أمين قارة يكشف سبب مغادرته قناة الحوار التونسي    الإتحاد العام لطلبة تونس يدعو إلى تنظيم تظاهرات طلابية تضامنًا مع الشعب الفلسطيني    مصر.. تصريحات أزهرية تثير غضبا حول الشاب وخطيبته وداعية يرد    خط تمويل ب10 مليون دينار من البنك التونسي للتضامن لديوان الأعلاف    وزيرة الاقتصاد والتخطيط تترأس الوفد التونسي في الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية    وزير الخارجية يتناول مع وزير المؤسسات الصغرى والمتوسطة الكامروني عددا من المسائل المتعلقة بالاستثمار وتعزيز التعاون الثنائي    صادم/ العثور على جثة كهل متحللة باحدى الضيعات الفلاحية..وهذه التفاصيل..    رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة ببوعرقوب يوجه نداء عاجل بسبب الحشرة القرمزية..    ملامحها "الفاتنة" أثارت الشكوك.. ستينيّة تفوز بلقب ملكة جمال    القصرين: مشاريع مبرمجة ببلدية الرخمات من معتمدية سبيطلة بما يقارب 4.5 ملايين دينار (معتمد سبيطلة)    فرنسا تعتزم المشاركة في مشروع مغربي للطاقة في الصحراء    الرابطة الأولى: تشكيلة النادي البنزرتي في مواجهة نجم المتلوي    دورة اتحاد شمال افريقيا لمنتخبات مواليد 2007-2008- المنتخب المصري يتوج بالبطولة    وزيرة التربية تطلع خلال زيارة بمعهد المكفوفين ببئر القصعة على ظروف إقامة التلاميذ    القطب المالي ينظر في اكبر ملف تحيل على البنوك وهذه التفاصيل ..    سيدي حسين : قدم له يد المساعدة فاستل سكينا وسلبه !!    استقرار نسبة الفائدة الرئيسية في تركيا في حدود 50%    بي هاش بنك: ارتفاع الناتج البنكي الصافي إلى 166 مليون دينار نهاية الربع الأول من العام الحالي    سيدي بوزيد: انطلاق فعاليات الاحتفال بالدورة 33 لشهر التراث بفقرات ومعارض متنوعة    صفاقس : "الفن-الفعل" ... شعار الدورة التأسيسية الأولى لمهرجان الفن المعاصر من 28 إلى 30 أفريل الجاري بالمركز الثقافي برج القلال    الناطق باسم محكمة تونس يوضح أسباب فتح تحقيق ضد الصحفية خلود مبروك    بنزرت: الافراج عن 23 شخصا محتفظ بهم في قضيّة الفولاذ    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم السبت 27 أفريل    خبير تركي يتوقع زلازل مدمرة في إسطنبول    المجلس المحلي بسيدي علي بن عون يطالب السلطات بحل نهائي لإشكالية انقطاع التيار الكهربائي    استشهاد شابين فلسطينيين وإصابة اثنين آخرين بنيران الاحتلال الصهيوني غربي "جنين"..#خبر_عاجل    عاجل/ نحو إقرار تجريم كراء المنازل للأجانب..    هوغربيتس يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة.. ويكشف عن مكانه    طقس السبت: ضباب محلي ودواوير رملية بهذه المناطق    عاجل/ الحوثيون يطلقون صواريخ على سفينتين في البحر الأحمر..    كيف نتعامل مع الضغوطات النفسية التي تظهر في فترة الامتحانات؟    "حماس" تعلن تسلمها رد الاحتلال حول مقترحاتها لصفقة تبادل الأسرى ووقف النار بغزة    مانشستر سيتي الانقليزي يهنّئ الترجي والأهلي    فضاءات أغلقت أبوابها وأخرى هجرها روادها .. من يعيد الحياة الى المكتبات العمومية؟    أخبار الملعب التونسي ..لا بديل عن الانتصار وتحذير للجمهور    ابتكرتها د. إيمان التركي المهري .. تقنية تونسية جديدة لعلاج الذقن المزدوجة    الكاف..جرحى في حادث مرور..    