أدّى أمس رئيس الحكومة علي العريض مصحوبا بوزير الفلاحة محمد بن سالم ووزير التجهيز والبيئة محمد سلمان زيارة عمل إلى ولاية باجة تجسدت في زيارات ميدانية لمحطات مختلفة كانت بدايتها في ضيعة غانم بمنطقة الجديدي بمعتمدية مجاز الباب أين تمّ إعطاء إشارة إنطلاق موسم الحصاد بالجهة قبل التنقل إلى أحد مراكز تجميع الحبوب من أجل الوقوف على مدى تقدم عملية التجميع والخزن. أما المحطة الثالثة فكانت في منطقة وادي الزرقاء حيث إطلع الوفد الحكومي على مدى تقدم إنجاز أشغال القسط الثاني من الطريق السيارة وادي الزرقاء – باجة – بوسالم...كما كانت الفرصة ملائمة للإصغاء إلى مجموعة من المستثمرين والمهتمين بالتنمية بالجهة وممثلي المجتمع المدني الذين قدموا فكرة عن مشروع متكامل سمّي جنان مجردة سيجمع بين السياحة والتجارة والتعليم والمنتوجات البيئية. محصول هام في الضيعات المسترجعة وأكد رئيس الحكومة خلال إقدامه صحبة وزير الفلاحة على مباشرة عملية الحصاد يدويا في البداية وبإستعمال الآلات الحاصدة ثانيا ثانية على أن ولاية باجة ستعرف إنتاجا طيبا كعادتها ولن تتأثر بنقص الأمطار الحاصل في جهات أخرى خاصة في الوسط والجنوب مؤكدا على ضرورة الحرص على إنجاح موسم الحصاد لتفادي إتلاف أي جزء من المحصول خاصة أن الإنتاج الوطني من الحبوب يعرف نقصا يقدر ب 35 بالمائة مقارنة بالموسم الماضي. كما أشار رئيس الحكومة الى أن ضيعة «غانم» هي احدى الضيعات الدولية التي تم إسترجاعها بعد الثورة وتولى ديوان الأراضي الدولية إستغلالها مضيفا أنه رغم ضعف وسائل الإنتاج فإن المحصول يعتبر طيبا. كما أشار إلى السعي لتقديم قانون يضمن الإستغلال الجيّد لمثل هذه الضيعات المسترجعة من خلال شراكة بين الدولة والمستثمرين الخواص لضمان مردودية أفضل لضيعات تتميز بتربة عالية الخصوبة. حوار مفتوح المحطة الثانية حملت رئيس الحكومة ووزير الفلاحة إلى مركز تجميع الحبوب بوادي الزرقاء أين تم الإطلاع على طريقة الخزن وجودة الحبوب التي جمّعت إلى حد الآن فكان في الإنتظار جمع من فلاحي الجهة الذين دخلوا في حوار مباشر ومفتوح معهما تناول المشاغل والمشاكل التي أعاقت ولاتزال تطوير منظومة الإنتاج النباتي والحيواني بالجهة من خلال التطرق إلى غلاء تكلفة الإنتاج وعدم توفر الأسمدة والأدوية بالكميات المطلوبة وفي الوقت الملائم الى جانب غلاء الأسعار. كما تحدث الفلاحون عن البنية التحتية وخاصة المسالك الفلاحية الوعرة التي تتسبب في ترك مساحات هامة خارج دائرة الإنتاج وتعيق عملية تجميع المحصول...الفلاحون تحدثوا أيضا عن إرتفاع أسعار الأعلاف وعدم مساهمة الدولة ومساعدة الفلاح على إنتاج الحليب واللحوم الحمراء وتفادي توريدها وإهدار العملة الصعبة. علي العريّض أصغى جيدا لمشاغل الفلاحين ووعد بدراسة الحلول في حين أن وزير الفلاحة محمد بن سالم أكد أن بعض الملاحظات فيها مبالغة كبيرة خاصة ما يتصل بمسألة توريد الحليب واللحوم الذي رآه الوزير حلاّ إستراتيجيا للضغط على السعر لفائدة المستهلك مع المحافظة على مصلحة الفلاح وطاقة إنتاجه... الطريق السيّارة... وبطء في الإنجاز المرحلة الختامية لزيارة رئيس الحكومة لولاية باجة حملته إلى مشروع القسط الثاني من الطريق السيارة الرابطة بين وادي الزرقاء وبوسالم عبر باجة أين وقف على مدى تقدّم إنجاز الأشغال...وقد أكد العريض بعد إطلاعه على المعطيات الخاصة بالمشروع أن تقدم الأشغال عرف بعض البطء بسبب نوعية الأشغال الصعبة في البدايات بالإضافة إلى المناخ الممطر لفترة طويلة مع بعض الإشكاليات العقارية التي لاتزال تحتاج للحسم مشيرا إلى أن الأمل قائم في تدارك التأخير في هذه الفترة التي تعرف طقسا مستقرا يساعد على التقدم في نسبة الإنجاز التي تراوحت بين ال 10 وال 12 بالمائة بين قسط وآخر بما أن المشروع ينقسم إلى ثلاثة أجزاء...وتجدر الإشارة إلى أن مشروع الطريق السيارة في قسطه الثاني الرابط بين وادي الزرقاء بوسالم على مسافة 54 كلم قدرت كلفته ب 430 مليون دينار بكل مكوناته من طريق وجسور ووصلات ومتممات وحددت آجال إنجازه ب 36 شهرا إنقضت منها 12 شهرا بنسبة تقدم ب 12 بالمائة بما يحيل إلى إمكانية حصول تأخير في الإنجاز رغم أن وزير التجهيز محمد سلمان أكد أنه بالإمكان إتمام الأشغال قبل الآجال التعاقدية بعدما تم الإنتهاء من الجزء الأصعب فيها.