتتاح معرض «تأمّلات» لمجموعة تتركّب من أربع عشرة رسّامة أكاديمية من خرّيجي المعهد العالي للفنون والحرف بالقيروان دفعة عام 2003 واللاتي ارتأين من خلال فكرتهنّ عرض أعمالهنّ المدهشة في الكثير من التقنيات والمجالات وقد تمكّن الفنان أكرم خوجة صاحب الرواق بفضل حراكه الدؤوب من أن يهديهنّ فرصة تاريخيّة للتعريف بالتجربة خارج أسوار القيروان عبر بوّابة المهدية. وفي الفضاء الذي اتّسع لحوالي 34 عملا فنّيا متفاوتا من حيث التقنية والرؤيا والمحامل لأكثر من 12 رسامة، انجلت اللمسة الأنثوية ناصعة برهافة الإحساس، سابحة بأطياف قوس قزح تشدّك بلا مواعيد مسبقة للتوقف برهة من زمن الإنفلات والفوضى لتمعن النظر عند ضفاف اللوحات، حتّى تذيب شجن هذا العصر العاصف. والحقيقة أنّ الزائرين لم يتردّدوا لحظة في فتح الحوار المباشر والالتصاق بالرسامات. وفي هذا السياق رصدنا أعمال كل من درّة دعلول وسنية فارسي وفيروز بوجدي وأنيسة غويلة ومنى الصفاقسي ونوال محجوب ووفاء قاضي وعفاف خلفاوي وسيرين تيرة وريم بن الشيخ وشاكرة السالمي ومليكة مذيوب وسامية موسى وسوسن ميلي وهالة هذيلي اللاتي تقاطعت تقنياتهنّ بين الرسم الزيتي والمائي ثمّ التلاعب بالبلّور والصور إلى جانب النحت والأكريليك على القماش ثمّ الخزف فاستقام بفضل هذا التعدّد المعرض فسيفساء من أحلام وتأمّلات غاية في الجمال والبهجة لتفتح في الرمل دالية العنب وتروي الروح من فاكهة الفردوس الذي رسمته وصنعت تجلياته الفاتنة مجموعة «تأمّلات».