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    طقس الليلة    تسجيل مقدّمة ابن خلدون على لائحة 'ذاكرة العالم' لدى اليونسكو: آخر الاستعدادات    عاجل/ ايقاف مباراة الترجي وصانداونز    تألق تونسي جديد في مجال البحث العلمي في اختصاص أمراض وجراحة الأذن والحنجرة والرّقبة    الرابطة 1 ( تفادي النزول - الجولة الثامنة): مواجهات صعبة للنادي البنزرتي واتحاد تطاوين    منظمات وجمعيات: مضمون الكتيب الذي وقع سحبه من معرض تونس الدولي للكتاب ازدراء لقانون البلاد وضرب لقيم المجتمع    بطولة الرابطة 1 (مرحلة التتويج): حكام الجولة الخامسة    وزارة التجارة تتخذ اجراءات في قطاع الأعلاف منها التخفيض في أسعار فيتورة الصوجا المنتجة محليا    مدير عام وكالة النهوض بالبحث العلمي: الزراعات المائية حلّ لمجابهة التغيرات المناخية    أكثر من 20 ألف طالب تونسي يتابعون دراساتهم في الخارج    تقلص العجز التجاري الشهري    أخصائي في أمراض الشيخوخة: النساء أكثر عُرضة للإصابة بالزهايمر    تُحذير من خطورة تفشي هذا المرض في تونس..    عاجل : القبض على منحرف خطير محل 8 مناشير تفتيش في أريانة    دورة مدريد : أنس جابر تنتصر على السلوفاكية أنا كارولينا شميدلوفا    أمين قارة: إنتظروني في هذا الموعد...سأكشف كلّ شيء    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد الفتاح مورو ل «التونسية»:«النهضة» لم تعد كما كانت في قلوب الناس..و المرزوقي «يخدم في روحو»..
نشر في التونسية يوم 17 - 06 - 2013


حاوره: محمد بوغلاّب
ما يحدث داخل «النهضة» يذكّرني بأحزاب الستار الحديدي
المؤمنون بأفكاري... «مضروبين على أيديهم»
تحصين الثورة أصبح عند بعض الغوغائيين من المقدّسات
في احتفال «النهضة» بالقبة يوم السبت 8 جوان تكلم عبد الفتاح مورو (مؤسس الحركة الفعلي ومعه الشيخان راشد الغنوشي العائد آنذاك من فرنسا وإحميدة النيفر) أمام جماهير عدّلت أوتارها على إيقاع المنتصرين في مواجهة الخصوم من التجمعيين هذه المرة بعد أن حسمت معركة الصفر فاصل. قال الشيخ مورو إن الإسلاميين تعرضوا للظلم والتضييق على حرياتهم وأنه من واجبهم اليوم أن يحموا حريات غيرهم ما داموا في السلطة... لم يكن الأمر يحتاج لتفسير، فقد فهمت الجماهير التي جيء بها من مختلف أنحاء البلاد أن الشيخ مورو يلمح إلى قانون تحصين الثورة فارتفعت الأصوات تهتف «أوفياء أوفياء لا تجمّع لا نداء»...
سكت الشيخ قليلا ثم قال للهاتفين ضده «شكرا على التجاوب» وغادر المنصة.
اعتذر رفيق الدرب راشد الغنوشي لصديقه عبد الفتاح مورو بمكالمة هاتفية لتطييب خاطره، وقطع حمادي الجبالي خطوة أكبر بالتضامن الفيسبوكي بإسمه وبصفته أمينا عاما لحركة النهضة مع «احد أعلام حركتنا» كما قال، والجبالي نفسه صرح أكثر من مرة بمعارضته لقانون تحصين الثورة.
في هذا الحوار تحدث الأستاذ عبد الفتاح مورو عما يشغله ل «التونسية».
ما الذي يمكن لمؤسس التيار الإسلام السياسي في تونس وأول أمين عام لحركة النهضة(كانت عند التأسيس الإتجاه الإسلامي) أن يقوله في الذكرى 32 لميلاد الحركة وهي على أبواب الكهولة؟
لا يمكن قيس عمر حركة سياسية بذات طريقة قيس عمر الإنسان، بعض الحركات قد تكون في الثلاثين طفلة أو شابة أو شيخة حسب ما تتميز به من مبادئ وقيم وطموحات ، وما أريد ان اذكره في هذا السياق ان حركة «النهضة» نشأت قبل 6جوان 1981 بعشر سنوات تزيد فانا منذ سنة 1964 وكنت وقتها في السادسة عشرة من عمري كنت ارتاد مساجد تونس واجمع أندادي من الأطفال لملاّت قرًآنية أو لتفسير حديث أو ًآية ،فالتيار الإسلامي الذي أفضى إلى حركة الإتجاه الإسلامي ثم حركة النهضة بدأ منذ أواسط الستينات.
