في اطار استعدادات الوزارة لشهر رمضان المعظم و تطويرا للخطاب الديني , اشرف صباح امس "نور الدين الخادمي" وزير الشؤون الدينية على اليوم التمهيدي للايام الوطنية للشان الديني بمدينة العلوم بحضور عدد من الوعاظ من كافة مناطق الجمهورية . و حث الخادمي جميع الاطراف المهتمة بالشان الديني الى التوافق و المساهمة في توحيد الصف الوطني و الاسلامي و بث الطمأنينة في نفوس المصلين داخل الجوامع و بعث السكينة للمساجد خاصة التي تشهد توتر . و نبه الوزير الى خطورة خوض عامة الناس في بعض القضايا ذات الصلة بالشان الديني على غرار مسالة المواقيت دون علم و لا متاب داعيا ترك هذه المسالة الى اهل الاختصاص , قائلا :" لا يجوز ان تتحول المساجد الى اماكن اضطراب , و اعتداء على النفوس ..." ارسال 27 امام الى 5 دول اوروبية و ابرز الخادمي في بحر كلامه ان وزارة الشؤون الدينية قررت ارسال 27 اماما الى 5 دول اوروبية ( فرنسا , المانيا , سويسرا , ايطاليا , بلجيكيا ) لإمامة المسلمين المغتربين خلال شهر رمضان في الصلوات الخمس و صلاة التراويح , مضيفا انه الايمة من حفظة القران و يتمتعون بزاد معرفي محترم في مجال الشريعة و الفقه الاسلامي و سيعملون على نقل معارفهم الى المغتربين و تعليمهم كيفية قيام الصلاة و احكامها و بعض الامور ذات العلاقة , قائلا :" سيعاملونهم على اساس اخوتهم ..." و اوضح الخادمي ان الوزارة ركزت جهازا اداريا جديدا هو الادارة الجهوية للشؤون الدينية و التي انطلقت في العاصمة في انتظار تعميمها على مختلف الولايات و المناطق , مضيفا انها بادرة فريدة من نوعها و تقام لاول مرة في تاريخ تونس . مصاحف و دروس دينية للسجناء و اعلن الخادمي اعتزام وزارته توزيع نسخ من القران الشريف على السجناء و السجينات خلال شهر رمضان اضافة الى تلقين دروس في التثقيف الديني داخل المؤسسات السجنية لبث الراحة النفسية في قلوبهم , قائلا :" السجناء اخواننا وهم ابناء هذا الوطن و يحتاجون الى الوازع الديني لبعث الراحة في نفوسهم و مساعدتهم على التاقلم و ترميم حياتهم الاجتماعية بعد قضاء العقوبة السجنية ..." تتبعات قانونية للمحرضين داخل المساجد و في موضوع اخر اوضح الوزير ان الخطاب الديني في تونس شرعي و يعالج عددا من القضايا الدينية و الاخلاقية و الاجتماعية , و بخصوص حالة الانفلات التي ميزت بعض المساجد قال الخادمي :" هناك حالات من الانفلات و التعثرات بعد الثورة في المساجد و هذه حالة طبيعية , و يجب معالجة هذا الانفلات من خلال ارجاع الامور الى نصابها و اصولها و اوعيتها المعرفية ..." و شدد الوزير على ضرورة بث خطاب ديني بعيد كل البعد عن التوظيف الحزبي و السياسي يوحد التونسيين تحت راية واحدة و لا يفرقهم , مضيفا :" سيقع اسناد الخطاب الديني الى متخصصين قادرين على تجميع الصف و يهدف الى اعمار المجتمع و تحقيق الوحدة , لا يجب ان يكون خطابا حزبيا او سياسيا ... نامل ان تعود المساجد الى وضعها الطبيعي دون توظيف حزبي ..." و تعهد الخادمي بملاحقة كافة المحرضين و من يبث الفتنة داخل المساجد , قائلا :" الخطاب التحريضي و الاثارة و الاستيلاء على المنابر سنتعامل معها قانونيا و اداريا ... اجراءات قانونية بحق كل من يحرض او يثير العباد في المساجد ...نريد خطابا دينيا بعيد عن التوظيف الحزبي و الاثارة المذهبية و الحزبية ... فكلنا توانسة ..." فتح المقاهي في رمضان لا يجوز و عارض الوزير بشدة ظاهرة فتح المقاهي خلال شهر رمضان المعظم , قائلا :" هذا يوم صيام ... فتح المقاهي في رمضان غير جائز و فيه تجاوز لهوية الشعب و يجب احترام الدين ... " و اعتبر الوزير ان المجاهرة بالافطار خلال الشهر الكريم تسبب القلق لعامة الناس خاصة الصائمين , داعيا كافة المفطرين الى الاستتار و تناول الطعام في بيوتهم بعيدا عن اعين الصائمين , مضيفا :" المفطر حر لكن لا يعلن افطاره امام الجميع ..."