افتتح اليوم حزب «التكتل من أجل العمل والحريات» مؤتمره الثاني بقصر المؤتمرات بالعاصمة بحضور عدد من الشخصيات الوطنية (وزراء نواب المجلس التأسيسي...) وبعض سفراء دول صديقة وشقيقة ... و كان من بين الشخصيات التي واكبت فعاليات المؤتمر الثاني للتكتل والاول بعد الثورة، «راشد الغنوشي» رئيس حركة النهضة, «مية الجريبي» قيادية بالحزب الجمهوري وعدد من قادة حزب المؤتمر من اجل الجمهورية «عماد الدايمي, طارق الكحلاوي» وعدد من الوزراء على غرار «حسين الجزيري» و«محمد بن سالم» ووزير الفلاحة محمد بن سالم وعدد من نواب المجلس الوطني التأسيسي إلى جانب مناضلين سياسيين على غرار «احمد المستيري» ... الطاغية هرب لكن منظومة الاستبداد لا تزال موجودة وألقى مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي كلمة بمناسبة انعقاد المؤتمر الثاني لحزب «التكتل من أجل العمل والحريات» أكد خلالها ان الطاغية والمستبد هرب الا ان منظومة الاستبداد لا تزال موجودة رغم مرور زهاء عامين على اندلاع الثورة, قائلا: «لن نتخلص منها الا بعد وقت وصبر ...». وأبدى بن جعفر ارتياحه الشديد نظرا لتحسن ظروف عمل الاحزاب بعد الثورة وانزياح الرقابة المفروضة عليها من اجهزة امن الدولة , مرجعا الفضل الى التضحيات الجسام التي قام بها الشباب التونسي ابان الثورة خاصة ابناء الجهات الداخلية. وخاطب بن جعفر بعض الحاقدين على حزبه والمنشقين عنه الذين تقدموا بشكوى لمنع اقامة مؤتمره, بلغة طغت عليها ثقة كبيرة في النفس, قائلا: «التكتل مازال موجودا ... نحن مازلنا موجودين ...», ووصف العراقيل التي تعرض لها حزبه والانتقادات الموجهة ضده بالإشاعات المزيفة. كما استغل بن جعفر المناسبة لتحية شهداء الحركة الوطنية التي قاومت الاستعمار بأشكال مختلفة اضافة الى شهداء الثورة , واثنى على الدور الكبير الذي لعبه الاتحاد العام التونسي للشغل اثناء الثورة في كامل مناطق الجمهورية. هناك من يريد تقسيمنا مسلمين وكفار وتحدث بن جعفر عن كثير من الصعوبات التي رافقت الانتقال الديمقراطي في تونس, وذكر منها الاستقطاب الحزبي الثنائي الذي عاشت على وقعه الساحة السياسية, قائلا: «هناك من يريد تقسيمنا مسلمين وكفار, اغنياء وفقراء... وهناك من يسعى الى تأليب أطراف ضد أخرى ...». كما رحب بن جعفر بمحاسبة كل من اجرم في حق الشعب التونسي لكن دون تحويلها الى عقاب جماعي, قائلا: «لا بد من محاسبة داخل اطار العدالة الانتقالية ولا يجب ان تتنزل ضمن العقاب الجماعي ...». وأوضح بن جعفر ان الثورة التونسية في حاجة الى التحصين, مشيرا الى ان سبب الخلاف يكمن في مضمون وكيفية التحصين , مضيفا ان التاريح حمل في طياته تجارب انتقالية فاشلة لبعض الدول نتيجة عودة من اسماهم بقوى الردة, قائلا: «سنبقى جميعا مناضلين من أجل العمل والحريات... وضع الجميع في كيس واحد لا سبيل اليه...». لنا منافسون لكن ليس لنا اعداء وفي سياق متصل اوضح بن جعفر ان حزبه يحظى بتأييد عدد كبير من الفئات الاجتماعية كما أنه لا يرتقي الى مستوى تطلعات البعض لكن دون الوصول الى درجة معاداة اي طرف, قائلا: «لنا منافسون لكن ليس لنا اعداء وهذا شعار التكتل...». وعاد بن جعفر للحديث عن وقائع واحداث خلت على غرار فترة اقتراح «حمادي الجبالي» تشكيل حكومة تكنوقراط , قائلا: «انها لعبة وحاجة موش جدية ...». واقر رئيس المجلس التأسيسي ان «الترويكا» الحاكمة ليست راضية على كثير من الاشياء التي وقعت في تونس , مضيفا ان الاخلالات التي وقعت لا يمكن ان تحجب عن الجميع مدى فرادة التجربة التونسية . وخاض بن جعفر في الشأن المصري لكن دون اطناب متسائلا هل وقع في مصر انقلاب ام ماذا ؟ والمح الى ان ما وقع في مصر لا يمكن تصديره الى تونس , قائلا: «لأنه عندما كان بن علي يضطهد المعارضة كانت متماسكة ...». «عبد اللطيف عبيد» عضو التكتل: التكتل تراجع نسبيا لدى الرأي العام بسبب السلطة أكد عبد اللطيف عبيد عضو «التكتل من أجل العمل والحريات» ووزير التربية السابق انه من مؤسسي الحزب مبديا انزعاجه من اقحامه في سلة الاعضاء الجدد للحزب, مشيرا الى ان مؤتمر حزبه هو الاول من نوعه بعد الثورة ويهدف الى انتخاب قيادة جديدة ولتبيان رأي الحزب في عدد من القضايا والمسائل ذات الصلة بالشأن الوطني والعالمي. و اوضح عبيد ان التكتل يسير على السكة الصحيحة وفي درب سليم , ومتمسكا بالهوية العربية والاسلامية اضافة الى انه احد اضلع الترويكا الحاكمة, كما لم يخف عبيد تراجع شعبية الحزب في الاوساط المجتمعية مرجعا سبب ذلك الى ممارسته العمل السياسي في ظل الحكومة الحالية , قائلا : «هناك تراجع نسبي للحزب لدى الراي العام نتيجة ممارسته السياسة , لان السلطة تسيء الى الذين يحكمون لكن سرعان ما سيستعيد مكانته على الساحة السياسية وهو حزب لا غنى عنه ...». و استبعد عبيد تكرار السيناريو المصري على الاراضي التونسية نظرا لاختلاف طرق ومناهج الحكم في البلدين, قائلا: «التجربة التونسية ناجحة وفريدة من نوعها تجمع بين الاسلاميين والعلمانيين وهو ما لا نجده في مصر , وتمنيت لو سار المصريون على المنهج التونسي ...فتونس تعد مثالا يحتذى به في الحكم» معتبرا ان ما وقع في مصر هو انقلاب عسكري على رئيس شرعي اتى عن طريق صناديق الاقتراع. «لبنى الجريبي» عضو المجلس التأسيسي عن «التكتل»: تغيير «بن جعفر» رهين الصندوق قالت لبنى الجريبي عضو المجلس التأسيسي عن «التكتّل من أجل العمل والحريّات» ل«التونسيّة» إنّ عقد «التكتّل» لمؤتمره اليوم رغم المشاكل والقضايا المرفوعة ضدّه والأعمال الكيديّة التي تهدف إلى ضربه يؤكّد انّه متواجد في الموقع الصحيح وانّ الجميع صامد على المبدإ لمواصلة نجاحه. وأضافت الجريبي أنّ الأحداث التي تشهدها مصر اليوم تؤكّد للجميع انّ اختيار «التكتّل» العمل صلب «الترويكا» كان صائبا وانّ رؤيته للوفاقات الوطنيّة والحوارات كانت سليمة الشيء الذي سيجعله يواصل المسار نفسه. وعن امكانيّة خروج مصطفى بن جعفر من الأمانة العامّة للحزب قالت الجريبي إنّ القرار يعود للصندوق تكريسا لمبدإ الشفافيّة والإنتهاء من عهد الدكتاتويريّة موضّحة انّها ستكتفي بالترشّح لعضويّة المكتب السياسي. وقالت الجريبي أنّ ورشات المجلس الوطني أفرزت الإتفاق حول تكوين منظّمة نسائيّة تجمع كافّة الناخبات والمنخرطات في «التكتّل» مضيفة انّه تمّ توقيع البيان التأسيسي لها واللوائح المعروضة للتصويت ستمثلها النساء والرجال تكريسا لمبدإ المساواة والتناصف داخل الحزب آملة المصادقة على هذه المنظّمة لتكون فاعلة ومرسّخة لعديد الثقافات التي يسعى الحزب إلى ترسيخها. الجريبي توضح اسباب استقالة ياسين ابراهيم وعلى اثر اعلان الأمين التنفيذي ل «الحزب الجمهوري» ياسين ابراهيم عن استقالته من الحزب على صفحته الرسمية على الفايسبوك أوضحت مية الجريبي الأمينة العامة ل «الحزب الجمهوري» أن استقالة ابراهيم من المكتب السياسي سببها الفشل في انصهار بين «الحزب الجمهوري» وبين «حزب آفاق» مؤكّدة أن هذه الاستقالة اتت في اطار موجة من الاستقالات من الحزب. وأفادت أنها اجتمعت مع ابراهيم في جلسة مطولة لإقناعه بالتراجع عن الاستقالة إلا أنه كان مصرا على موقفه بعد ان حمل نفسه جزءا من اسباب الفشل. الزاوية والفخفاخ مرشحان للأمانة العامة علمت «التونسية» ان من بين مقترحات النظام الداخلي الذي سيناقشه المؤتمر هو احداث خطة رئاسة شرفية للحزب يتولاها مصطفى بن جعفر في حين ستؤول الامانة العامة للحزب ل«خليل الزاوية» وزير الشؤون الاجتماعية او ل«الياس الفخفاخ» وزير المالية. نرفض كل أساليب الانقلاب على السلطة وشدد راشد الغنوشي في كلمته ان حركة «النهضة» متمسكة بالتوافق الوطني وترفض كل أساليب الانقلاب على السلطة معتبرا ان التجاذبات السياسية التي تمر بها بلادنا امر عادي, مقللا من شأن الاضرابات والوقفات الاحتجاجية ومظاهر قطع الطرق معتبرا إياها أعمالا صبيانية مقارنة بالاقتتال ومظاهر التسلح التي تعيشها ليبيا . ووضح الغنوشي ان تونس اصبحت نموذجا يحتذى به في العالم العربي داعيا الى الاعتزاز بذلك , ساخرا من الدعوات المنادية بإسقاط الحكومة, مضيفا: «القطار لن يحيد عن مساره ...». منتصر الأسودي وليلى بن إبراهيم