من إختار تسمية الإتجاه الإسلامي؟
هو حسيب بن عمار رحمه الله، وقد جاءت بالصدفة، فعندما وقعت المواجهة بين النقابيين والشغالين والحكومة في 26جانفي 1978 وجدنا أنفسنا خارج الصراع كنا حركة دينية دعوية ولم نكن قد طرحنا على أنفسنا هذه القضية الاجتماعية والنقابية تساءلنا «احنا وين؟» هذه القضية الاجتماعية لم تكن حاضرة في أذهاننا وكانت بقية الأطراف تدلي بمواقفها من الأحداث على صفحات جريدة «الرأي». بعد 26جانفي(الخميس الأسود) بدأنا نصدر بعض المواقف وقد أدرجها مدير «الرأي» المرحوم حسيب بن عمار تحت تسمية الإتجاه الإسلامي وبدأنا نعرف في الساحة بهذا الإسم، لذلك حين قررنا الإعلان عن حركتنا وجدنا تسمية الإتجاه الإسلامي أمرا واقعا بالنسبة إلينا ، ولكن الحركة بدأت كتيار ديني دعوي حتى التقائي بالأستاذ راشد الغنوشي سنة 1969 تاريخ عودته من فرنسا
ألم يكن لك سابق معرفة به؟
أبدا، درس الأستاذ راشد في سوريا ثم التحق بفرنسا ليكمل دراساته العليا ولكن شقيقه طلب منه العودة لطول غيابه وحتى يستحثه على العودة أخبره بأن أمه «على نفايد البيع» (بمعنى أنها توشك على الوفاة)، عاد الأستاذ راشد إلى تونس وقبل أن ينتقل إلى الحامة كان يرتاد الجوامع كدأبه في فرنسا للعمل الدعوي بين المهاجرين عن طريق جماعة التبليغ، وقد التقى في جامع الزيتونة بجمع من إخواني يتقدمهم صديقي رحمة الله عليه عبد الرؤوف صانشو الذي كان عضدي الأيمن وهو الذي ضبط لنا موعدا للقاء.عند التقائنا اكتشفت أننا متقاربان في الفهم بحكم مرجعيتنا المشتركة وتبين أن مصدرنا واحد وأعني سيد قطب وفكر «الإخوان».
اخترت أن تكون «إسلاميا» في فترة عرفت فيها تونس بروز حركة «بارسباكتيف»؟
طابع التدين الذي أتسم به تربيت عليه، أنا بدأت الصلاة مذ كنت في العاشرة من عمري.
مسألة عائلية؟
نعم، والدي كان يصلي وكذلك أمي، تربينا على هذا في حومة عربي بنهج سيدي العلوي «حومة شعبية» وعندي موقعي في الجامع «نحضر في الملّة ونحضر في الدروس» ثم أول قراءاتي من هنا وهناك هناك نوع من الكتب أعجبني هو الكتب الدينية والتاريخية.
هل إطلعت على كتب الفكر اليساري؟
طبعا أنا مثل أبناء جيلي كنا في قلب الفكر اليساري ، لا تنس أن حدثين كبيرين أثرا في جيلنا، في تلك الفترة حدث 5جوان1967(الهزيمة العسكرية ضد إسرائيل) كان حدثا مزلزلا بشتى مقاسات الزلزلة، الحدث الثاني هو ماي 1968(ثورة الطلبة في فرنسا).
أثر فيك ماي 1968فأصبحت إسلاميا؟
أثر فينا بمعنى أنه دفعنا إلى التساؤل هل نحن قادرون على أن نكون في مستوى التحديات كما فعل الشباب في فرنسا أولا ؟
كيف كنتم تنظرون إلى بورقيبة في ذلك الوقت؟
في البداية كنت خائفا من بورقيبة لأني كنت أشعر بأنه شخصية قوية تحدت الدين وكنا نتداول في تلك السنوات أن بورقيبة شجّع الناس على أن يفطروا في شهر رمضان.
هذه القضية هي التي كانت في نفسي لكن شيئا فشيئا إكتشفت أن بورقيبة من حجم خاص جدا وان نقائصه في الجانب الديني يقابلها إبداع في الجانب السياسي فنحن من الذين عايشوا موقف بورقيبة من قضية فلسطين وذهابه إلى أريحا وجولته العربية والإفريقية وتأثير هذه الزيارات في المنطقة ، هذا الوعي لم يكن غائبا عنا.
الاتصال بالأستاذ راشد هو الذي كون فينا التوق نحو تطوير العمل من عمل رعواني إلى عمل له فكر ولكن تبين أن الأستاذ راشد كما الأستاذ حميدة النيفر كان لهما اتصال بالإخوان المسلمين في مصر وتبين أنهما دعيا إلى الانتماء إلى تنظيم الإخوان وهذه المسألة لم أهضمها، كنت الوحيد الذي لم يكن لي تردد على المشرق ولم يكن لي إتصال بالإخوان، آمنت بأن لنا في تونس جامع الزيتونة وقد أتيح لي ان أتعرف على مجموعة من المشايخ مثل أحمد بن ميلاد والشاذلي بلقاضي والهادي بلقاضي والشيخ بن جعفر ومحمد الصالح النيفر والهادي النيفر... هم بقايا الطبقة الأولى من مدرسي جامع الزيتونة عرفتهم بسعي مني «كنت نمشي لديارهم نسمعهم واتحدث معهم» هؤلاء حببوني في إسلام ينتمي لشخصيتنا التونسية.
بعد أربعين عاما على التيار الإسلامي نجد القيادات ذاتها: الغنوشي ومورو، في الضفة المقابلة نجد قيادات تاريخية كحمة الهمامي ونجيب الشابي وأحمد بن صالح ومصطفى بن جعفر,,, فهل بقيادات مزمنة عابرة للعصور يمكن تحقيق الانتقال الديمقراطي في تونس؟
لعل من أسباب هذه الظاهرة الدكتاتورية التي سلطت على كل الناس والتي لم تسمح بظهور طاقات جديدة لأن جو المتابعة والملاحقة يمنع الشباب من أخذ مواقعهم ونحن قضينا ثلاثين سنة ملاحقين ومطاردين ، ومن غير الطبيعي أن تظل قيادة حركة لأربعة عقود وكنت صرحت بموقفي وأنا متشبث به ، وفي كل جلسة أحضرها في أي إطار أسأل عن نسبة الشباب بين الحاضرين.
نحن حين بدأنا النشاط السياسي لم نكن قد بلغنا العشرين الآن معدل السن عندنا هو الستين.
الآن إنتهت الدكتاتورية؟
وقتاش وفات؟
لقد مرت سنتان ولا اعتبر أنها فترة كافية لصعود قيادات جديدة، ما قلته وفهمه الأستاذ راشد على وجه الخطأ على أنه موقف موجه ضده قلته له هاتفيا وهو في لندرة، إن المطلوب أن يتنحى الكبار ونترك الشباب «يخدموا خدمتهم».
هل صحيح انه كان يفترض ان يتنحى راشد الغنوشي عن رئاسة الحركة قبل أن تتغير الظروف بثورة 14 جانفي؟
كان هذا مطروحا والأستاذ راشد انتقد انتقادا كبيرا ويبدو أن كل قيادات الحركة كانت تطالب باستبعاده إلا الذين عاشوا معه في المهجر ولذلك توطدت بينه وبينهم العلاقة.
ما الذي تغير الآن؟
الآن يقدم الأستاذ راشد على أنه رجل الوفاقات.
هل هذا صحيح؟
ليس صحيحا.
لو يغادر راشد الغنوشي حركة «النهضة» ماذا سيحدث؟
ستعول الحركة على نفسها «باش تصفى» أنا لا أتصور أن التجميع لمجرد التجميع يحقق النجاح. بالعكس هذا يعطل وأنتم تلاحظون النتوءات والأفكار المختلفة صلبها والإبقاء عليها بشكل إصطناعي تحت يافطات الأخوة والمحبة «ما يعطيش نتيجة تقعد الحركة معطّلة» أو تصبح المحبة صورية ويصبح الطرف القوي الذي يتحكم بالماكينة التنظيمية هو الفاعل فيما الآخرون ناظرون لا يفعلون شيئا لأنهم إخوة متحابون.
هل هناك جناح عبد الفتاح مورو داخل حركة «النهضة»؟
لا.
ألم تزرع أي بذرة لتجني حصادها اليوم؟
زرعت فكرا ولم أزرع تنظيما.
ألم يزهر هذا الفكر تنظيميا؟
هو موجود في الكثيرين ولكن هؤلاء» مضروبين على أياديهم».
داخل حركة «النهضة»؟
نعم داخل حركة النهضة، كل من يشتم عليه رائحة الفكر الذي أؤمن به يبعد ويقصى «كيفاش تحب نقلك بالأسماء أو بالإشارة ؟».
قبل الثورة وبعدها؟
قبل الثورة كانوا متفردين وبعد الثورة أصبح استبعاد الناس المؤمنين بأفكاري إنجازا.
يحدث هذا داخل حركة «النهضة»؟
«ما فيش كلام، نعطيك المقال شوفوا» أصبحنا الآن مثل الأحزاب البلشفية خلف الستار الحديدي من يشتم منه رأي مخالف يشنق من «شوافر عينيه».
في تصريحاتك الأخيرة لمّحت بأنه سيكون لك موقف حاسم مما حدث في إحتفال «النهضة» بذكرى تأسيسها في قصر الرياضة بالمنزه. ماذا تعني بموقف حاسم؟
أنا لا أشعر بأني ضمن حركة تقبل بي ، انا أقبل أن أخالف في الرأي ولكن القضية هل يقبل هؤلاء الذين يخالفونني الرأي بوجودي أولا «انا حاسس انهم غير قابلين بي» كما تراني وكما يعرفني التونسيون، هم لا يقبلون فكري، حتى الكلام الذي قلته لا يستوجب ردة الفعل التي حدثت، هؤلاء تصرفوا معي بسابق إضمار.
لحمادي الجبالي نفس موقفك من قانون تحصين الثورة ومع ذلك فهو لا يتعرض لما يصيبك أنت؟
الأستاذ حمادي الجبالي ربما كان سياسيا اكثر مني، وربما هو لا يجاهر بموقفه أو ربما لا يخشون منه ما يخشونه مني، أنا شخصيتي شعبية ورجل إتصال عام وأستقطب أطرافا كثيرة من التونسيين من النهضويين ومن غير النهضويين مواقفي الناس يتبعونها.
هل فكر حمادي الجبالي قريب من فكر عبد الفتاح مورو؟
في الفترة الأخيرة نعم ، لأن الأستاذ حمادي الجبالي كان محافظا ومن الواضح انه أدرك أن جبة «النهضة» لم تتطور بعد الثورة بالشكل الكافي.
هل تراه قادرا على رئاسة تونس؟
لا أخالف في ذلك
هل هو أفضل من يمكن أن ترشحه «النهضة» للرئاسة؟
ل «النهضة» كفاءات يمكن أن ترشحها وهو احد الذين يستحقون أن يتم ترشيحهم.
هل مازال إسمك مطروحا كمرشح للرئاسية؟
(مستفسرا) من النهضة؟ أنا ترشحني «النهضة»؟
نعم،
هذا سؤال يطرح عليها وعلى كل حال الأستاذ راشد صرح قبل أيام قليلة بأن أفضل إنسان يُسمع من الشعب التونسي هو فلان(أي عبد الفتاح مورو).
وفلان هو أنت؟
نعم، ربما قالها لتطييب خاطري وربما قالها لأنه يؤمن بها
لا يمكن أن تترشح إلا بتزكية من «النهضة»؟
الرئاسية في تصوري مشكلة، من جهة إذا كنا نؤمن بأن شخصية رئيس الجمهورية هي محددة في تطوير وضع البلاد نكون مخطئين في تقييم وضع البلاد إن وقفنا عند هذا الحد. أما أن يكون الرئيس رمزا لتوحيد كلمة التونسيين وتقبل به مختلف الأطياف السياسية حتى لو لم تكن له صلاحيات كبيرة، تجمع الطبقة السياسية على تقديمه المشكل أن السياسيين منذ الدقائق الأولى للثورة دخلوا «باش ينتفوا بعضهم ، عندهم الحق باش يتميز كل واحد عن غيره» لم يجد السياسيون مجالا يجمعهم ويوحد كلمتهم، ولكن هذه المرحلة هي فترة جمع لا تشتيت ونحن نحتاج إلى شخصية غير معنية بالإنجاز الحزبي:
هل لنا في تونس هذا النوع من الشخصيات؟
ينجموا يلقاو.
من مثلا؟
هذه قضية التونسيين لا قضية عبد الفتاح مورو فقط.
حتى من داخل الأحزاب وتكون شخصيات لا تعطي الأولوية لانتمائها الحزبي؟
هناك شخصيات تنتمي لأحزاب ولكنها تتحدث بلغة الوطنية الجامعة ما عليهم إلا أن يبحثوا عن الشخص المناسب.
إعتذر لك حمادي الجبالي بإسمه وصفته أمينا عاما ل «النهضة» عمّا حدث لك في قصر الرياضة بالمنزه فبماذا تعلق؟
أنا أحيي الأستاذ حمادي الجبالي على جرأته وهذا ليس مستغربا من شخص تميز بلياقته وحسن أدائه الإنساني والسياسي واعتبر هذه اللفتة الكريمة سببا لإرجاع الطمأنينة إلى نفسي بعد أن أصبحت أتساءل عما يحدث داخل حركة «النهضة» من تمّرد على قيم الأخوة والإحترام المتبادل ، فتحية للأستاذ حمادي الجبالي ودعوة إلى أن يسعى لترشيد الخيارات داخل الحركة.
هل أنت مع أن يكون رئيس الدولة من «النهضة»؟
أنا مع ان يكون الرئيس مستندا إلى قاعدة سياسية وشعبية قوية وإذا كان شخصية حزبية فعليه أن يتخلى عن حزبيته لفائدة وطنه على ان يكون تخليا حقيقيا لا شكليا وان يكون قادرا على تجميع الناس لا ليخدم شخصه كما يحدث الآن مع رئيس جمهوريتنا الحالي «يخدم في روحو يبهرج في نفسو».
كنت حسن الظن به؟
نعم، لأني توقعت أن نضاله الوطني السابق سيطغى على تصرفاته بشكل يجعله يفكر في مصلحة الوطن قبل مصلحة حزبه ومصلحته الشخصية.
هل غيره قصر قرطاج؟
مانيش عارف، ربما الطموحات.
هل مازال هناك تواصل بينكما؟
أنا مواطن عادي وهو رئيس جمهورية فكيف يمكن ان يكون هناك تواصل بيننا؟ التواصل الوحيد الممكن عن طريق حزبي وأنا حزبي لا يقدمني لأتشرف بالتواصل مع رئيس الجمهورية.
هل لديك علم بما يتردد من تعيينات تقوم بها «النهضة» لأنصارها في مفاصل الدولة؟
لا (يعيدها ثلاث مرات).
الا تستشار في التعيينات؟
لا أستشار ولا أعلم ما الخطة فيها، ويبدو انه أمر خفي لا يعلمه إلا الراسخون في العلم
تردد أن لك دور في الاتصال برجال الأعمال الممنوعين من السفر وترتيب اتفاقات معهم؟
لم يكلفني أحد إنما أنا اتصلت من تلقاء نفسي بكثير من رجال الأعمال لأستشف مواقفهم من قضية التنمية.
فهمت اتصالاتك على أنها خدمة بالوكالة ل «النهضة»؟
لم يحصل هذا أبدا.
تحدث البعض عن انها محاولات تسوية لفائدة «النهضة» تحت الطاولة؟
لم يحصل ذلك أبدا لا من قريب او من بعيد، ولي شرف يفرض عليّ ان احترم كلمتي. أبدا لم يحدث ذلك لا بطلب من «النهضة» ولا بطلب من رجال الأعمال ولم يدر بخلدي أن اتصالي برجال الأعمال يأتي في إطار التهيئة لمفاهمات خاصة.
كيف ترى حل هذا الإشكال؟
الملف يحتاج إلى جرأة
جرأة ممن؟
من السلطة نفسها لأن السلطة وأعني بذلك «النهضة» أصبحت أسيرة شعارات رفعتها وأصبحت عاجزة عن تطويع قواعدها لفهم الواقع لأن الذين هتفوا ضدي عبّئت أدمغتهم في وقت من الأوقات بشعارات أصبحت قواعد لا مناص منها، هم لا يفكرون في أن الواقع السياسي له شروطه ومقتضياته ومتطلباته، هؤلاء سيصبحون وبالا على من أدلجوهم، ومن أدلجوهم أصبحوا الآن عاجزين عن تغيير أفكارهم. يصعب على «النهضة» ان تسيّر هؤلاء في إتجاه معاكس لما قدّم لهم من شعارات سابقة قضية تحصين الثورة مبدأ لا أعتقد أنه يتنازع عليه إثنان ولكنه مبدأ يخضع لتأثيرات الواقع هل هو نافع أو لا؟ هل يأتي بنتيجة لمصلحة تونس أو ضدها؟ هؤلاء الذين حشيت رؤوسهم بشعارات غير قادرين على التفكير وكأن تحصين الثورة بات من المقدسات وهذا خطر ...
أنا اتصور أن حركة «النهضة» من المفروض ان تكوّن اليوم سياسيين بمعنى أن يحللوا الحدث السياسي ويفهموا ما المناسب اليوم لا أن يكونوا غوغائيين لا يقرؤون صحفا ولا يتابعون أحداثا عالمية ولا يقرؤون تحاليل لما يقع في البلاد وفي الدنيا في مراكز الدراسات والاستشراف. هؤلاء أناس منقطعون عما يحدث في تونس وفي العالم وعبئت أدمغتهم ببضع شعارات لا تسمن ولا تغني من جوع.
هل تتحدث عن قواعد «النهضة» او قياداتها؟
(يتردد في الإجابة)
هل تتحدث عن قواعد الحركة أو جزء من قياداتها؟
كما تكونون يولى عليكم «كي سيدي كي جواده، شنية الحكاية؟».
راشد الغنوشي وعد أنصار «النهضة» في صفاقس بالانتصار في الإنتخابات القادمة والتي بعدها والتي تليها؟
هو موقف طبيعي من قيادة تريد الرفع من معنويات قواعدها.
أنت قائد ل «النهضة» ايضا واخترت الحديث عن الحريات في اجتماع جماهيري؟
أنا اخترت الحديث عن موضوع أعتبره أساسيا أهم من الانتخابات، ما يشغلني هو من هو قادر على الارتقاء بالوعي السياسي للتونسيين ويجعل منا شعبا يتطلع إلى مستقبل أفضل «ما يهمنيش في الحاكم» الذي سيقوم بهذا الدور الحضاري يهمني الفكر وكيف يسوق بين ابناء هذا الشعب، مطلوب منا ان نرتقي بوعي الناس.
كيف هي علاقتك بعلي العريض؟
علاقة مواطن برئيس الحكومة.
فقط؟
فقط.
الا يستشيرك؟
لا، لا السيد رئيس الحكومة لا يحتاج إلى رأيي.
حمادي الجبالي إحتاجه؟
على كل حال السيد رئيس الحكومة الحالي أهل لأن يرشد الناس.
هل تثق في استطلاعات الرأي التي تمنح «نداء تونس» الأسبقية على «النهضة»؟
أحيانا تفبرك ولكن ما أعلمه من خلال اتصالي بالناس يعني استطلاع رأي رعواني» أن عدد المنتقدين لحركة «النهضة» يتكاثر يوما بعد يوم.
عبد اللطيف المكي(وزير الصحة) صرح بأن لديه وثائق تؤكد تزوير استطلاعات الرأي؟
ممكن واين الإشكال في ذلك؟ حتى وإن ثبت ذلك فهو لا يعني ان «النهضة» في قلوب الناس الكل أو أنها اليوم كما كانت من قبل بدليل ان الأستاذ راشد الغنوشي حينما ذهب إلى صفاقس في الحملة الإنتخابية نظم لقاؤه الجماهيري في ملعب كرة قدم وحين ذهب إلى صفاقس في ذكرى تأسيس الحركة إلتام الاجتماع في قاعة «ما تعباتش».
هل مازال للباجي قائد السبسي دور في الساحة السياسية؟
«كل واحد عندو دور» وسي الباجي له دور لا شك فيه ولا ريب، ماضيه السياسي يفرض ان يكون لديه ما يقدمه لمجتمعه في هذه المرحلة، انا إنتظرت منه ألاّ يكون رئيس حزب، ان يكون أعلى من الحزب، قادرا على الترشيد وان يكون مرجعية للطبقة السياسية، في تونس ليس لنا مرجعيات الآن وكنت أتوقع أن تكون هناك شخصيات كبيرة مرجعيات للعمل السياسي «خسارتها شدت الكراسي متاع الأحزاب».
الغموض الذي يحيط بصحة الرئيس بوتفليقة هل يمكن أن يؤثر على تونس؟
كانت الجزائر دائما وأبدا الأخ الذي ينزل بثقله من أجل أخيه ومنذ عهد حسين بن علي(مؤسس الدولة الحسينية سنة 1705) إلى الآن لا يحدث شيء في بلادنا إلا إذا كان الوضع الجزائري يسمح به
ما يقع في الجزائر الآن يثير التخوف ، هذا التيار الإرهابي الذي عاد للتحرك لا تتصدى له آراء تعبر عن تجدد الحياة السياسية التي ظلت راكدة وجامدة وفية لقيادات تاريخية لا يقال فيها شيء. وأنا واثق بأن حكمة القيادة الجزائرية قادرة على مجابهة هذا الوضع المفزع بما يضمن للجزائر إستقرارها ونموها ويضمن للعلاقات التونسية الجزائرية التطور اللازم ، علما بأننا حريصون في تونس على عدم التدخل في الشأن الجزائري الذي يبقى فيه القرار من إختصاص المؤسسات الشرعية التي إختارها الشعب الجزائري.
ما تعليقك على دعوة محمد عبو إلى تغيير قيادة الجيش؟
الجيش محل تقديرنا جميعا ولا أتصور أن قيادات الجيش خائنة أو ليست كفؤة.
قيل كلام كثير عن سياسة الإسلاميين وتعمدكم زرع رجالكم في المؤسسات(أمن جيش،نقابات...) تحضيرا للحظة المناسبة؟
نعم كان هذا موجود ووقع تبريره بانسداد آفاق العمل السياسي في البلاد وان هؤلاء ليس دورهم إنقلابيا وإنما الحيلولة دون ان تنتهك الحريات بواسطة تلك المؤسسات.
هل انت واثق من ان العمل توقف بهذا المنطق؟
لا اتصور أن الأمر متواصل وإن تأكد أنه بقي فهو شيء خطير.
هل وجد تنظيم سري داخل حركة «النهضة»؟
النهضة ذاتها كانت تنظيما سريا بأكملها.
قصدت الجهاز السري أي التنظيم العسكري؟
شممت رائحته دون أن أضبطه.
هل كان على رأسه محمد شمام؟
لا أعرف، نسب للأستاذ صالح كركر رحمه الله وللأستاذ محمد شمام «ما عنديش يقين في ذلك» ولا استطيع ان يكون لي يقين في هذا الموضوع فأنا في وضعي العلني أبعد ما أكون عن ان تكون لي معلومات في هذا الصدد.
من يحكم «النهضة» حاليا؟
الأستاذ راشد الغنوشي ومن حوله ممن إصطفاهم لمساعدته في هذه المرحلة.
هل هناك مساعدون «سريون» «له»؟
هناك أناس محيطون بالأستاذ راشد مهما كانت مواقعهم .
هل مازالت لديك علاقات داخل النظام السعودي؟
لا ، إنقطعت منذ أمد طويل ، اليوم هناك طبقة سياسية جديدة أحتفظ بذكريات طيبة مع من بقي من القدامى ، وأحرص كل الحرص على أن يكون أداء السياسة السعودية بالمنطقة حافزا نحو وحدة كلمة العرب والمسلمين وأن تكون القيادة السعودية قادرة بحكمتها ومهارتها على تجنيب الساحة العربية أي شقاق طائفي أو عرقي.
كيف ترى مستقبل تونس؟
لن تنكص تونس على عقبيها ولكن ستوجد منغصات تعطل هذا المسار ، أخشى ما أخشاه لو ظهر أن الطبقة السياسية ترغب في إطالة أمد الفترة الانتقالية، سندخل في إمكانية أن تشهد البلاد مأزقا مرده أن الصناديق الإجتماعية سيبدو عجزها عن القيام بمهامها وهذا سيخلق تململا أخشى أن يفضي إلى فوضى تستوجب الدكتاتورية ، على السياسيين ان يدركوا ضرورة إنهاء الفترة الانتقالية ولو بإنجازات ناقصة ، علينا أن نغادر هذه المرحلة حتى تستعيد الحياة الإقتصادية نسقها ، تطويل المدة الإنتقالية سيعمل لفائدة الفوضى، لا لفائدة الاستقرار لأن حلفاءنا الاقتصاديين في فرنسا وإيطاليا واسبانيا كلّهم في أزمة نحن نواجه وضعا إقتصاديا صعبا قد تكون له تداعياته على استقلالية قرارنا الوطني.
هل ستبقى في «النهضة» إلى نهاية هذه السنة؟
سابق لأوانه، مصيري ستقرره مجموعة أحداث بدأت تظهر على الساحة ومن بينها ما حدث في قصر الرياضة بالمنزه قبل أيام، هذا يفرض علي أن أعيد تحليل الأحداث لأني لا أريد أن أظهر أمام الرأي العام «هاني دخلت هاني خرجت آش إداك واش جابك؟ رخص الكراء»؟ ليست لي حاجة بهذا، ما يهمني هو أن أعمل لمصلحة البلاد وما قلته في القبة وهتف ضده الحاضرون هو لمصلحة البلاد ولكن الحاضرين سمعوا بأذان ترفض الإنصات للرأي المخالف وهذا خطير ان ينقطع الحوار داخل الحركة الواحدة».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.